الرئيسيةمختاراتمقالات"بينيت" والتسهيلات الاقتصادية ومعركة إقامة الدولة المستقلة

“بينيت” والتسهيلات الاقتصادية ومعركة إقامة الدولة المستقلة

بقلم: ربحي دولة

تطالعنا الأخبار بشكل يومي عن تصريحات لرئيس وزراء دولة الاحتلال بنيت “انه لا حلول سياسية مع الفلسطينيون”، هذه التصريحات التي تعبر عن العقلية الاستعمارية لدى دولة الكيان منذ تأسيسها على أنقاض قرانا ومدننا وفوق أشلاء أبناء شعبنا الذين قتلتهم عصابات القتل الصهيونية.
عقلية الإقصاء وتنكر الحقوق على اعتبار أن دولة الكيان وبما تمارسه هي صاحبة الحق في هذه الأرض ولها أن تعمل ما تشاء مستخدمة الذريعة الوهمية “الدفاع عن النفس” .
اقتنع “العالم” بالرواية الزائفة وأصبح الجلاد ضحية والضحية مجرم ؛ هكذا هو العالم اليوم الذي يعمل بازدواجية المعايير من خلال تقديم الدعم المطلق لدولة الكيان هذا الدعم الذي منح هذا الكيان الضوء الأخضر لتستمر في سياستها العنصرية اتجاه شعبنا وقضيتنا وزيادة في امعانها في قتلنا وتشريدنا ومصادرة الاراضي وإقامة المستوطنات ، ومنذ تلك اللحظة وحتى الآن تقالب على الحكم كل الاحزاب الصهيونية اليمينية منها واليسارية والذين يعتبرون وجهان لعملة واحدة، اليمين واضح في عدائه واليسار يعادي ويجمل صورة عدائه.
حكومات دولة الكيان جميعها لم تكن تعترف بأي كيان فلسطيني او تنظيم، على العكس كانت تعتبر كل التنظيمات الفلسطينية تنظيمات ارهابية وكانت تصدر أحكاما قاسية بحق كل منتسبيها وبقيت تلاحق كل رجالات التنظيمات وتحاكمهم وتعدم العديد منهم وكذلك إبعتدهم عن أرض الوطن.
حاولت حكومة الكيان عبثا ايجاد قيادة بديلة عن منظمة التحرير لتقود الشعب الفلسطيني حسب مقاس هذا المحتل لتنفيذ سياساته من خلال هذه القيادة الهشة التي رضيت على نفسها الإنزلاف في وحل المحتل : وحل الخيانة وأنشأت روابط القوى “الغطاء الخارجي لها أنها ممثلة للشعب الفلسطيني في الداخل”، ومن الجوهر هي مجموعات عميلة هدفها سلخ الشعب الفلسطيني عن قيادته الحقيقية لكن هذا الخيار فشل وبقيت منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لكل أبناء شعبنا أينما تواجدوا . جاءت الانتفاضة الاولى كأول مواجهة شعبية شاملة مستدامة يخوضها شعبنا ضد الاحتلال ، انتفاضة شارك فيها كل أبناء شعبنا في كل المدن والقرى والمخيمات أسمعت صوتنا لكل العالم بأن هناك شعبا يعيش تحت الاحتلال تواق للعيش بحرية وكرامة. انتفاضة تكاملت مع كل الأنشطة الثورية التي كانت دائرة منذ لحظة وجود هذا الجسم الغريب على أرضنا لنصل الى اعتراف بمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني، وعقدت اتفاق سلام يفضي الى إنشاء أول كيان فلسطيني على الأرض الفلسطينية حتى إقامة الدولة المستقلة على كامل تراب الارض المحتله في العام ١٩٦٧
منذ توقيع الاتفاق إتشاء أول سلطة فلسطينية على الأرض الفلسطينية تسلم مقاليد الحكم في دولة الاحتلال العديد من الأحزاب وخاصة العمل والليكود الذين تنصلوا من كل الاتفاقات والالتزامات وتنكروا لها لغاية هذه اللحظة، ومع قدوم الرئيس الامريكي السابق ترامب الى الحكم قام بتجهيز صفقة سماها صفقة القرن والتي من شأنها إنهاء الصراع العربي مع دولة الاحتلال وإنهاء القضية الفلسطينية والعمل معها وفق مخططاتهم ومنح التسهيلات الاقتصاد مقابل عدم قيام دولة مستقلة ، وإعطاء الشرعية لدولة الكيان وشطب صفة الاحتلال عنها، لكن حكمة القيادة وإصرار شعبنا على الصمود والتحدي أسقط تلك الصفقة في مهدها، وسقطت عدة حكومات لدولة الكيان وحصلت أربع انتخابات خلال سنوات قليلة كان آخرهاً هذا التحالف الهش الذي تم ما بين اليمين واليسار، هذا التحالف المتفق على أمرين إقصاء نتنياهو واستدامة حالة الصراع معنا، والاستمرار في سياسة الاستيطان والتنكر لحقوق شعبنا وجاءت تصريحات المتطرف بنيت في الفترة الأخيرة بأنه لن يلتقي الرئيس محمود عباس ولن يكون هناك حلول سياسية ولن يكون هناك إلا تسهيلات اقتصادية فقط ليعيدوا للواجهة صفقة القرن ويرجعونا الى الوراء، عندما أرادوا لقضيتنا ان تكون قضية لاجئين يبحثون عن تحسين أوضاعهم المعيشية والانسانية.
المطلوب من كل القوى الفلسطينية وبعد هذا التنكر الطويل لحقوقنا أن تتوحد وأن تنبذ الخلاف وتنهي الانقسام لنسقط كل مؤمراتهم التصفوية ولنعيد لقضيتنا بريقها ولتكمل مسيرة التحرير حتى القدس عاصمتنا دولتنا المستقلة.

كاتب وسياسي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا