الغزو الروسي لأوكرانيا.. ليس وشيكاً

رأى الكاتب ديميتري ك. سيمز أن قلق الغرب من غزو شامل لأوكرانيا، ليس في محله، وإنما مبني على قراءة خاطئة لتفكير روسيا وأولوياتها ووضع العمليات.

وقال إن الإفتراض بأن موسكو ستتحرك بهجوم شامل بأرتال دباباتها مباشرة نحو دفاعات أوكرانيا القوية من صواريخ جافلين المضادة للدروع، وبأن ذلك سيحدث قريباً، وربما هذا الشهر، هو في أفضل الأحوال أمر مشكوك فيه.

سجلّ بوتين
ويذكر الكاتب بأن سجل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استخدام القوة العسكرية، يشير إلى أنه في العادة يتحرك رداً على بعض الأعمال العنيفة من خصوم روسيا، بدلاً من المبادرة إلى عمل عسكري بنفسه. وهو اكتسب الشرعية أول الأمر في موسكو عام 1999 بصفته رئيس وزراء الرئيس بوريس يلتسين، عندما أرسل الجيش الروسي لقتال الغزو الشيشاني لداغستان. وفي عام 2008 (وكان رئيساً للوزراء أيضاً)، قاد بوتين الهجوم الروسي المعاكس ضد جورجيا، عقب هجوم الجيش الجورجي على قوات حفظ السلام الروسية في أوسيتيا الجنوبية. وعام 2014، ورداً على خلع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الموالي لموسكو، نشر بوتين الجيش الروسي للسيطرة على القرم وتقديم مساعدة عسكرية للانفصاليين في منطقة دونباس.
وفي عام 2015، فاجأ بوتين العالم عندما أرسل قوات روسية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان محاصراً والحليف القديم لموسكو.
وفي مثال حديث هذه السنة، عمد بوتين مع حلفائه في معاهدة منظمة الأمن الجماعي، بما فيها دول في آسيا الوسطى وبيلاروسيا – إلى إرسال كتيبة صغيرة من قوات حفظ السلام إلى كازاخستان، رداً على ما وصفه الرئيس الكازاخي قاسم-جومارت توكاييف، بالتمرد المتطرف.

لا مبرر كافياً لعملية عسكرية
واليوم، يُعتبر التطور السياسي في أوكرانيا وإدارة شؤونها الخارجية، مثيرين للقلق لدى القيادة الروسية، لكن ما من دليل على وجود مبرر كاف، لشن عملية عسكرية روسية واسعة.
إن الخطر القادم من روسيا جدي وحقيقي، لكن يختلف كثيراً عما يفترض التفكير التقليدي العادي. وعوض عن قيام روسيا بشن غزو شامل من دون سبب محدد، فإنها على الأرجح ستلتزم الصبر-والإنتظار حتى يصدر عن أوكرانيا ما يعتبر استفزازاً. وفي الوقت نفسه، فإنها تستعد للرد على “العقوبات القاسية” للغرب على أنها معادل للحرب- مما يعني أنه بدلاً من الردود التقليدية وعديمة الفائدة، تستعد روسيا لطيف واسع من الإجراءات التي تستهدف الاقتصادات والبنى التحتية الغربية وأفراداً يعتقد أنهم متورطون في نشاطات عدائية ضد روسيا.

عضوية الأطلسي
وسيكون مناسباً تماماً الاعتراف في نهاية المطاف بأن لا أوكرانيا ولا جورجيا جاهزتان لعضوية الأطلسي من حيث المعايير الموضوعية، وأنه سيستغرقهما سنوات قبل أن يوقعا الإنضمام إلى الحلف. ولا شيء يمنع السعي إلى صيغة ديبلوماسية تضع هذه الحقيقة في وثيقة ما.
وسيكون الرد الروسي أول الامر فاتراً. لكنه إذا أظهر الغرب قوة وخيّر موسكو بين التسوية أو لا شيء، فإن بوتين على الأرجح سيأخذ الأمر في الإعتبار. وكحد أدنى كما تأمل الولايات المتحدة، فإنه سيكون مستعداً لخفض التصعيد ومنح فرصة للديبلوماسية.
ويحض الكاتب على التفكير في المسألة عوض إطلاق مسار خطير من التصعيد يمكن أن يؤدي إلى نزاع مفتوح مع قوة نووية رئيسية.

موقع 24 الإلكتروني

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا