لا شيء بدون ثمن! كتب يحيى رباح

إسماعيل هنية “ابو العبد” رئيس حكومة حماس السابقة في قطاع غزة, قال ان حماس تقترب من الوصول إلى اتفاق مع اسرائيل بإنهاء الحصار عن قطاع غزة دون دفع اي ثمن سياسي، فهل هذا ممكن، وما هي التفاصيل؟ وما معنى انهاء الحصار عن قطاع غزة؟ هل يعني عودة السبعة معابر بيننا وبين اسرائيل للعمل بشكل كامل، وما هي الأليات لذلك؟ وما هي متطلبات هذا الاتفاق، هل المتطلبات تعني خروج قطاع غزة عن مساره ومصيره الفلسطيني؟ هذه الاسئلة واضعافها نطرحها لأننا تعودنا بين كل فترة واخرى أن تخرج علينا قيادات حماس بتصريحات وردية من هذا النوع دون تفاصيل, ثم يتضح للرأي العام الفلسطيني بعد أيام قليلة أن تلك التصريحات لا معنى لها، ولا معادل موضوعيا لها على ارض الواقع, وانها مجرد كلام لا يلزم صاحبه بشيء على الإطلاق، بل إن تلك التصريحات الوردية المغرقة في الوهم غالبا ما تكون مقدمة لأوضاع أسوأ وانحدارات أكثر خطورة !

سبق لمحمود الزهار أن صرح بأن لدى حركة حماس ألف طريقة لإنهاء الحصار، ثم اكتشفنا بعد ايام انه كلام في الهواء وان وضع قطاع غزة اكثر سوءا، وسبق ان تغزل الدكتور زياد الظاظا، بالورقة السويسرية لإنهاء مشكلة الموظفين, وتحدث باسهاب عن اجتماعاته بخصوص تلك الورقة ثم وبعد ايام قليلة حين نشرت الورقة وانكشفت الأمور رأيناه يهاجمها بقسوة كأنها الشيطان الرجيم! وحتى موسى ابو مرزوق رأيناه ينساق مع السياق نفسه حين اجتمع مع منسق الأمم المتحدة لإعمار قطاع غزة روبرت سيري قبل أن يستقيل من مهمته، ويتغزل بالاتفاق معه حول إعادة الإعمار، ثم لم تمض سوى أيام معدودات حتى انكر موسى اتفاقه مع روبرت سيري واتهم خطته بأنها اسوأ خطة بالعالم! ويبدو ان الحبل على الجرار وان التصريحات الوردية وعكسها, والكلام المعسول ونقيضه هو ظاهرة حمساوية بامتياز والهدف من هذه الظاهره الزائفة هو خداع النفس أولا، وخداع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يعاني الأمرين، والإيحاء من قبل حماس أن لديها دائما بدائل عن المصالحة، وبدائل عن الشرعية الفلسطينية, وبدائل عن اي جهد وطني، ونشر هذا الوهم على نطاق واسع, وحين ينكشف يذهب اللاعبون الى وهم جديد، ولكن القانون الأزلي يقول إن حبل الكذب قصير، والأوهام لا تعيش الا في رؤوس أصحابها، وأن قطاع غزة هو الضحية لكل ذلك.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا