وسقط ترامب!!

بقلم: يحيى رباح

منذ أن صعد دونالد ترامب الى البيت الابيض ودخل الى المكتب البيضاوي الذي جلس عليه منذ تاسيسه أربعة وأربعون رئيسا أميركيا من اصول وثقافات وخصوصيات مختلفة، كان واضحا ان هذا الوافد الجديد دونالد ترامب المدمن الضجيج، الذي يتحدث بلغة مسرحية تشبه اللغة التي كان يستخدمها كتاب المسرح اليونانيون واشهرهم (إسخيايوس) ومسرحيته المبهرة (أوديب الملك) والتوقعات تزداد بان ساكن البيت الابيض الجديد سيضع نهايته بيديه وهو نفسه وليس احد اخر سواه سيحول الرؤيا الى فاجعة، سيحول ضجيجه العالي الى سقوط مدوٍ.

هذه هي باختصار حكاية دونالد ترامب، انتخب بنفسه الادارة التي تعمل معه ولكنه بسرعة شديدة حولها الى اعداء، وتعامل مع اعظم قضية في التاريخ الانساني وهي القضية الفلسطينية الى قضية سطحية سهلة الحل فاستغرقته وذهبت به الى الجنون المطبق، وجعل من تغريداته السطحية اهم قواميس السياسة في مواجهة اهانته السياسة، ووضع على عينيه عصابة سميكة حتى لا يرى، وناصب الجميع العداء، حتى اصبح لا يثق باي احد فاستولت عليه كوابيسه السوداء، باختصار قد نجح نجاحا منقطع النظير في رسم نهايته، وليوم الاربعاء السادس من يناير 2021 جعل منه اربعاء عظيمة حينما هاجم الامة التي هو رئيسها، وهاجم النظام الذي هو رئيسه، وفي يوم الاربعاء الذي يليه، جاءه الجواب ردا على كل ما فعلت يداه، وكان الجواب حصريا هذا السقوط بالطبع.

التراجيديات في التاريخ لا تنتهي بهذا التسلسل البسيط، اوديب الملك في مسرحية اسخيليوس، قتل الوحش الذي يقرأ الاسئلة، لكنه قتل اباه، وتزوج من امه، وفقأ عينيه التي يبصر بهما، ودار في المسافات يتلو حكايته السوداء، فهل يفعل ترامب ذلك؟ لا اعتقد، ربما هداه عقله المضطرب الى جائحة جنونية اخيرة تصلح لكي تروى مثل الحكايات، لكنه لن يجد احدا يبكي عليه، لانه رجل لا يستحق حتى البكاء.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا