وجهة نظر حول لقاء الرئيس أبو مازن مع غانتس ..

بقلم: عـبدالله نمر أبو الكاس ،،

لست مخولاً بالتعقيب أو التعليق على لقاء الرئيس أبو مازن بوزير جيش الإحتلال بيني غانتس ، ولكن كمية التعليقات على هذا الموضوع وتهويله واستغلاله من قبل البعض أثار لدي شغف لأدلو بدلوي في هذا الشأن بصفتي مواطن فلسطيني أولا ، وفتحاوي ثانيا ، ولي حرية رأي وتعبير .

فكما الكثيرين لم أفاجأ من حجم ردود الفعل والتعقيب من قبل البعض على لقاء الرئيس محمود عباس مع وزير حرب الإحتلال غانتس بل كان متوقعاً أن يصبح هذا اللقاء مثار جدل ، ووجبة دسمة لبعض الأبواق المتربصة بالسلطة الوطنية وحركة فتح ، هؤلاء الذين لا هم لهم سوى مهاجمتها حتى ولو كانت على صواب ،، وهذا النهج ليس بجديد واعتدنا عليه سابقا ، ولأن برامج وأجندات هــؤلاء هـكـذا .
نعلم علم اليقين وكما يعلم أبناء شعبنا أن غانتس مجرم حرب كما قيادته الصهيونية ، واللقاء لا يعفيه من جرائمه ومجازره وتغوله على دماء أبناء شعبنا ، ولن يمنحه صك البراءة والغفران من هذه الجرائم والمجازر التى اقترفها هو وحكومته النازية ، ولازالت ترتكب لحتى هذه اللحظة ، وفي ذات الوقت لا يمكن لنا أن نعتبر هذا اللقاء خطيئة أو فضيحة كما يصوره البعض ، ولا تناقض في المواقف أو البرامج ، ولا تخلي عن المطالبة بتقديم مجرمي الحرب الصهاينة للمحاكم الدولية خاصة المحكمة الجنائية ، كما أنه ولو عدنا للوراء قليلا فالرئيس أبو مازن عندما طرح برنامجه الإنتخابي للرئاسة وفاز وفقه في التاسع من يناير عام ٢٠٠٥ كان واضحا ، وأعلن فيه عن إيمانه بخيار التسوية والمفاوضات على اساس الحقوق الوطنية الفلسطينية والثوابت وقرارات الشرعية الدولية ، ولم يخدع شعبه أو يفرط أو يتنازل ، ولم يتزحزح قيد أنملة عن هذه الحقوق حتى ولو التقى عشرات المرات مع قادة الإحتلال أو سيلتقي ، فموقفه ثابت برغم كل مهاترات وأساليب البعض التخوينية والتكفيرية المعهودة .

وهذا بعكس برامج بعض المنتقذين للقاء فأقل شيء يمكن قوله أن الرئيس عندما يلتقي مع العدو يلتقيه على رؤوس الأشهاد لأجل قضايا وطنية عامة وليس لقضايا حزبية خاصة ومطالب شخصية وامتيازات ومكاسب لفصيل أو لبقعة جغرافية من الوطن .
والشيء الأخر في هذه اللقاء أن الرئيس لم يخجل من شيء ليخفيه ، واعلنت القيادة عنه فور انتهائه ، وهو في هذه المسألة صادق مع نفسه ومع الشعب ، ولو تحدثنا عن مبدأ اللقاءات نفسه فنرى أنه جرت لقاءات شبيهة لشخصيات فلسطينية وجهات معينة ومنها فصائلية ، ولكن من خلف الستار والكواليس وخلسة هنا وهناك بحجة أنها لقاءات غير مباشرة أو لقاءات عبر وسطاء سواء كانوا مصريين أو قطريين أو مبعوثي الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وتفاهمات واتفاقيات وتهدئة وما شابه ، حتى أن مجرد عقد وابرام تفاهمات مع العدو تعتبر كإعتراف ضمني وغير مباشر به ، مع أن هذه اللقاءات هي أخطر بحد ذاتها لأنها لقاءات وتفاهمات فصائلية ولا يحق لأي فصيل فلسطيني ذلك إلا عبر منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
وفي الختام أعتقد أن مقياس جدوى اللقاءات بشكل عام مرتبط بمدى ما تحققه من نتائج ومكاسب وحقوق لأبناء شعبنا بشكل عام وليس لجهة معينة أو لفصيل بعينه ، وللمنتقذين نقول لهم تفضلوا ودعونا نرى طحنكم ولا تسمعونا جعجعتكم .

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا