من عتمة الظلام سطع شعاع ابيض اضاء قلوبنا التي كانت تتقطع حزنا والما لوفاة شاب في مقتبل العمر غادر وطنا عزيزا بحثا عن كرامة وعزة حرمته منها حركة تدعي انها ربانية، ولا يستطيع ذويه اعادة جثمانة الى مسقط راسه ليوارى في ثراه المقدس. هذا الشعاع بزغ من مهد المسيح عليه السلام ومسرى الحبيب محمد صلوات الله عليه ليعانق سماء غزة هاشم، انه الاب الحاني اللواء ماجد فرج ذلك الشعاع الذي يفيض حنانا وابوة وطغى على عتمة الليل واثلج صدر كل فلسطيني، فقد كان له الفضل، بتوفيق من ربه، في اعادة جثمان شهيد الغربة محمد احمد ناصر الى مسقط راسه في قطاع غزة لتقوم اسرته وعائلته ومحبيه بوداعه الاخير.
ناشدت والدة الشهيد كل العالم وقلبها يتفطر على فلذة كبدها، فكان رد الماجد ابو بشار سريعا حين اوعز بضرورة ان تقوم والدة محمد بالقاء النظرة الاخيرة على جثمانه، كيف لا وهو من فقد الشهداء وودعهم في غير اوان رحيلهم، كيف لا وهو الذي يملك قلبا رحيما ويفيض انسانية يدرك معنى ان تحتضن ام جثمان وليدها في وداعه الاخير.
لم يفاجئنا القائد ابو بشار بهذا التصرف النبيل، بهذا الكم من الحب والعطاء في سبيل ان تقوم ام بتقبيل جبين وليدها قبل ارساله الى مثواه الاخير، فهو دوما صاحب التوجيهات المسؤولة والتي تفيض انسانية ووطنية وحنانا، وهو من صدق فيه قول الله عز وجل في محكم تنزيله: ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”..
فالفخر كل الفخر لمن عقدوا العزم على ان يصونوا كرامة شعبهم وابناءه بكل الوسائل والسبل فعلا لا قولا، وسحقا لمن كان السبب في ظلم ابناء شعبنا وتهجيرهم من اوطانهم بحثا عن كرامتهم التي حرموا منها، سحقا للاحتلال ولوكلاء الاحتلال الذين قالوها صراحة من لم يعجبه وضع غزة فابواب الهجرة مفتوحة.
