الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتامرأة على مملكة الصابون

امرأة على مملكة الصابون

معروفة بأنها واحدة من بين مجموعة من النساء الرياديات في قرية بردلة بالأغوار الشمالية، لهذا تحظى كفاية فريحات (54 عاما) بشهرة واسعة بين سكان القرية، باعتبارها مصنعة للصابون الطبيعي منذ عام 2019.

ويمكن التماس تلك الشهرة، من خلال طرح اسمها على أحد المارين من القرية ليبدأ الأخير بالحديث عن مشروعها الخاص بالعمل بتصنيع الصابون الطبيعي بأشكال ونكهات مختلفة حسب الطلبات.

تعتمد فريحات بالدرجة الأولى على الحجز المسبق للمشترين، وتعمل على تصنيع الصابون الطبيعي من المواد الطبيعية، بنكهات مختلفة.

لكن ليس هذا العمل الوحيد للمرأة التي تسكن قرية بردلة بالأغوار الشمالية، فلسبب يخص الإقبال المتفاوت نوعا ما على شراء الصابون الطبيعي، فإن كفاية التي تعيش في منزل لها مع نجلها، تعمل في الزراعة ضمن مجموعة من النساء العاملات في قطاع الزراعة، مقابل مقدار من الأجر المادي”.

مضطرة إلى العمل حتى أوفر لنفسي حياة كريمة تجاري الغلاء وارتفاع الأسعار”. قالت المرأة لمراسل “وفا”.

وليست وحدها التي تعمل في القطاع الزراعي، فقد أخبرت المرأة أن نجلها يعمل في الزراعة أيضاً، كي يتسنى له الإعداد التام لزواجه.

غير أن حجزا مسبقا من إحدى السيدات للحصول على كمية من الصابون الطبيعي، يجعل المرأة تنغمر في ذلك العمل الذي يدخل في مراحل تراكمية، وخطوات متتابعة بشكل دقيق.

تقول فريحات: “أصنع أكثر من ثمانية أنواع من الصابون الطبيعي بالاعتماد الكامل على المواد الخام التي أشتريها بنفسي، أو أصنع الصابون لنساء يجلبن المواد الخام من ذواتهن مقابل مبلغ من الأجر، لقاء جهدي”.

راهنا، يمكن للمرأة أن تصنع أنواعا مختلفة من الصابون في إحدى غرف منزلها في القرية الملاصقة للسياج الفاصل بين الأغوار الشمالية والأراضي عام 1948.

وللخروج بنتيجة جيدة من الصابون المصنع، تحتاج فريحات لأدوات وبيئة مناسبة، فهي تقضي أوقاتا طويلة في الزراعة أغلب الأيام قالت: “أحتاج لعدة أوعية ومواد للخليط والقوالب، وغرفة لا تصلها الشمس ولا الهواء”.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن إعداد وجبة صابون “الصبار”، تحتاج فريحات إلى الصودا، وزيت الزيتون، والصبار المنتشر في القرية.

وبالنسبة لمادة الصبار، قالت فريحات إنها تجلب ألواح الصبار ثم تزيح القشرة الخارجية، وتبدأ باستخراج اللب من خلال ملاعق، لاستخدامه في وصفة التصنيع.

بلغة الأرقام، فإن 150 غراما من الصودا، تخلط بــ400 غرام ماء بارد، وتخفق جيدا، ثم يضاف بعد أن يترك فترة ليبرد، بشكل تدريجي على لتر من زيت الزيتون، قبل أن توضع مادة الصبار على الخليط، وأخيرا تضعه في قوالب خشبية داخل غرفة بعيدة عن أشعة الشمس والهواء لمدة 24 ساعة.

هذه الأيام تتلقى المرأة طلبات “وصفتها بأنها متباينة في حجمها” لإعداد الصابون الطبيعي وتسويقها، حيث رغم ضعف الإقبال في بعض الأوقات على شراء الصابون، فإن هذه الصناعة تشكل عملا أساسيا في حياتها.

فعليا، يمكن رؤية منتجات فريحات التي تحمل اسما تجاريا بــ “نوارة بردلة”، في مدن الضفة الغربية، وفي الأردن.

فمن خلال زيارة لإحدى النساء اللواتي يسكن الأردن، لأقربائهن في بردلة، تمكنت تلك المرأة من شراء الصابون كهدايا، لكن جائحة “كورونا” أوقف المزيد من عمليات البيع.

بطريقة مشابهة، عندما كانت إحدى نساء القرية في مراجعة طبيب جلدية في نابلس، لاحظ تحسنا بعد استخدامها الصابون، وطلب قطعا منه.

يقول مدير الغرفة التجارية في طوباس ولأغوار الشمالية معن صوافطة: “بالنظر إلى بعض المشاريع الريادية فيمكن القول إن بعض النساء افتتحن بيوتا من المردود الاقتصادي لمخرجات تلك المشاريع”.

بالنسبة لفريحات، فإن مشروعا كهذا يتطلب الوقت والجهد، فالصابون الطبيعي يصنع بأكثر من طريقة متبعة، لكنها تعتمد الطريقة الباردة، وتعني بذلك أنها تنتج الصابون من المواد الخام دون استخدام النار.

قالت فريحات “أصنع الكثير من أنواع الصابون الطبيعي منها الذي يكون بزيت الزيتون، وهو صابون للاستحمام، وصابون يعتمد بشكل أساسي على القهوة والحليب، وأنواع أخرى من الورد، والصبار، والنعنع، والريحان واللفندر، والكافور، والشيا، وغيرها”، وكل هذه المواد تعطي نكهات وذات روائح جاذبة للصابون، يمكن شراؤها من محلات خاصة.

فلصنع وجبة من الصابون، أضافت فريحات “نضع في البداية مسحوق صودا كاوي، ثم نضيف عليه الماء حتى يبرد، ثم نصب مسحوق الصودا على زيت طبيعي ونبدأ بتحريكه حتى يصبح ذات قوام لزج، قبل وضعه في قوالب مختارة بشكل مسبق.

هذه الأيام يمكن الاستماع لها وهي تتحدث عن قريناتها من النساء في القرية الغورية اللواتي يعتمدن على المشاريع الخاصة الصغيرة، بجانب أعمال ثانوية، بهدف توفير حياة تلائم الوضع القائم.

يقول صوافطة: “هناك نحو 60 امرأة من ذوات المشاريع الريادية لدى سجلات الغرفة التجارية، لكن هذا ليس العدد النهائي، ففي المحافظة تتواجد أكثر من 100 امرأة تمتلك مشاريع ريادية.

“نريد جودة ممتازة، وسعرا منافسا للبضاعة، كي يتسنى عرضها ضمن معارض تحت رعاية الغرفة التجارية، بغية تسويقها بشكل أفضل”. اختتم صوافطة.

وفا- الحارث الحصني

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا