المستوطنون يرتكبون جريمة في ظل اصطناع تصعيد حماس

اقدم قطعان المستوطنين صباح هذا اليوم على ارتكاب جريمة هزت وجدان الضمير العالمي بقيامهم بإحراق منزل يعود لعائلة فلسطينية نتج عنه استشهاد طفل رضيع وإصابة والدية اصابات بالغة، جريمة تتحمل الحكومة الاسرائيلية مسؤوليتها بشكل كامل نتيجة سياستها القائمة على مصادرة الاراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين كي يعيثوا فسادا في الارض ويعتدوا على ممتلكات شعبنا الفلسطيني ويمعنون في القتل والتخريب في ظل صمت دولي مريب، جريمة من المفترض ان تفتح الباب على مصراعيه لتدخل دولي عاجل وحماية شعبنا الفلسطيني الاعزل من غطرسة المستوطنين المدججين بأحدث الاسلحة التي توفرها لهم الحكومة الاسرائيلية.
الضغوط تزداد على القيادة الفلسطينية من كل حدب وصوب وبات عليها التفتيش عن خيارات وبدائل اخرى لمعالجة الجمود الحاصل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومواجهة الهجمة الشرسة المزدوجة التي تشنها حماس وإسرائيل وقطعان مستوطنيها على المشروع الوطني بشكل عام وعلى القيادة الفلسطينية بشكل خاص.
حماس كانت دعت الى مسيرات في القدس والضفة الغربية من اجل نصرة الاقصى ولم توجه دعواتها لمسيرات مشابهة في غزة والهدف واضح وليس بحاجة الى تحليلات وتأويلات حيث ان المقصود اشاعة اجواء من الفوضى في الضفة الغربية وحشد الجماهير الفلسطينية باسم الاقصى والمقدسات الاسلامية حتى تتمكن حماس من التحريض المباشر ضد القيادة الفلسطينية و”قصورها” في حماية المقدسات الاسلامية، وكأن حماس ارادت احراج القيادة الفلسطينية امام جماهيرها وشعبها الفلسطيني وامام القوى الاقليمية والعالمية والظهور بمظهر المحافظ على ممتلكات شعبنا الفلسطيني، وبينما كانت حماس تعد لتلك الخطوة كان على الجانب الاخر مستوطنو نتنياهو يعدون العدة من اجل ارهاب المواطنين الفلسطينيين واستمرار الاعتداء عليهم وعلى منازلهم وأراضيهم، وهكذا تكون قد تقاطعت مصالح الطرفين في استمرار هجومهم على المشروع الوطني الفلسطيني الذي بات يؤرق حماس وقادتها.
ربما يكون ارتكاب المستوطنين لفعلتهم هذه قد جاءت كرد فعل على سياسة حماس التي حاولت التصعيد في الاقصى مع ان حماس لا تكترث كثيرا لمثل هذه الاحداث بل ان ذلك يصب في مصلحتها وهي تحاول البحث عن ثمن سياسي حيث ان كل اهدافها باتت محصورة في البحث عن مكاسب سياسية على حساب المصالح الوطنية.
لن تستطيع الولايات المتحدة وحلفاءها بعد اليوم الضغط على القيادة الفلسطينية ومطالبتها بتأجيل توجهها الى محكمة الجنايات الدولية لمقاضاة اسرائيل ومستوطنيها على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني كما طالبت سابقا، بل ان جريمة اليوم يجب ان تتصدر الاحداث وان تسرع من اجراءات ملاحقة اسرائيل ومحاكمة قادتها.
من المفترض ان يتخلى العالم عن لغة الانشاء ولغات الشجب والاستنكار حيث يقف العالم اجمع امام حقيقة ويجب الاعتراف بها وهي ان اسرائيل الدولة الوحيدة الباقية في العالم لا تعترف بقرارات الشرعية الدولية ولا في القانون الدولي ولم كان الاعتراف الدولي بإسرائيل قد نسب للقانون الدولي وجاء من خلال الشرعية الدولية فعلى اصحاب الشرعية وحماتها توجيه سؤالا واحدا مهما لإسرائيل اما ان تختار الشرعية وتلتزم بها واما تتخلى عنها الشرعية التي ساهمت في ولادتها لتبقى خارج القانون الدولي.

مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا