الرئيسيةمختاراتمقالاتمقاطعة الملح أو شراء البوظة... صوت الحق واحد

مقاطعة الملح أو شراء البوظة… صوت الحق واحد

بقلم: الأسير أسامة الأشقر

قبل ما يقارب المئة عام انطلقت شرارة المقاومة الشعبية التي قادها المهاتما غاندي حيث دعى الهنود لمخالفة قوانين الملح البريطانية التي تمثل الاستعمار البريطاني للأراضي الهندية وما هي إلا سنوات معدودات حتى تحولت هذه الدعوة لحراك شعبي جماهيري عارم تحول لعصيان مدني شامل أدى في نهاية المطاف لاعتراف بريطانيا العظمى آنذاك بالحقوق الوطنية للهند، وهكذا تحصل الشعب الهندي على استقلاله الذاتي وأقام دولته الحديثة التي في طريقها لأن تصبح قوة عظمى يحسب لها ألف حساب.

وما بين الهند وفلسطين تختلف الظروف وتتفاوت المعطيات غير أن صوت الحق يصدح في الحالتين وما نجح هناك ليس من المستحيل أن يحدث في فلسطين إذا أحسنا التصرف من خلال وضع استراتيجيات ممكنة التحقيق، ومن الممكن جدا أن يكون قرار شركة الأجبان الأميركية بن آند جيريز وغيرها من الشركات العالمية بداية لتوسيع هذا الجهد ودعمه من خلال مجموعة من الخطوات العملية التي ستفضي في النهاية ليس فقط لإسناد هذه الشركة ودعم موقفها بل ستشجع أصحاب شركات أخرى ليحذوا حذو هذه الشركة والسير على خطاها وتوسيع دائرة المقاطعة لمنتجات المستوطنات المقامة على الأرض الفلسطينية المحتلة، فكما أن لدى حكومة الاحتلال استراتيجياتها المختلفة لمحاربة ومحاصرة أي فرد أو جماعة أو شركة تعلن موقفا مساندا للحق الفلسطيني، فإنه من الأولى أن تكون لدينا نحن خطة عملية مناقضة للأهداف الإسرائيلية وذلك لتوسيع دائرة الفعل المناهض للاحتلال الإسرائيلي. ومن أهم الخطوات العملية التي يجب علينا البدء فورا القيام بها أولا دعوة مختلف الشعوب العربية الإسلامية وكل المتضامنين مع الحق الفلسطيني والداعمين له لتكثيف التعاون وتعزيز الشراكات والدعم والشراء من شركة بن آند جيريز والشركات والمؤسسات التي تأخذ موقفا واضحا ضد الاحتلال والاستيطان في الأرض الفلسطينية، ثانيا تدشين حملات إعلامية واسعة النطاق للتشهير بكل الكيانات الرافضة للانصياع للقانون الدولي، ثالثا متابعة الخطط الإسرائيلية الهادفة للضغط على هذه المؤسسات ووضع خطط فلسطينية عربية أممية لمجابهتها في كل موقع يتم استهدافه إسرائليا وصهيونيا على المستوى العالمي.

هذه مجموعة من الاقتراحات التي يمكن البناء عليها لتعزيز هذا الجهد وتطويره لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني بالاستقلال وإقامة دولته المستقلة، فما يبدأ بخطوة صغيرة يمكن أن يتحول لحالة عامة قادرة على تغيير واقع الاحتلال وإجباره على الانكفاء في وجه الضغوط المتصاعدة محليا وإقليميا وعالميا.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا