الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمزكريا الزبيدي نموذج فتحاوي أصيل

زكريا الزبيدي نموذج فتحاوي أصيل

بقلم: الحاج رفعت شناعة

أي أنه تجاوز مرحلة القيادة، فالقادة كُثر، وهناك تفاوت بينهم وحسب اختصاصاتهم، ولكننا عندما نتحدث عن ميزة الأصالة في القائد فهي ميزة راسخة، ومتجذَّرة، ومتفاعلة في حياة الإنسان، فهي منبع الإبداع، وهي الطاقة التي لا تنضب، وهي العمل الخلاَّق الذي ينفتح على كافة مصادرة الانتاج، والتفاعل، والتطوير.
الذي ميَّز سيرة حياة زكريا الزبيدي أن طفولته كانت قصيرة المدى، ولم يكن لها متسع في حياته، فهو منذ نشأته صمَّم أن يكون رجلاً صلباً، ولذلك كانت مرحلة الفتوة قصيرة، لكنَّ الأعباء عليه كانت منهِكة، فهو قائد منذ نشأته، هو قائد ميداني، وهو صاحب قرار، وجرأته كانت دائماً تسابقُه، ولا تترك عنده مجالاً للتردد. وهذا الواقع جعله يكون عملياً أكثر منه نظرياً في حساباته وممارساته.
ولأنَّ موهبة القيادة صاحَبَتْهُ منذ بداية وعيه، وشغلت فكره، ونضوجَه السياسي والوطني، ووضعتْهُ على المحك، كان دائماً صاحبَ قرار، وكان يُحسن الاختيارَ انطلاقاً من خبرته وتجربته المتواصلة.
من هذه المنطلقات المبدئية والعملية استطاع زكريا الزبيدي أن يكون صاحب قرار في المجال الميداني، وان يُلزم الآخرين برؤيته، وأن ينال ثقةَ زملائه.
إنَّ الأخ زكريا الزبيدي الذي اعتقل لعدة سنوات، وتعذَّب ما فيه الكفاية، وبعد إطلاق سراحه مؤخراً، ونجاحه عضواً في المجلس الثوري، تطورت خبراته وتجربته، وأصبح شريكاً في القرارات الميدانية والتنظيمية، والحركية.
من هذه المنطلقات الراسخة ينطلق زكريا في تعامله وسلوكه مع زملائه نظراً للأوضاع الأمنية المحيطة به، فهو يتعمَّد الجدية الكاملة دائماً في التعاطي لأن الأخطاء إذا وقعت في مجال عمله فهي مكلفة.
هو يهتم بالتدقيق الأمني في سلوك الفريق الذي يعمل معه.
في الحدث الأخير الذي جرى في معتقل جلبوع، والذي تمَّ تنسيقهُ مع خمسة من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي لمغادرة المعتقل بعد الإتفاق على الخطة الأمنية كاملة، مع مراعاة الحذر الأمني كاملاً.
الأخ زكريا الزبيدي مارس دوره المطلوب مع زملائه وعلى مدار حوالي سنة كاملة وكان في غاية السرية الكاملة.
فهو الذي استخدم الملعقة في حصر اكوام من التراب والتخلص منها بسرية، وهذا جهد يومي مع رقابة شديدة.
وقبل هذا العمل الجبار الذي كان يفترض أن يكسر ظهر الاحتلال.
كان زكريا يتعاطي مع مجموعات من فتح وغيرها بأسلوب قيادي جاد، بعيداً عن العجرفة والتكبُّر.
القائد زكريا الزبيدي عندما كان خارج المعتقل كان الجميع يتحدث عن دماثة خلقه، وعلاقاته الجيدة والأخوية مع الجميع. وهو لم يستأسد على الآخرين، وانما كان متواضعاً ومرناً، أما صلابته فهي كامنة، وتُستنفر عندما تدعو الحاجة.
القائد زكريا لم يكن متجبراً ولا متكبراً، ولا سلطوياً، وانما كان هادئاً وصلباً، وعلَّمته الأيام القاسية أن لا يكون إنفعالياً، لأن الانفعال من صفات الضعفاء والمترددين.
فلا تخافوا على زكريا فهو محصَّنٌ وقادر على تجاوز المحن.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا