الرئيسيةأخباردنماركيةمن تكفير تارك الصلاة إلى الحور العين في الجنة

من تكفير تارك الصلاة إلى الحور العين في الجنة

بقلم: حيمري البشير*

يبدو أن الإمام الذي كان موضوعنا بالأمس أصبح شادا بتناوله مواضيع لا علاقة لها بواقعنا في الهجرة، وبالحياة الدنيوية بل بمسائل وقضايا غيبية تتعلق بالدار الآخرة. ولا بقيم التسامح والتعايش قد شد إليه الأنظار وأصبح على لسان العديد من أفراد الجالية المغربية في الدنمارك. المواضيع التي أصبح يثيرها أحدهم الذي أصبح بين عشية وضحاها داعية وإمام يتطاول على قضايا لم يكن في التاريخ العديد من الأئمة غير قادرين للخوض فيها لأنها تتطلب إلمام ودراية بمواقف الأئمة الأربعة ،والأخذ في النهاية بموقف الإمام أنس بن مالك. في المسجد الذي تكررت أخطاؤه يستوجب منا وقفة تأمل ويجب أن يعقبها قرار حاسم بسحب الثقة من هذا النموذج من الأئمة الذي أصبح مثار جدل ونقاش وسط الجالية المغربية.

لقد أشرنا في موضوع سابق لضرورة الإبتعاد عن تناول مواضيع، حساسة تتعلق بأمور وقضايا تتطلب اجتهاد وعدم التسرع في الخوض فيها. فباب حكم تارك الصلاة كان موضع خلاف بين الأئمة الأربعة،كان لزاما أن يلتزم الإمام بموقف الإمام مالك في هذه النازلة، بحيث لم يكفر تارك الصلاة والإلتزام بالمذهب المالكي من الأمور التي لا تحتاج إلى نقاش ولا يجب الخوض فيها عند المغاربة، والذي يعنينا نحن هو موقف الإمام مالك. وحتى لاندخل في جدل عقيم كان من المفروض الإلتزام بموقف الإمام مالك والإلتزام بها . في كل النوازل لأنه تشبث بالوسطية والإعتدال وهو مذهب كل المغاربة .وما سواه من مواقف لاصلة للمغاربة بها ومادام مجريات النقاش التي أثارت جدلا في الساحة.

وقعت في مسجد الإمام مالك، والهيأة المسيرة هي نخبة من المغاربة الذين تطوعوا لخدمة المسلمين وغالبيتهم مغاربة. فمن الواجب أن يكونوا حذرين ومتتبعين لكل شادة وفادة حتى نقطع الطريق على كل من يريد أن يحشرنا كمغاربة في زمرة المتطرفين، ويدخلنا في دوامة الصراع الذي لا نستطيع الخروج منه. والغلو لاحاجة لنا به وليس من شيم المغاربة. لم يمر إلا يومان على تكفير تارك الصلاة، وخرج نفس الشخص يتحدث عن الحور العين في الجنة، وكأن المسلمين كلهم يتطلعون للإستمتاع بالتعدد والحور العين في الدار الآخرة. وعندما نتمعن فيما أثاره نفس الإمام اليوم فسنجده لا يختلف عن خطاب الدواعش.

نحن اليوم في أمس الحاجة لفتح نقاش في القضايا التي تهمنا في المجتمع الدنماركي ومواكبة كل ما يجري في المجتمع.وعلينا أن نكون فاعلين ويكون لنا دور في المجتمع، ولم لانفتح نقاشا حول المشاركة السياسية، والإندماج وكيف يكون لنا دور في الحياة اليومية من خلال دور فاعل في المجتمع. عوض الخوض في الغيبيات وفي الجنة والنار والحور العين.

*اعلامي من المغرب مقيم في العاصمة الدنمركية كوبنهاجن

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا