الرئيسيةمختاراتمقالاتالرواية الفلسطينية كأداة مقاومة

الرواية الفلسطينية كأداة مقاومة

بقلم: لما طه الفقيه

إن “الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين” هو صراع على الرواية بقدر ما هو صراع على الأرض، فلم يكن الصراع يوماً سياسياً فقط، وإنما هو صراع تاريخ وثقافة وبقاء، والرابح هو مَن يكتب الرواية.

منذ قيام دولة الاحتلال والرواية حاضرة في كافة المجالات وخاصة في الخطابات السياسية أمام العالم وفي المحافل الدولية، حيث يقوم الاسرائيلي بإظهار نفسه على أنه الضحية منذ عهد “أبو الحركة الصهيونية ومؤسسها” ثيودور هرتزل، فقد أظهر للعالم أن اليهود مضطهدين ثقافياً ودينياً في كل العالم، وأنه لا سبيل للتخلص من هذا الاضطهاد الا بوجود وطن قومي لهم.

إننا نواجه أخطر أنواع التزييف والتحرييف، وهو قلب الحقائق وتصوير الجلاد على أنه الضحية. وإذا ما رجعنا الى مائة عام تقريباً على قيام فكرة الصهيونية، فإننا نرى أن الساسة والمفكرين الاسرائيليين قد استخدموا المصطلحات التي تضفي الصبغة الصهيونية على التاريخ الفلسطيني، فقد سعى الإسرائيليين إلى تغيير ملامح الأماكن التاريخية وأسماء المدن والشوارع بقصد محو الذاكرة والخارطة التاريخية لفلسطين كما وشمل التحريف المناهج التعليمية في المدارس والجامعات. ونجد أن الباحثين الذين يقومون بعمل دراسات تاريخية يقعون في فخ المعلومات المضللة والمزورة. كما وأن اسرائيل تستخدم وتسيطر على جميع وسائل الصحافة والإعلام لتكون أمام العالم صاحبة الحق في الأرض، وقد سربت من خلالها أفكارها ومعتقداتها وأحقيتها في إقامة وطن قومي لها، ليس هذا فقط وإنما اذا نظرنا إلى نشيد هتكفا ” أملنا” فإنه يلخص لنا التبرير الصهيوني “للقومية اليهودية” حيث ورد فيه:-

أما بالنسبة لوقتنا الحاضر ومع تطور وسائل التواصل الإجتماعي فقد أصبح هناك أهمية للرواية الرقمية، حيث أصبح كل فلسطيني – حتى البسطاء من بيننا – بقادر على نقل روايته الى كل العالم من خلال الفضاء الرقمي. وعليه، فإنه يجب علينا استغلال هذا الفضاء لنقل الإضطهاد الذي يعيشه الفلسطينيين، كما وأنه علينا استخدام مصطلحات ذات الأبعاد السياسية ولإرساءها ضمن المصطلحات الدولية مثل ( العدو، الكيان الصهيوني، الفصل العنصري ” الأبرتهايد”، الاحتلال، المستوطنات ( المستعمرات)، البلاد، الوطن، فلسطينيي عام 1948، النكبة، النكسة…. الخ)، كما وأنه يجب علينا إنشاء منصة رقمية خاصة بالفلسطينيين لنقل الرواية الحقيقية وفضح تزوير الرواية الاسرائيلية، خاصة وأنه بدى واضحاً محاربتها للرواية الفلسطينية باعتبار أن بعض المحتويات معادياً للسامية أو غير مناسب على حد تعبير بعض المنصات مثل “الفيس بوك”.

كما ويجب على الفلسطينيين إعداد معجم للمصطلحات الاسرائيلية حتى لا نستخدم هذه المصطلحات في خطاباتنا أو حتى في حياتنا اليومية، كما ويجب علينا توحيد الخطاب السياسي والاعلامي وأن نطعن في الروايات الإسرائيلية بإستخدام الصور ولغة حقوق الإنسان والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني التي نكتسب من خلالها التضامن الدولي. إن نقل الحقيقة هو الهدف الذي يجب أن نسعى إليه.

الرواية سلاحنا الأخير وعلينا استثماره بقوة كأداة مقاومة، ولنشر الرواية الفلسطينية ودحض للرواية الاسرائيلية يجب محاربة التطبيع بكافة اشكاله، والتطبيع هُنا ليس معناه عدم زيارة الفلسطينيين وأرضهم، وإنما عدم التطبيع مع العدو الصهيوني لأن ذلك يساعد على تضليل الرواية الأصلية لنا نحن الفلسطينيون، إنما نحن ندعوا العالم إلى زيارتنا والتعرف على روايتنا الحقيقية وتصويرها ونشرها للعالم، كما ويجب علينا تعزيز التضامن العالمي للشعب الفلسطيني واكتساب أكبر عدد ممكن من دول العالم إلى قضيتنا العادلة والسامية.

ولنتذكر دوما التعريف الذي أورده شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش عن التطبيع بالقول أن التطبيع هو ” القبول برواية الطرف الآخر عن التاريخ” فلننتبه لذلك ولنرفض مثل هذا القبول للرواية الإسرائيلية أو التساوق معها أو السكوت عنها.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا