الرئيسيةأخباراسرائيليةخبراء لـ “ذي ميديا لاين”: سياسات بايدن تجاه إسرائيل تختلف تمامًا عن...

خبراء لـ “ذي ميديا لاين”: سياسات بايدن تجاه إسرائيل تختلف تمامًا عن سياسات ترامب

الرئيس الجديد يواجه تحديات قديمة في الشرق الأوسط

أدى الرئيس الأمريكي جو بايدن اليمين الدستورية الأربعاء الماضي كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وسيباشر بقيادة بلاده في فترة تعتبر من أصعب الفترات في تاريخ البلاد. وبعيداً عن المسائل الأكثر إلحاحاً المتمثلة في تفاقم الوباء، والأزمة الاقتصادية المتصاعدة، والدولة المنقسمة تاريخياً، فإن بايدن لديه أيضا مسائل تتعلق بالشؤون الخارجية، وربما لا شيء أكثر إلحاحاً من البرنامج النووي الإيراني والتوترات المستمرة في الشرق الأوسط.

ومن المتوقع أن تختلف سياسة بايدن تجاه المنطقة، وخاصة تجاه القضايا ذات الصلة بـ “إسرائيل”، اختلافاً كبيراً عن الموقف الذي تبنته إدارة سلفه على مدى السنوات الأربع الماضية.

خبراء سياسيون في حديث لموقع صحيفة “ذي ميديا لاين” الأمريكية قالوا إن بايدن سيتجه نحو إدارة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ولن يتمكن من إيجاد حل جذري له.

البروفسور “زكي شالوم”، وهو باحث بارز في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة “تل أبيب”

قال “زكي شالوم”: “منذ أن كان بايدن نائباً للرئيس، انتقل الحزب الديمقراطي أكثر نحو اليسار. إن حزب اليوم يعارض إلى حد كبير معظم ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية الحالية”. ولكن بسبب الظروف الراهنة، سيحظى الشرق الأوسط باهتمام أقل بكثير مما أعطته الإدارة السابقة، باستثناء ربما المشكلة الإيرانية. وقال شالوم إن بايدن “سيلغي بالتأكيد خطة ترامب للسلام، وسيحاول إعادة حل الدولتين. ولن يتراجع عن الخطوات التي اتخذها ترامب في القدس ومرتفعات الجولان، لكنه بالتأكيد سيوقف أي أعمال إسرائيلية ينظر إليها على أنها استفزاز من جانب الفلسطينيين”. وأضاف “سيكون هناك بعض الضغوط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات وكبح جماح توسيع المستوطنات، لكن بايدن كان جزءا من عملية السلام خلال سنوات أوباما، ورأى بأن تلك المفاوضات لا تؤدي إلى أي مكان، وقد تؤدي به هذه التجربة إلى اعتماد نهج أكثر تشككا”. كما و قال شالوم “من الواضح أن نتنياهو يُنظر إليه على أنه قريب للغاية من ترامب والجمهوريين ككل، وهو الذي أحرق عمليا جميع الجسور إلى الحزب الديمقراطي. كثير من الناس يدعونه الآن إلى التنحي، زاعمين أنه أقل لياقة لتولي المنصب خلال فترة بايدن”.

البروفيسور “إفرايم إنبار”، رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن

يعتقد “إفرايم إنبار” بايدن “لديه مسائل أكثر إلحاحا مثل الفيروس التاجي والقضايا المحلية. ومن المتوقع أن تواصل واشنطن اتجاهها نحو الابتعاد عن مشاكل منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما لوحظ منذ ولاية أوباما واستمر مع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب”.

وأضاف “بسبب الظرف الحالي، سيحظى الشرق الأوسط باهتمام أقل بكثير مما أعطته الإدارة السابقة، ربما باستثناء المشكلة الإيرانية”. وأردف إنبار قائلا إن “بايدن سيحاول التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران، ومع ملء جميع المعينين في عهد أوباما لحكومته، هناك مؤشر على أنه سيتم التوصل إلى اتفاق بأي ثمن. هذا لا يبشر بالخير لإسرائيل”.

وقال انبار” إنهم يدركون أن القضية الفلسطينية غير قابلة للحل في الوقت الحالي. وسيكون الأمر يتعلق بإدارة الصراع وليس حله، وسيتم إعادة فتح البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، وإعادة الأموال إلى الأونروا. هذا كل شيء”.

سيترك ترامب خلفه مهمة كبح جماح طهران التي تفاخرت في الأشهر الأخيرة بشدة بالاتفاقات الدولية وانتهكت التزاماتها السابقة. منذ أن انسحب الرئيس ترامب من جانب واحد من خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 بشأن الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية قبل أكثر من عامين، تقدمت إيران ببطء ولكن بثبات في أنشطتها النووية، وبدأت مؤخراً في تخصيب مخزوناتها من اليورانيوم إلى مستويات نقاء تصل إلى 20% وإعادة فتح العديد من المرافق الخامدة. ومما يزيد الطين بلة أن قادة إيرانيين مثل الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد ظريف أشاروا إلى أنهم سيرفضون أي محاولات من جانب الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإعادة فتح الاتفاق النووي أو التفاوض على قضايا مثل مشاريع الصواريخ بعيدة المدى أو نشاطها الإقليمي في الدول المجاورة.

سيحاول نتنياهو في البداية على الأقل تجنب الصراع، ولكن في وقت لاحق، سيتعين على “القدس” حماية مصالحها وربما ضرب إيران. على مدى السنوات الأربع الماضية، اتخذ ترامب عدة خطوات تاريخية خلال فترة ولايته، بما في ذلك الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإدراج المستوطنات اليهودية رسمياً في أراضي الضفة الغربية المتنازع عليها على أنها “غير قانونية”. علاوة على ذلك، كشف ترامب عن خطته للسلام في ذروة الانتخابات البرلمانية في إسرائيل في عام 2019، التي تضمنت ضم إسرائيل لحوالي 70% من الضفة الغربية. تبنى نتنياهو الاقتراح، بالمقابل رفضت السطة الفلسطينية المبادرة بأكملها ورفضت الاجتماع مع فريق ترامب.

ومن المجالات التي يُتوقّع أن يتبنّى فيها بايدن سياسة ترامب بالكامل عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، حيث اعترفت أربع دول في الخليج وشمال إفريقيا عل بحق إسرائيل في الوجود وتشكيل علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية. في حين أشار البعض إلى الكميات الهائلة من الأسلحة التي باعتها الولايات المتحدة لهذه الدول مقابل تقاربها مع القدس، وانتقدوا هذه التحركات باعتبارها لا تعدو أن تكون صفقات أسلحة ممجدة، لذا فإن قبول إسرائيل من قبل دول معادية مؤخراً مثل السودان والإمارات العربية المتحدة من المرجح أن يتم تشجيعه وتوسيعه من قبل الإدارة القادمة.

البروفيسور “إيتان جيلبوا”، الخبير في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط في مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة “بار إيلان”

يعتقد “إيتان جيلبو” اأنه في حين أن فرص انحراف بايدن عن مسار التحالف الإقليمي الذي اشتعلت فيه النيران مؤخراً منخفضة، إلا أنها ليست معدومة. وقال لصحيفة “ميديا لاين”: “ينصب تركيز بايدن الرئيسي على التفاوض على اتفاق مع إيران، وتزويد دول الخليج المجاورة بالأسلحة، وإضافة المزيد من الدول إلى الاتفاق مع إسرائيل، مما سيثير غضب إيران، وبالتالي قد يتم إبطاءها أو حتى وقفها مؤقتا”.

فى 23 مارس القادم، ستجرى إسرائيل انتخاباتها العامة الرابعة خلال عامين. في الجولات الثلاث السابقة، كان نتنياهو يعرف أنه يمكن أن يعتمد على “صديقه المقرب في البيت الأبيض” في بعض المؤتمرات الصحفية المواتية أو الإعلانات الرمزية خلال فترة ولايته. هذه المرة، سوف تكون الأمور مختلفة بشكل صارخ بالنسبة للسياسي المخضرم.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا