الرئيسيةمختاراتمقالاتلا إنتخابات دون القدس ...!

لا إنتخابات دون القدس …!

بقلم: د. عبدالرحيم جاموس

تجمع كافة الفصائل الفلسطينية على عدم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية دون مشاركة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية .. إلا أن حركة حماس التي بدأت تمارس الضغوط وتطالب الرئيس أبو مازن بسرعة إصدار مرسوم الإنتخابات قبل أن تكتمل الشروط الوطنية لإجرائها، بعد الرسالة المفاجئة من السيد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لح ما س التي حملت موافقة حركته على إجراء الإنتخابات بالتتابع بعد حصوله على ضمانات اقليمية ودولية بضمان تتابع العملية الإنتخابية التشريعية ثم الرئاسية فالوطنية وكأنها لا مانع لديها من ذلك، وهي تعلم علم اليقين مدى جدية الرئيس ابومازن في إجراء الإنتخابات والتي سبق له ان أعلن عنها مرارا وتكرارا ومن خلال كلمته في الجمعية العامة ..
لكن الرئيس ومعه جميع أعضاء القيادة الفلسطينية وكافة الفصائل والمنظمات والإتحادات والنقابات المهنية، وكافة النخب الثقافية والسياسية وغيرها ، ترفض تحت أي ضغط أن يجري إستثناء القدس من الإنتخابات أو ان تجري بدونها.
الإنتخابات يجب أن تجري في القدس والضفة الفلسطينية وقطاع غزة بإعتبارهم وحدة جغرافية واحدة غير قابلة للتجزئة أو النقصان، وإعتبار القدس أولوية خاصة لكونها عاصمة الدولة الفلسطينية ، وتأكيدا لرفض الشعب الفلسطيني وقيادته لكافة الاجراءات الأحادية التي أقدمت عليها سلطات الإحتلال بهدف تغيير الوضع القانوني للقدس وطمس هويتها الوطنية، كما يمثل هذا الموقف الثابت للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبومازن بمثابة تأكيد جديد على الموقف الفلسطيني الرافض للمواقف والاجراءات التي إتخذتها الإدارة الأمريكية بإعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني وما تبعه من إجراء لنقل السفارة الامريكية إليها، ورفضا لإعتبار أن الاستيطان فيها وفي بقية المناطق عملا غير مخالف للقانون الدولي وانه لا يشكل عقبة أمام السلام حسب ادارة الرئيس ترامب المنتهية ولايته…..
هل تدرك قيادة حركة حماس ومشايعيها هذا المعنى ومدى خطورته و اهميته ..؟! وماذا تعني ضرورة أن تكون القدس مشمولة وفي المقدمة وأولا ….في أي اجراء يتعلق بالعملية الإنتخابية سواء الخاصة بالتشريعية أو الرئاسية أو الوطنية.. فكما ستجري الإنتخابات في مدينة رام الله وغزة والخليل ونابلس وجنين وطولكرم ومختلف المدن الفلسطينية يجب ان تجري ايضا في القدس العاصمة وان ينتخب المواطن المقدسي مرشحيه في القدس حيث هو تماما كبقية ابناء الشعب الفلسطيني في المدن الأخرى ؟!
لذا نقول لحماس وللعدو الصهيوني وللولايات المتحدة وللإتحاد الأروبي ولكافة دول العالم التي تدفع بإتجاه اجراء تحت أي ظرف وبالفم المليان (لا إنتخابات بدون القدس ، ولا رضوخ لرغبات ترامب وادارته المنصرفة ولا رضوخ للإحتلال وأهدفه في إستثناء القدس من أي إنتخابات فلسطينية ولا للتسليم له بمخططاته الهادفة إلى ضم القدس وإخراجها من اية انتخابات او مفاوضات أو تسويات قادمة، فما ينطبق على الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة وبقية انحاء الضفة الغربية ينطبق بالضرورة أيضا على مدينة القدس العاصمة).
على حركة حماس أن تدرك هذه الحقيقة، وأن تتصرف على ضوئها وعلى أساسها كما هو موقف وتصرف الرئيس أبومازن وكافة الفصائل والمنظمات والإتحادات الشعبية و مختلف النخب الوطنية.
إن ما تمارسه حركة حماس من ضغوط بعد حصولها على تلك الضمانات الخاصة للتسريع بإصدار مرسوم الإنتخابات حسب تصريحات ناطقيها تأتي في غير محلها ، قبل الحصول على كافة الموافقات والضمانات اللازمة لإجراء الإنتخابات في القدس مثل بقية المناطق الأخرى، بل يأتي متساوقا مع مواقف العدو الذي يحاول ويسعى جاهدا لإستثناء القدس من اية انتخابات فلسطينية ، لما تمثله العملية الإنتخابية بحد ذاتها من شكل واضح من اشكال الممارسة السيادية ومن إعتراف وإقرار كامل من الجميع بالولاية الوطنية للسلطة الفلسطينية على القدس المحتلة وسكانها شأنها شأن بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة …في العام 1967 م.
إذا ما أضيف هذا الموقف المتعجل من حركة حماس إلى استمرارها بالتفرد بحكم قطاع غزة بفعل سياسة الأمر الوقع التي تفرضها عليه منذ انقلابها صيف العام 2007م دون ان تمتد فعليا سلطة الحكومة الفلسطينية الى قطاع غزة .. الذي سيثير جملة من الإشكالات السياسية والقانونية المعيقة لإجراء الإنتخابات في قطاع غزة كباقي المناطق الفلسطينية دون اشراف للحكومة الوطنية عليها ، إضافة الى ما تضمنه خطاب موافقتها على الإنتخابات من اشتراطات في غير محلها، فإنها تجعل الكل الفلسطيني في حالة إرتياب من موقفها من الإنتخابات وغرضها ودعواتها الإستعجالية ويتأكد ذلك من خلال ما تم تسريبه بشأن تفاهماتها وترتيباتها الخاصة مع العدو ، وسعيها للتوصل لإتفاقات خاصة معه بشأن تحديد العلاقة معه تخص مستقبل قطاغ غزة، بعيدا عن السلطة الفلسطينية وعن م.ت.ف، وهذا ما يضعها في خندق التساوق مع الأطروحات التي اشتملت عليها (صفقة القرن الامريكية) و خصوصا منها السعي الى عقد هدنة طويلة الأمد قد تمتد الى ثلاثين عاما مع الكيان الصهيوني تحت ذريعة شعار عدم الإعتراف به ، وهنا تكمن الخطورة في اشتراطات حماس الواردة في خطابها، كما في استعجالاتها وضغوطها غير المبررة ، وتمسكها بموقفها من عدم امتداد فاعلية سلطة الحكومة الفلسطينية الى قطاع غزة فعليا قبل اجراء اي أنتخابات ، وهذا بحد ذاته يضع عقبات كأداء دون إنجاح هذة الإنتخابات ويجعلها مشوبة بالعوار القانوني الذي قد يعرضها ونتائجها للطعن فيها امام الجهات القانونية المختصة وامام لجنة الإنتخابات المركزية المكلفة بإجراء الإنتخابات …!
فلا إنتخابات دون القدس العاصمة … ولا انتخابات دون تسوية الأوضاع القانونية والعقبات الناتجة عنها في قطاع غزة بسبب استمرار تحكم حركة ح م ا س .المنفرد فيه الي من شأنه أن يعيق نجاح الإنتخابات فية ويمس بنزاهتها وشفافيتها …!
وللحديث بقية
د. عبدالرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
الرياض 12/01/2021م

Pcommety@hotmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا