دلال وما أدراك ما دلال

بقلم: أبو شريف رباح

دلال سعيد المغربي,, فلسطينية الهوية، أقامت مع عائلتها في مخيم صبرا بالعاصمة اللبنانية بيروت,, فتحاوية الهوى، لقواعد الفدائيين بقوات العاصفة انتسبت، وبالكتيبة الطلابية التحقت، لأبو عمار وأبو جهاد الوزير عشقت، وللشهادة من أجل فلسطين القضية أقسمت، فالتحقت بحركة فتح وهي على مقاعد الدراسة، وتلقت عدة دورات عسكرية وتدربت على كافة أنواع الأسلحة وحرب العصابات والعمليات الاستشهادية.

عرف الجميع دلال بجرأتها وحماسها الثوري والوطني، وعندما قرر أبو جهاد الوزير الثأر للشهداء القادة أبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان الذين اغتالهم كوماندوس إسرائيلي في بيروت، صعقت دلال كما كل الفلسطينيين من هذه الخسارة الكبيرة فتسابق الفتحاويين من الفلسطينيين واللبنانيين والعرب للمشاركة في عملية الثأر وكان بين المتسابقين دلال التي كانت تدخل عامها العشرين من عمرها.

لجرأتها ولعنفوانها الثوري اختارها أبو جهاد الوزير لتكون الفتاة الوحيدة ضمن عشرة فدائيين في مجموعة دير ياسين التي ستقوم بتنفيذ عملية الشهيد كمال عدوان على أرض الوطن فلسطين.

فجر ١١-٣-١٩٧٨، وبناءً على الخطة على التي رسمها القائد خليل الوزير “أبو جهاد” تم إنزال المجموعة التي تقودها دلال المغربي من سفينة كانت تمر أمام ساحل فلسطين، فاستقلت المجموعة قاربين، ونجح الإنزال الفتحاوي وتمكنت المجموعة من الوصول إلى الشاطئ دون اكتشافها من قبل البحرية الإسرائيلية، ومن ثم استولت المجموعة الفدائية على أحد الباصات العسكرية الممتلئ بالجنود الإسرائيليين وتوجهوا حسب الخطة المرسومة نحو مقر الكنيست في تل أبيب، وأثناء مسيرها نحو الهدف اشتبكت المجموعة مع قوات من جيش العدو الإسرائيلي التي كلفت باعتراضهم موقعة بصفوف جيش العدو عشرات القتلى والجرحى، ولأن جيش العدو تكبد خسائر فادحة كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من جيشها في بقيادة المجرم أيهود باراك بالتصدى للفدائيين وقتلهم أو اعتقالهم، فجهز باراك فرقة خاصة مدعومة بالدبابات وطائرات الهليكوبتر لحصار الفدائيين وقتلهم حتى ولو كلف الأمر قتل جنود الجيش الإسرائيلي الرهائن مع الفدائيين.

وبعد أن تمكن العدو من إيقاف الباص، جرت معركة عنيفة بين مجموعة دير ياسين الفدائية والفرقة الخاصة الإسرائيلية أستخدم فيها جيش العدو كافة أنواع الأسلحة، وبعد نفاذ ذخيرة الفدائيين، قاموا بتفجير الأحزمة الناسفة التي كانوا يحملونها في الباص مما أسفر عن قتل وجرح كافة الجنود الإسرائيليين، وعدد من الفدائيين، عندها أمر المجرم باراك جنود فرقته الخاصة بقتل جميع الفدائيين فاستشهد منهم من استشهد واعتقل من اعتقل.

دلال وما ادراك ما دلال، هي عروس يافا، هي جهاد الإسم الحركي الذي أحبته، هي دلال التي اسقطت مقولة الجيش الذي لا يقهر، هي دلال التي قهرت قادة العدو، هي جهاد التي اذلت الإرهابي إيهود باراك الذي وقف وفق جثمان دلال المغربي وأطلق على جسدها الطاهر مئات الطلقات من الرصاص وهي شهيدة ميتة لا تتحرك.

دلال وما ادراك ما دلال، آلاف العائلات الفلسطينية واللبنانية والعربية اطلقت على مواليدها من الإناث إسم دلال، وعلى مواليدها من الذكور إسم جهاد تيمناً باسم الشهيدة دلال سعيد المغربي، هي دلال التى لا تزال تسكن قلوب الأحرار والشرفاء العرب والمسلمين، هي دلال التي أصبحت مدرسة في النضال وقدوة لنساء العالم.

بعد 44 عاماً على إعلانها إقامة دولة فلسطين، وبعد 44 عاماً على استشهادها لم ننسى ولن ننسى، فذكراها باقية فينا جيلا بعد جيل.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية لأسرانا الباسل

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا