إسرائيل تدخل حقبة جديدة من خلال قمة النقب

لم يكن من الممكن تصور أن يكون هناك لقاء في إسرائيل يضم كبار الدبلوماسيين من أربع دول عربية قبل عامين، هذا يعني أن إسرائيل تسير على الخارطة الدبلوماسية بثبات.

تبعث قمة النقب برسالة واضحة أكثر من من أي وقت مضى أن إسرائيل ليست فقط جزء من المنطقة، بل هي لاعب رئيس في أعقاب الاجتماع الثلاثي المفاجئ بين رئيس الوزراء نفتالي بينيت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في شرم الشيخ الأسبوع الماضي. كما يجتمع أربعة من كبار ممثلي الدول العربية في سديه بوكير في صحراء النقب مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، مما يدل على تحول هائل في الشرق الأوسط.
على الرغم من أنه من الصعب معرفة ما يقال خلف الأبواب المغلقة في الاجتماع، إلا أن الاجتماع بحد ذاته رسالة مهمة. المكان مهم أيضًا، على الرغم من أنه بالتأكيد ليس رمزيًا مثل القدس، إلا أنه مع ذلك دُفن أول رئيس وزراء لإسرائيل ديفيد بن غوريون.

تعتبر قمة النقب مرحلة أبعد من الاعتراف بالدولة اليهودية وتطبيع العلاقات وتعزيز العلاقات. على الرغم من غياب المملكة العربية السعودية التي لا تقيم معها إسرائيل علاقات دبلوماسية، لكنها بالتأكيد ستتابع الحدث كما تفعل دول أخرى ولا سيما الأردن التي تربط القدس علاقات دبلوماسية كاملة معها منذ 1994.
الاجتماع هو تعبير آخر عن العصر الجديد الذي بدأ عندما وقعت إسرائيل على اتفاقيات إبراهام مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان في عام 2020. تظهر اجتماعات هذا الشهر التي يحضرها بينيت ولبيد أن العلاقات قائمة على أساس إسرائيل كدولة بغض النظر عن رئيسها السياسي كما قال بلينكين في مؤتمره الصحفي مع لابيد أمس “التطبيع هو الوضع الطبيعي الجديد”.

على الرغم من أن بلينكين ذهب إلى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتشدق بحل الدولتين، إلى أن القمة هي علامة أخرى على الانفصال بين إسرائيل والعملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين. هناك مخاوف أكثر إلحاحًا في المنطقة من القضية الفلسطينية، قد تكون أوروبا والولايات المتحدة بطيئتين في الاعتراف بهذا، لكن دول الشرق الأوسط تدرك ذلك جيدًا.

من بين المخاوف الحالية إيران واحتمالية إبرامها اتفاق نووي جديد لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 الذي بات وشيكًا حيث تمثل الصفقة الجديدة وفقًا للمبادئ التوجيهية القديمة تهديدًا أسوأ لإسرائيل ودول الخليج.

ليس من قبيل المصادفة أن بينيت غرد يوم السبت برسالة إلى الرياض يقول فيها: “دولة إسرائيل تعرب عن أسفها بشأن الهجوم المروع الذي شنه الحوثيون المدعومون من إيران على المملكة العربية السعودية. هذا دليل إضافي على أن عدوان إيران الإقليمي لا يعرف حدودًا ” مما يعزز القلق بشأن إزالة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الخارجية الأمريكية.

كما أن الغزو الروسي لأوكرانيا مدرج إلى حد كبير على جدول الأعمال حيث إن تأثير الحرب على المنطقة يشكل أزمة في الطاقة والنقص المتوقع في القمح والسلع الأخرى مصدر قلق فوري.

المصدر: صحيفة جروزالم بوست الناطقة بالانجليزية
ترجمة مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا