الرئيسيةأخباراسرائيليةإسرائيل بحاجة إلى بايدن خاص بها

إسرائيل بحاجة إلى بايدن خاص بها

بقلم: بن – درور يميني

الولايات المتحدة، التي يخلفها دونالد ترامب، هي أقوى وأكثر انقساما في الوقت نفسه. هذه هي المفارقة الأميركية. ولكن هذه أيضا المفارقة الإسرائيلية. فباستثناء فترة «كورونا»، التي يعرض فيها ترامب فشلاً، فان الفوارق لم تتسع. فمزيد من السود والهسبانيين فضلوا الرئيس المنصرف. فقد كان الوضع لا بأس به بالنسبة لهم في السنوات الأربع الأخيرة.
عملياً، لولا شخصية ترامب الاشكالية لكان يمكنه أن يسجل كأحد الرؤساء الأكثر نجاعة. ولكن الولايات المتحدة في هذه الأيام أصبحت اكثر راديكالية وانقساما بكثير.
لدى اليسار يدور الحديث عن مسيرة متواصلة لغير قليل من السنين. وفي السنوات الأخيرة رفع اليمين العنصري هو الآخر الرأس. ولم يتبقَ الانقسام في الأطراف البعيدة. والحوار بين مؤيدي ترامب ومؤيدي الديمقراطيين كاد يصبح متعذرا.
لم تقع الاضطرابات في أعقاب قتل جورج فلويد لأن وضع السود تدهور، بل لأن الأجواء في الولايات المتحدة أصبحت قابلة للاشتعال.
لأون قوة الراديكاليين تعززت. لان الفوضى تعربد في القمة. فقط قبل أسبوعين نفذ المجانين اجتياحا عنيفا للكابيتول.
هنا يدخل بايدن في الصورة. فهو ليس رجل الضجيج والرنين، وليس زعيما كاريزماتيا. فقد نجح في تحييد نفسه عن الخلافات المعادية. وهو ليس في أقصى الطرف. وعليه فان مهمته الأساسية هي تخفيض مستوى العداء. في الطرفين تقف قوى تعتقد أن كلمات مثل المصالحة والوحدة هي شتيمة. ولكن من الصحيح حتى هذه الأيام أيضاً أن هذه هي المهمة الأهم. لان مجتمعا منقسما هو مجتمع ضعيف. يحتمل أن يكون بايدن، رجل الوسط، هو الرجل السليم، في المكان السليم وفي الزمان السليم.
توجد عدة أوجه شبه مع إسرائيل. فنحن في ختام عقد لا بأس به. الاقتصاد أقوى. الفوارق بخلاف الادعاءات، لم تتسع. ولكن إسرائيل أصبحت أكثر انقساما بكثير. نحن محملون بكراهية مجانية. انتقلنا من الخطاب الموضوعي الى خطاب التشهير. كلمات مثل «كريه» و «خلقة» أصبحتا شرعية ليس فقط في الشبكات الاجتماعية، بل أيضا على لسان نشطاء سياسيين وأكاديميين.
ووسائل الإعلام تمنح بين الحين والآخر شرعية لنشطاء أساس قوتهم هو في نذالة لسانهم. هذه ليست حرية تعبير، هذه حرية شقاق. هذا لا يعني بعد أن مجموعة معينة ستقوم بهجوم عنيف على الكنيست، على منزل رئيس الوزراء أو على مقر المحكمة العليا. ولكن التطرف بات هنا وكذا مؤشر الضعف.
هكذا بحيث إن إسرائيل هي الأخرى بحاجة إلى مهدئ وطني. مع كل الاحترام لصندوق حقوق نتنياهو، ولديه كهذا، فانه يسحب وراءه ايضا صندوق مفاسد هو احد الاسباب التي تجعل إسرائيل اكثر انقساما.
هو ليس وحده هناك، لديه مؤيدون يتخذون هنا وهناك العنف، ونتنياهو لا ينبس ببنت شفة. الصمت هو تشجيع. سمعنا خطاب المصالحة والوحدة لبايدن. يحتمل أن تكون هذه بداية مسيرة تهدئة. إسرائيل هي الأخرى بحاجة الى بايدن خاص بها.

عن «يديعوت»

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا