ويكيليكس: مخطط أميركي لإقامة منطقة درزية آمنة بالجنوب السوري

نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية اليوم الجمعة، تتمة لما كشفته وثائق ويكيليكس عن اسرائيل بعد البحث في مئات الملفات المقرصنة من حاسوب ضابط الارتباط الإسرائيلي مع المعارضة السورية، مندي الصفدي.

وأظهرت الملفات حرص الإسرائيليين على عقد صفقات أسلحة نوعية لـ”جبهة النصرة ــ فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام”، رغم الحذر الأمني الذي يُظهره أحد قادة “النصرة” والشروط التي حالت دون لقائه ضابط الارتباط الإسرائيلي في الجولان المحتل، ورغم وجود اقتناع لدى الوسطاء السوريين والأتراك بأن الأميركيين رسموا خطاً أحمر حيال تزويد المعارضة المسلحة بصواريخ نوعية.

وتتعامل اسرائيل بخصوصية مع ما يطلق عليه في تل أبيب “ملف الدروز في سوريا”. وكلفت قيادة اسرائيل ضباط استخبارات عندها، بينهم من أبناء الطائفة الدرزية الذين يعيشون في الأراضي المحتلة ويخدمون في الجيش، بإعداد تصورات ومقترحات. وجرى العمل على عدة محاور، بينها ما يتعلق بتنظيم ردّ فعل “الدروز العرب” في فلسطين، وهو محل اهتمام جميع القوى السياسية لأسباب انتخابية، وليس فقط لأسباب أمنية. وينطلق العدو من أن تجارب احتلاله للجولان وللبنان، تسمح باستغلال قنوات اتصال ذات طابع اجتماعي بين الكتل الدرزية التي تتوزع في لبنان وسوريا وفلسطين، لأجل القيام بأنشطة تخدم مشروعها.

وأظهرت المراسلات أن “الصفدي بدأ تركيزه بصورة كبيرة على ملف الدروز في عام 2013. ولعل أكثر ما يشرح الرؤية الإسرائيلية لملف الدروز، مضمون رسالة من “كمال اللبواني”، تتضمن معلومات عن طلب مساعدة إسرائيل للقوى المسلحة المعارضة في سوريا بالتزامن مع حظر جوي إسرائيلي، وإعادة تكرار تجربة الجنوب اللبناني، لكن بنسخة سورية. إضافة إلى تسهيل “تحرير” السويداء والإتيان بقوى محلية درزية، لتغيير الدور الدرزي في لبنان ومنع حزب الله من إقامة مربعات أمنية جنوب دمشق.

كذلك تحدّث “مندي” عن مخطط أميركي لإقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري. وفي إحدى المحادثات، طلب “مندي” من شخص مجهول الهوية، أسماء الأشخاص الذين يعملون على مشروع “الدولة الدرزية”، لعرضه على الجهة الأميركية في تركيا. وقد أرفق أحد تقاريره بملاحظة مفادها أن “دروز إدلب يحتاجون إلى السلاح”. وفي رسالة أخرى، طالب “مندي” شخصاً مجهول الهوية، بضرورة العمل على مشروع الدولة الدرزية بدعم من أميركا وبالتنسيق مع شخص يدعى “رامي نخلة” مقيم في أميركا.

وفي محادثة بين مندي وشخص يدعى حسن القنطار، قال الأخير: “إن المشايخ الدروز سيدعمون موضوع تشكيل لواء عسكري كبير، وهذا نتيجة ما شهدوه من داعش”، وأضاف قائلاً: “إن النائب وليد جنبلاط يمكنه أن يهتم بموضوعهم”. فأجابه مندي قائلاً: “سيبنا من جنبلاط وغيرو، هلي ما شد الهمي وقت الضيقة لا يفرجينا عضلاتو وقت اليسر”. فردّ عليه القنطار قائلاً: “بس خبروني عبيتواصل معهم خضر الغضبان وعلي أبو عواد”. فأجابه مندي قائلاً: “بدهن يلعبوا بالزقطة أو بدهن أفعال عالأرض؟ إذا بدهن يمشو ورا علي ووليد خليهون يكتفو فيهون، وإذا بدهون يشتغلو معنا بس معنا”. فردّ القنطار قائلاً: “لا الجماعة بإيدي وحياتك، ما دام لواء مصطفى قنطار هو الي ماسك المنطقة ما في ابن مره بيفوت، بعثتهم لعند مصطفى قلهم أي شي بيزعجكم تعالو لعندي”.

بعدها جرت محادثة بين مندي وحسن القنطار، زعم فيها الأخير أنه جنّد 270 مسلحاً درزياً في سوريا مع أسلحتهم الفردية، كاشفاً أنهم استقروا في مدرسة، فأجابه مندي أن الأميركيين سيقدمون لهم الدعم، وأكّد أن يكون “الملازم عمران” في الاجتماع. وطلب حسن القنطار من مندي أجهزة اتصالات وأجهزة نت فضائي وحواسيب وقبضات سلكية وأجهزة ثريا، فأجابه مندي أن الطلب سيصل إلى الجهة المختصة”.

وكان مندي يهتم أيضاً بالحديث عن الدور العام مع المعارضة السورية، وليس مع الدروز فقط. في أحد الملفات، دراسة عامة عن محافظة القنيطرة من النواحي العسكرية، الاقتصادية والاجتماعية، مرسلة من قبل الجيش السوري الحر. ودراسة عن منطقة قصيبة الطبية والتوزيع الديموغرافي في المناطق الآمنة. وعُثر على رسالة بعنوان “إلى الأطراف الفاعلة الساعية إلى إنهاء الاحتلال الشيعي لسوريا” بتاريخ 19/05/2013، موجهة من الدكتور وليد الثامر الطائي إلى جهة إسرائيلية. أبرز ما جاء فيها:

“القبول بالدولة اليهودية إلى جانب الدول الفلسطينية ضمن شرق أوسط جديد. والدخول في مفاوضات مباشرة غير مشروطة مع إسرائيل. وإن الطرف العربي سيتمثل بقيادة المملكة الأردنية تحت رعاية الملك عبد الله. على أن تُساعد إسرائيل على إقامة الدولة السورية السنية الحديثة. وقد طلب الطائي مساعدة إسرائيل لـ”إنشاء مركز استشاري سياسي وثقافي واستثماري واستراتيجي تحت اسم ألماني «معهد شيللر للدراسات الثقافية والسياسية والاستراتيجية”، لضمان المساندة المالية والسياسية والدولية للمشروع، برئاسة الطائي نفسه الذي يحمل الجنسية الألمانية، علماً بأنه ينتمي إلى حزب SPD الألماني”.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا