الرئيسيةمختاراتمقالاتمعركة الرجل الواحد

معركة الرجل الواحد

بقلم: بسام زكارنة

دولة الاحتلال والتي شهدت اربع انتخابات خلال عامين لتحديد حزب يقودهم و تتجه للانتخابات الخامسة والسبب الرئيسي تمسك نتنياهو بالحكم لانقاذ نفسه من الاعتقال والمحاسبة على فساده حيث فتت حزبه حزب الليكود وضرب تحالف اليمين الاسرائيلي ويلاحظ الجميع استخدامه لكل الاساليب للاستمرار باشغاله لحقيبة رئيس الوزراء حتى لو كان ذلك على حساب وجود دولة الاحتلال “اسرائيل” ومستقبلها.

فَتح النار على اهلنا في الشيخ جراح وطبق سياسية التطهير العرقي بحقهم وكثف اقتحامات للاقصى والاعتداء على المصلين وضاعف الاستيطان في الضفة الغربية لكسب تاييد غلاة المستوطنين وعلى راسهم بن كفير وكل ذلك يندرج تحت شيء واضح وجلي ورئيسي مصالحه الشخصية بشكل رئيسي.

حرب الرجل الواحد اشعلها في القدس ثم نقلها الى غزة حيث قتل في يوم واحد 25 مدني فلسطيني في قطاع غزة معظمهم اطفال وعائلات مدنية مسالمه حيث محاها عن الوجود في رد غير مسبوق على اطلاق صاروخ من غزة علما انه في السابق كانت تطلق عشرات الصواريخ ويقتصر رده على قصف مناطق زراعية خالية او يكتفي بالوساطات من الاطراف الاخرى لكنه هذه المرة معني بهذه الحرب و بهذا التصعيد للقضاء على فرصة تشكيل حكومة التغير بعد فشله في تشكيل الحكومة وكل مخططه ان ينجح في شل المقاومة و تحقيق نجاح يجعله يحقق فوز ساحق داخل دولة الاحتلال.

فَجر الداخل الفلسطيني من خلال قتل الفلسطينين في اللد وام الفحم وغيرها بسبب احتجاجات سليمة على الاعتداءات على الاقصى وسياسة التطهير العرقي في الشيخ جراح حتى اشتعلت كل مُدن الداخل من عكا حتى يافا وشملت الناصرة وحيفا والقرى الفلسطينية عامة خلقت شرخ عميق في مفهوم التعايش الذي كان سائدا داخل دولة الاحتلال واسس لحقد واشتباكات داخل المدن المختلطة التي يسكنها فلسطينيون واسرائيليون وسلط الضوء بغباءه وحقده على ما يعانيه اهلنا في الداخل من سياسة التميز العنصري والتعامل مع الفلسطين داخل الاراضي المحتلة عام 1948 كمواطنين من الدرجة الثالثة، وأحرج دولة الاحتلال وعراها امام دول العالم.

هاجم قطاع غزة في ظل عدم استعدادات للجيش المُحتل وغياب الخطط وخاصة انه ظهر للعالم بنك الاهداف للجيش الاسرائيلي الذي يتراوح بين قتل اطفال او نساء او عائلات مسالمة واطباء وتفجير ابراج و بيوت سكنية وتدمير مكاتب اعلامية تعود لدول اوروبية وحتى امريكية دون وجود اي مبرر وهذا كله يثبت ان هذه الحرب حرب الرجل الواحد فلم يستطيع اقتناص مقاوم او قائد او نفق او مكان عسكري للمقاومة، فاسرائيل بكل حروبها لم تكن عاجزة كما ظهرت هذه المرة.

تحرك العالم امام حجم جرائم الحرب التي مارستها اسرائيل في غزة خلال 11 يوما ومشاهدة اشلاء الاطفال و دمار بيوت المدنين، وفشله استمر باستيعاب العالم كله جريمه التطهير العرقي بالشيخ جراح والاعتداء على حرية العبادة في القدس بالاضافة الى خضوع سبعة مليون اسرائيلي لمنع التجول وتعطُل كل مظاهر الحياة لمدة احدى عشر يوما داخل فلسطين المحتلة عام 1984، وانطلاق الاحتجاجات في كل الدول العربية والاسلامية وبعضها حاول اجتياز الحدود مع دولة الاحتلال ودول هددت باسقاط طائرات الاحتلال فوق غزة في حدث غير مسبوق ولاول مرة بتهديد صريح من تركيا والباكستان ناهيك عن تحرك الجاليات العربية والاسلامية واحرار العالم في كل المعمورة، ولاول مرة بدأنا نسمع اعضاء برلمان في بريطانيا وفي الكونغرس الامريكي تطلب وقف صفقات الاسلحة لاسرائيل التي تستخدمها لارتكاب جرائم حرب وتنفيذ التطهير العرقي الابرتهايد ضد الفلسطينين.

مجلس الامن ومؤسسات الامم المتحدة عقدت عدة اجتماعات واشتبك الامريكان مع معظم دول العالم لوقوفها الظالم مع الاحتلال بمنع ادانه اسرائيل على جرائمه و وصلت الامور بانه حتى امريكا هددت اسرائيل بانها لن تبرر لهم ذلك طويلا في حال استمرار الحرب وان هذا لا يندرج تحت نظرية الدفاع عن النفس فلا يستطيعوا تبرير ردهم بجرائم حرب على سقوط صاروخ في المستوطنات القريبة من غزة ولا تبرر مقاومة شعب فلسطين الذي يرزح تحت الاحتلال وكل ارضه محتلة و مستباحة ويُقتل اطفاله وشيوخه وتمحى منه عائلات باكملها.

معركة نتنياهو معركة الرجل الواحد لاجل مصالحة جعلت اسرائيل تخسر المعركة و شمل ذلك خسارة اقتصادية وسياسية واخطرها خسر مرحلة الهدوء داخل المجتمع الاسرائيلي، وخسر الالتفاف العالمي المتزايد في فترة ادارة ترمب، وشطب نهائيا صفقة القرن، وضرب بمقتل عملية التطبيع مع الدول العربية وجعل انظمتها معزولة عن شعوبهم، بل واكثر من ذلك جعل من القضية الفلسطينية رقم واحد في اجندات العالم و وحد الفلسطينين ونقل غالبيتهم ممن كانوا لديهم امل في عملية السلام وحولهم لمعسكر المقاومة واكثر من ذلك مشاركة كل الفلسطينين في هذه المعركة سواء بالصواريخ او السلاح او الحجر وحتى بالمشاركة بالمسيرات والاعتصامات وعبر وسائل التواصل في مظهر كان اصدق تعبير عنه اضراب الفلسطينين في مدنهم وقراهم ومخيماتهم من النهر الى البحر.

بدات اصوات كثيرة داخل المجتمع الاسرائيلي تطالب برحيله وخاصة بعد اكتشافهم لسياسته التي تنطلق من مصالح شخصية ضربت اسرائيل في مقتل واستمراره في ذلك رغم التهديدات الامريكية والاوربية يدُل انه لا زال يتصرف ككلب مسعور فقد توازنه وما يثبت ذلك اقتحامه اليوم مع مجموعة من المستوطنين للاقصى لتجاوز الضغوطات الدولية وعلى راسها الامريكية التي اوقفت اطلاق النار مع غزة مع وقف مسبباتها وخاصة بالقدس والشيخ جراح، والذي يشكل خطورة بعودة الاشتباك وقد يتوسع ليشمل لبنان وسوريا ومصر والاردن ودول اسلامية وعربية وقد يصل اشتباك مع اجهزة الامن الفلسطينية، والسؤال الكبير هل تبقى اسرائيل تضحي بمستقبلها امام مستقبل شخص واحد ثبت فساده وفشله الذريع في قيادة اسرائيل؟ بمعنى ادق هل وقفت حرب الرجل الواحد؟ الايام والاشهر القليلة القادمة تثبت ذلك، وهناك عدة احتمالات لانقاذه واخطرها موافقة السلطة الوطنية عودة التفاوض الثنائي مع هذا المجرم و قبول مبادرات بيع الوهم الامريكية والاوروبية والعربية، ولكن من الحكمة للسياسيين الفلسطينين التفكير جيدا والبقاء موحدين والحفاظ على ما تم انجازه والذي يعادل اجواء معركة الكرامة وهذه المرة شارك فيها كل الفلسطينين في كل بقاع العالم واقناع العالم بفشل المفاوضات الثنائية وخاصة مع نتنياهو احد اهم الاشخاص معارضة لاوسلو وللسلام و ممن حرض على قتل رابين وقتل الرئيس الشهيد ابو عمار.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا