الرئيسيةأخبارالرئيسيةتعليم تحت فوهات البنادق

تعليم تحت فوهات البنادق

اعتادت الطالبة رؤى عبد الباسط نوباني، من قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، على السير بين “فوهات البنادق” يوميا منذ أكثر من عشر سنوات؛ لتتلقى تعليمها في مدرسة “الساوية– اللبن المختلطة” القريبة من مدخل القرية.

مشاهد رعب يومية تعيشها نوباني برفقة قرابة 650 طالبا وطالبة، في مدرستي “اللبن– الساوية” المختلطة و”بنات اللبن الثانوية”، في طريق معبدة ببنادق جيش الاحتلال وعربدة المستوطنين، ومشبعة بالغاز المسيل للدموع.

تقول نوباني وهي طالبة في الثانوية العامة الفرع العلمي لـ”وفا”: “كل جندي يقف في طريقنا يمثل ثكنة عسكرية كاملة من العتاد الذي بحوزته، يقف الجنود في منتصف الطريق لإعاقة مرورنا، وكذلك يسيرون بين الطالبات ويصوروهن بأجهزتهم الخليوية”.

“عند الحضور للمدرسة أو مغادرتها نعيش فيلم رعب، حيث اعتاد الجنود على المضايقة، يوميا يهاجموننا بقنابل الغاز أثناء وصولنا لمنتصف طريق العودة بحجج وادعاءات كاذبة، إلقاء الحجارة”، تضيف نوباني.

منذ سنوات تفرض قوات الاحتلال والمستوطنون قيودا شتى على المسيرة التعليمية في المدرستين وتمارس مضايقات، عبر إطلاق الرصاص، وقنابل الغاز والصوت تارة، والملاحقة والاعتقال والاحتجاز تارة أخرى، حولت تلك المضايقات أجواء العملية التعليمية إلى “رعب وقلق”.

وتشير نوباني إلى أن الطلبة يعانون من ضغط نفسي ودراسي صعب خاصة مع ازدياد الاعتداءات في الأسابيع الأخيرة، فاضطر المعلمون إلى تكثيف الحصص الدراسية حتى يتمكنوا من إعطاء المواد الدراسية للطلبة خاصة الثانوية العامة، إثر تعطل الدراسة لفترات أكثر من مرة خلال العام الدراسي.

وخشية من استفراد جنود الاحتلال بالطلبة أو التعرض لاعتداء من قبل مستوطن، يتفق الطلبة يوميا على السير بمجموعات بين الجنود، فيما تبقى هواتفهم على تواصل دائم مع أهاليهم طوال الطريق التي تتجاوز الكيلومترين حتى وصولهم للمدرسة، وفق ما تؤكد نوباني.

وصباح اليوم، قمعت قوات الاحتلال المشاركين في فعالية انطلقت رفضا لممارسات المستوطنين وقوات الاحتلال بحق طلبة مدرسة اللبن الثانوية، بمشاركة هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وإقليم حركة “فتح”، وممثلي فصائل العمل الوطني في نابلس والمكتب الحركي للمعلمين، والاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين.

مدير مدرسة الساوية– اللبن الثانوية ياسر غازي قال لـ”وفا”، إن الانتهاكات مستمرة منذ سنوات لكنها ازدادت حدتها خلال العام الدراسي الجاري، فلم تتوقف قوات الاحتلال عن احتجاز الطلاب أثناء قدومهم ومغادرتهم المدرسة، إضافة إلى الاعتقال والاستفزاز بألفاظ نابية وتفتيش الحقائب المدرسية، والاعتداء بالضرب على الطلاب والطاقم التعليمي، واقتحام المدرسة من قبل الجنود وجيبات الاحتلال أكثر من مرة.

ويوم الخميس الماضي تجمع أكثر من 150 مستوطنا على مدخل اللبن وشاركوا في مطاردة الطلاب وإطلاق النار، الأمر كان أشبه بساحة حرب أمام الطلبة لمنعهم من الدخول للشارع الرئيسي ومنعهم من الوصول للمدرسة، وفق ما يؤكد غازي.

ويشير إلى أن الاحتلال يسعى بكل الطرق للتضييق على الطلاب وحرمانهم من الدراسة، عبر إجبارهم على سلك طريق وعرة ومنعهم من المرور بالشارع الرئيسي الرابط بين نابلس ورام الله، مشيرا إلى أن الطريق الوعرة لا تصلح للسير، كما أن الاحتلال منع المجلس القروي من تعبيدها بحجة وجودها في منطقة مصنفة “ج”.

وشيدت مدرسة الساوية- اللبن عام 1944 وتخدم قرى الساوية واللبن الشرقية وعمورية، وتضم 414 طالبا وطالبة من الصف السادس وحتى الثانوية العامة، وتبلغ مساحة الأرض التابعة للمدرسة 46 دونما، منها 33 دونما داخل الأسوار التي تضم عدة مباني قديمة، و140 شجرة زيتون وأشجار الصنوبر والسرو، إضافة إلى 13 دونما خارج الأسوار كانت تطمح إدارة المدرسة لإقامة ملعب عليها.

ويوضح غازي أن الاحتلال يمنع تشييد أي بناء جديد داخل أسوار المدرسة أو خارجها؛ بحجة وجودها في المنطقة المصنفة “ج”.

وحول الإجراءات التي تتخذها المدرسة لحماية الطلبة، يشير غازي إلى أن ستة معلمين ينتشرون يوميا على طول الممر الواصل بين مدخل قرية اللبن والمدرسة، لحماية الطلبة من الجنود المنتشرين وعربدة المستوطنين، ويرافقون الطلبة أثناء المغادرة لحمايتهم من الاعتقال.

وينوه إلى أن إجراءات الاحتلال التعسفية تركت واقعا نفسيا صعبا على الطلبة وأهاليهم والطاقم التعليمي، حيث يخيم القلق والتوتر يوميا على الطلبة ما يهدد المسيرة التعليمية، خاصة عقب ارتفاع حدة الاعتداءات وتدخل المستوطنين بشكل مباشر خلال الفترة الماضية.

وحسب مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس، فإن الاحتلال يهدف لتدمير العملية التعليمية والسيطرة على المدارس، بهدف إقامة مشاريع استيطانية في المنطقة.

ويشير إلى أن الاحتلال كان يتذرع بالسابق عند الاعتداء على المدارس واعتقال الطلاب بإلقاء الحجارة على المستوطنين، إلا أن تصريحات المستوطنين وتعليقاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي تظهر الأطماع الحقيقية وراء الهجمة الشرسة على تلك المدارس.

وأوضح أن تعليقات عديدة للمستوطنين على صفحات القرى الثلاث ومديرية التربية والتعليم، أظهرت أطماعهم بتحويل المدرستين إلى مدرستين دينيتين، حيث أطلق المستوطنون على مدرسة بنات اللبن الثانوية اسم المدرسة الدينية اليهودية الثانوية، فيما أطلقوا اسم مدرسة “بروكلين الثانوية” على مدرسة اللبن- الساوية المختلطة.

وفا- زهران معالي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا