الرئيسيةمختاراتمقالاتأين نحن من غدنا؟..

أين نحن من غدنا؟..

بقلم: سعدات بهجت عمر

هل انتهت ويلات الحرب المدروسة على فلسطين؟ هل ستتحول إلى ذكريات؟ لقد مرت سنين طويلة، وما زالت الأسئلة ملتهبة. سكوت المدافع والصواريخ والطائرات ما دامت المؤامرات متواصلة لا يكون نهاية الحرب. هل المستعمرة الإسرائيلية في فلسطين رغم مؤامرات التطبيع شرعية؟ هل التحركات الأمريكية الإسرائيلية الفرنسية صوابية؟ هل الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا لها ما يبررها بالرغم من عدم شرعية وجود المستعمرة الصهيونية في فلسطين؟ قادة المستعمرة الإسرائيلية في فلسطين كلهم لا يتكلمون عن شيء مضى وانقضى إنهم يتحدثون عن فصل له بقية ويتساءلون ويتطلعون إلى عملية تطهير عرقي لأصحاب الأرض الأصليين في فلسطين وعن حرب قادمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي لبنان، وفي سوريا وفي العراق، وفي مصر، وفي المملكة العربية السعودية لتسهيل عملية التطهير العرقي في فلسطين. هذه الأمور وهذه الأسئلة وكثيرة غيرها تأخذ شكلاً مُلِحَّاً من الطرح، ولا ينبغي لشعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية أن يمروا دون تسجيل ملاحظات على جو الاحتفال الهمجي الدراماتيكي الصهيوني من البيت الأبيض مروراً من جديد بالحكومة والبرلمان البريطاني إلى الكنيست الإسرائيلي لإسقاط الحق في قضية هي قضية فلسطين وإلى الأبد من خلال فوضى عربية لم يعرف التاريخ لها مثيلاً. لعل سيد البيت الأبيض اياً يكون، وغيره لم يفطن أن تقديره سيكون كارثة يسقط عن التهديدات بقبول شروط سابقة إسرائيلية على خارطة خفيَّة مُعمَّمة أعقبتها كل المبررات القانونية والسياسية.
إن هذا السلوك الإجرامي يُشبه التهديد باحتلال الآلهة والسيطرة على القضاء والقدر. إذن كان الهدف الإستعماري من قيام المستعمرة الإسرائيلية واستمرارها هو حل قضية كيان إسرائيلي مزيف واستمرار تنميته وتطويره كي يبقى قبلة العرب. لأن أجراس الكنائس لم تتأخر في إعلان موت العدالة. لأن الشكل الذي أُنشئت به إسرائيل، والمضمون الذي تحمله منذ البداية يتناقض مع أصول العدالة، وهذه العدالة مغدور بها منذ اربعة وسبعين سنة على الأرض المقدسة التي هي فلسطين وفيها المسجد الأقصى أولى القبلتين إن لم نتنبه لهذه المؤامرة نحن شعب فلسطين وجماهيرنا العربية عندها لن
يعود لنا ماَق تنزف دمعاً. لا لأننا فقدنا أو سنفتقد لشعور إنساني نبيل. بل لأن الإخوة من أبناء أمتنا قبل العدو يضع العراقيل والمؤامرات. بل لأن الموت أصبح لدينا حقيقة تُلازم أبسط ضرورات وجودنا لا حُبَّاً في الاستشهاد بقدر ما هو طموح نحو الحياة من أجل انتصار الأخلاق. إنتصار فلسطين. إنتصار القضية. إنتصار الوحدة. إنتصار الدولة. فالموت بالنسبة لشعبنا الفلسطيني سيصبح كعود كبريت يُشعل به درب التحرير، ويُلقي به على رصيف هذا الدرب بدون كلل أو هم أو خوف أو ملل.
لم يعد إنساننا الفلسطيني يشعر أن الموت نهاية إنسان. بل بدء مرحلة إرواء هذه الأرض العربية بمتطلبات بعث الحياة على هذه الصحراء لتوقظ النيام من سباتهم، والأموات الحقيقيين تُجار دماء شعوبهم. هذا شرف عظيم سيحظي به شعبنا الفلسطيني إكليل غار تصنعته أمهاتنا مع أرواح أبنائهن الشهداء إرادة للأمة صاغتها جماهيرنا خلال سنوات طويلة من التشرد في الخيام، وتحت ألواح صفيح الزنك الصدئة لتلد الثورة في الثورة التى حدد الرئيس أبو مازن زمنها القياسي بسنة واحدة لم يبق منها سوى 300 يوم والتي لا بد أن تنتصر رغم كل تجديد للمؤامرات. فإرادة شعبنا تبلورت في هذه السلطة التي لا بد أن تُنهي مؤامرات الإحتلال والانقسام على أرض فلسطين وكل الأرض العربية في الوقت التي تبيع أنظمتها نفسها ودماء أبنائها بثمن بخس في أسواق هرتسليا وتل أبيب وعلى جدار البيت الأبيض عن طريق سمسار حرب قبيح!

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا