مخيم اليرموك و”قواعد الحصار الأربعون”

شاب في الخامسة والعشرين، من مخيم اليرموك، كان يدرس علم الاجتماع في جامعة دمشق، أما الآن فهو يحصي الذين ماتواجوعا والذين سقطوا برصاص القناصة في مخيم اليرموك ويوثق ما يجري في المخيم، هذا ما نطالعه في تقرير أعده كريم شاهين لصحيفة “الغارديان” البريطانية بعنوان “يوميات قلب يتعلم أن يقسو: الحياة تحت حصار الأسد واحتلال تنتظيم الدولة الإسلامية”.

يروي عبدالله قصة المخيم الذي كان يقطنه مليون شخص بينهم 800 ألف سوري، والذي كان يوما يعج بالحياة.

يقول عبدالله إن النظام أراد زج المخيم بالصراع، فوزع الأسلحة بشكل عشوائي على فصائل فلسطينية وأوكل لها مهمة حمايته، فدخله تنظيم الدولة.

“فر مسلحو الفصائل، وفرض جيش النظام حصارا على المخيم واستهدفه بغارات جوية”، حسب ما يروي عبد الله.

أحصى عبد الله وزملاؤه من النشطاء 170 حالة وفاة جوعا.

يكتب عبد الله عن رفاقه الذين سقطوا، فيقول إنه بكى ثلاثة أيام على الأول ويومين على الثاني، وحين سقط الثالث بكاه يوما واحدا ثم بدأ يضحك من سخرية الأقدار، وبدأ يتعاطى مع الموت في محاولة لتجريده من تراجيديته، فالكل سيموت، وإن كان الترتيب الزمني سيختلف.

يكتب عبد الله يوميات تحت عنوان “قواعد الحصار الأربعون” ، على غرار “قواعد العشق الأربعون” لجلال الدين الرومي، والتي يقرأها عبدالله بين موتين.

ويقول عبد الله: استخدم النظام كافة أسلحته، من القصف إلى الغارات الجوية إلى الأسلحة الكيماوية إلى التجويع والتعذيب” لكن عبدالله لم يستسلم، بل اختار أن يعمل على توثيق ما يجري.

يتحدث عبدالله عن المجاعة، عن ليال مرت لم يكونوا يملكون فيها غير حساء “الماء بالبهارات”، كما يكتب عن “حلم الحصول على كوب شاي”.

الغارديان – عبدالله الخطيب

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا