الرئيسيةمختاراتمقالاتهكذا يكون الوفاء.... لصاحب مدرسة الوفاء

هكذا يكون الوفاء…. لصاحب مدرسة الوفاء

بقلم: عصام الحلبي

الفلسطينيون ان كانوا في الشتات او قابعين تحت نير وظلم الاحتلال الصهيوني, تفتحت عيونهم ومداركهم على هذه الدنيا على مشاهد وحقائق ..تشردهم وتشتتهم ولجوئهم ألقصري عن أرضهم وديارهم, وهذا لاشك فيه سببه الاحتلال الصهيوني .
الظلم والقهر والإجحاف الرسمي العربي لهم المتمثل في جزء منه في منعهم من ممارسة حقوقهم الانسانية والاجتماعيةو والمدنية و السياسية, حيث يسجن الفلسطيني لمجرد إعلانه عن انتمائه لوطنه, او انتمائه لثورته الفلسطينية المعاصرة او لمطالبته بأن يتمتع ببعض من الحقوق الانسانية, هذه الثورة الفلسطينية التي انطلقت لتصحح المسار العربي وتضعه على سكة المقاومة والفعل بعد ان فقدت الأنظمة العربية توازنها’ولا نغالي ان قلنا عن بعضها قد تأمرن على علينا وعلىشعوبها , والحقيقة الناصعةالساطعة كالشمس تزعم القائد أبو عمار لعملية النضال الوطني الفلسطيني …هذا القائد الذي بدأ يكرس الشخصية الوطنية , والوطنية النضالية لشعبنا الفلسطيني من خلال انطلاقة أنبل ظاهرة تاريخية معاصرة الا وهي الثورة الفلسطينية ,
أخذت الكوفية ترسخ في الوجدان والضمير العالمي كرمز للنضال الوطني الفلسطيني وتتبلور اعترافا بحق الشعب الفلسطيني بالوجود وتقرير المصير .. بينما كانت صورة الثائر والمقاتل والقائد أبو عمار تستقر في ذاكرة ووجدان كل فلسطيني , هذا التواصل الروحي بين القائد والشعب , بين الوالد وأبنائه أوجد علاقة لايمكن لأكبر علماء الاجتماع والنفس ان يفسروها , إنها اكبر من ان تفسر انها علاقة الروح بالجسد ,
لم يكن ا القائد والوالد والمعلم يوما بعيدا عن شعبه, عن شيوخه وشبابه وأطفاله, فقد شيد المؤسسات الفلسطينية التي تعنى بحياة الفلسطيني الصحية والتعليمية والتربوية والوطنية , واكب هموم شعبه وشاركهم في الآلام والآمال وطد حلمهم في العودة والاستقلال طمأنهم على وجودهم الوطني , قاد سفينة الثورة والعودة , كان بالنسبة للفلسطيني الأمن والأمان شكل التوازن للذات الشخصية في كل منا على المستوى الفردي والجماعي , كنا نلجأاليه في شدائد الأمور وفي تفاصيل الحياة اليومية البسيطة , لم يتذمر يوما ولم يتعب , كانت الابتسامة التي تبعث الامل فينا ترتسم على شفتيه, كان يسهر وكنا ننام مطمئنين بوجوده بيننا , كان يعطينا القوة والأمل وكنا نتعلم منه الصبر والأمل , احببناه صغارا وكبارا لانه لم يكن بعيدا عنا لافي حضوره الإنساني ولا في خطابه السياسي , كان بريق الامل والحياة والحلم.
كم كان وقع نبأ استشهاده صاعقا علينا, ذهلنا جهشنابالبكاء خرجنا إلى الشوارع صرخنا بأعلى اصواتناولكن صراخنا لم يكن احتجاجا على مشيئة الله عز وجل , ولا على قضاءه وقدره , إنما على الظلم والتخاذل الرسمي العربي حيال شعبنا وقائدنا ووالدنا الشهيد ابو عما ر , ثلاث سنوات من الحصار لهذا القائد في غرفة قد هدمت جرافات الاحتلال الصهيوني كل ما حولها , منعوا الدواء والماء والغذاء عنه لم تتحرك الزعامات العربية , بدأ الصهاينة بقتله سياسيا وعندما فشلوا قرروا تصفيته جسديا, والسكوت والتخاذل العربي شجعهم على ذلك صرخنا احتجاجا على هذا وبكينا على أنفسنا وعلى فراق الوالد لنا جميعا , كل منا يشعر بحنو ومحبة ابو عمار لدى الصغير والكبير هذا الشعور, وهذا الترابط والتواصل لايوجد بين أي من الزعماء وشعوبهم في هذا العالم ,
خبر استشهاده كان صاعقة ألمت بنا فبكاه الأطفال والشيوخ والنساء والشباب الذين ملؤو الشوارع صراخا, بكاه أبناؤه وأخوته ورفاق دربه بكاه كل من عرفه ومن لم يعرفه لكنه كان يحس بانتمائه لمدرسة الوالد ياسر عرفات , لكن حزننا تحول إلى وفاء ووعد وعهد على الالتزام بتعاليم ومبادئ ووصايا الوالد ياسر عرفات ودائما بالوفاء .. ولا شئ غير الوفاء.. هكذا يبكي الأبناء الآباء .

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا