المكتبة الوطنية تنظم لقاء “مشروع المكتبة الوطنية الفلسطينية.. الهوية والذاكرة في الصراع مع الاحتلال”

نظمت المكتبة الوطنية الفلسطينية، اليوم الأحد، لقاءً بعنوان “مشروع المكتبة الوطنية الفلسطينية.. الهوية والذاكرة في الصراع مع الاحتلال”، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس.

وحضر اللقاء الذي استضافه متحف محمود درويش في رام الله، رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع، ووزير الثقافة عاطف أبو سيف، والمستشار القانوني للرئيس علي مهنا، إضافة إلى عدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية والمختصين في مجال الثقافة والتراث الوطني.

ونقل المستشار مهنا تحيات سيادته ودعمه الكامل لمشروع المكتبة الوطنية الفلسطينية، التي تعتبر صرحاً وطنياً يشكل أحد المعالم الأساسية للدولة الفلسطينية، وأن وجودها يعتبر إنجازاً وطنياً بامتياز في طريق بناء الدولة المستقلة.

وقال رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع، إن مشروع المكتبة الوطنية جاء انطلاقاً من قرار الرئيس بتأسيسها عام 2019، لما تشكله من بعد وطني وقومي واستراتيجي كونه مرتبطا بذاكرة وهوية الشعب الفلسطيني، وأنه مشروع سيادي ومخزن للذاكرة وسلاح في مواجهة هجمات الاحتلال على التراث والذاكرة الوطنية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الذاكرة أكبر من الدولة وأنها النواة للدولة.

وأضاف أنه بعد الاطلاع على تجارب الآخرين وآراء ذوي الخبرة تم تحديد مراحل تنفيذ المشروع بعدة خطوات، وتتمثل في توفير المكان الذي تم تخصيصه من سيادة الرئيس في قصر الضيافة في رام الله بمساحة 40 دونما بشكل مبدئي، بما يتضمن ترميمه وإعداده للاستخدام للمشروع، وإعادة التصميم بما يتناسب مع احتياجات المكتبة الوطنية الفلسطينية.

وأشار إلى أن المرحلة التي تليها هي إعداد مشروع قانون قرار ينظم عمل المكتبة، وإعداد الهيكل التنظيمي والإداري لها، إضافة إلى طلب الحصول على الترقيم الدولي الموحد وإعداد نظام الإيداع لمحتويات المكتبة، وإلحاق الأرشيف الوطني بالمكتبة، والعمل على اعتماد برنامج الكتروني وطني بامتياز لرقمنة عمل المكتبة، وأنه تم الاتفاق مع الأردن والمغرب لتدريب موظفي المكتبة.

وتابع أن المرحلة الثانية تتمثل بإعداد مخطط أولي لبناء صرح المكتبة الوطنية مستقبلاً وفق المواصفات والمقاييس العالمية، إضافة للاستعداد لخوض معركة دولية لاسترجاع الأرشيف الوطني المسروق من الاحتلال، والذي يشكل تحديا من أجل تحرير التراث الفلسطيني من استبداد الاحتلال.

وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف إن المكتبة الوطنية تعتبر رمزا سياديا فلسطينيا، وتجسد وعيا تجاه حقيقة الصراع مع الاحتلال على الذاكرة الوطنية ودعما للرواية الفلسطينية، وأنها تشكل خزانة لإنتاجات الموروث الثقافي التراثي الفلسطيني.

وأضاف أنها تشكل سلاحا متقدما في الحفاظ على التراث الوطني في ظل محاولات الاحتلال للنيل منه، وأنه يجب على الجميع التكاتف لإنجاز هذه المهمة الوطنية، مشيرا إلى أن المكتبة ستكون الذاكرة الجمعية والشاملة للشعب الفلسطيني، وأنها ستوفر بيانات ومرجعا أساسيا للحقل الثقافي والمعرفي والأكاديمي، إضافة لدورها في استعادة الموروث الثقافي الفلسطيني المسلوب.

يشار إلى أن المكتبة الوطنية الفلسطينية هي المكتبة المركزية لدولة فلسطين، وتقع في منتصف الطريق الواصلة بين مدينة رام الله وبلدة بيرزيت، تحديدا بلدة سردا، أنشئت بقرار رئاسي عام 2017، والذي نص على تحويل مقر الضيافة إلى مكتبة وطنية لتكون الحافظ الأمين للرواية الفلسطينية بمختلف فصولها.

وتتركز وظيفة المكتبة الوطنية على جمع، وحفظ، ورصد التراث والإبداع الفلسطيني، سواء ما يصدر داخل فلسطين، أو خارجها، وهي مستودع للوثائق، وعنوان لجمع التراث والإبداع. وبهذا تكون المكتبة الوطنية رسالة الشعب الفلسطيني الذي يعتز بثقافته على مر العصور، بل ويعتبر الثقافة جزءا لا يتجزأ من المقاومة.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا