ذا هيل: هل سيتحدى الناتو بوتين ويسمح لفنلندا والسويد بالانضمام للحلف؟

لقنت الدول الصغيرة في أوروبا الولايات المتحدة والقوى الكبرى في حلف الناتو دروساً في الشجاعة الأخلاقية والرؤية الاستراتيجية، كما جاءت مقاومة أوكرانيا الملحمية بتكاليف بشرية ومادية واقتصادية هائلة، وعلى الرغم من تقديم الدول الغربية الكثير من الأسلحة إلا أنها غير كافية، ومن الواضح أن قدرات المعدات العسكرية التي تم بعثها لأوكرانيا من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تقتصر على صد الاحتلال الكامل من قبل القوات الروسية ولكن ليس طردها بالكامل من أوكرانيا، وفقاً للباحث جوزيف بوسكو في مقال نشره موقع ذا هيل، القريب من الكونغرس.

وبحسب ما ورد، بقيت فنلندا والسويد في وضع محايد طوال فترة الحرب الباردة وما بعدها، ولكن “جرائم” بوتين في أوكرانيا أدت إلى المطالبة بالانضمام لحلف شمال الأطلسي، وعلى الفور ردت موسكو بالقول إنه ليس من الممكن بعد الآن الحديث عن أي وضع غير نووي لبحر البلطيق، ولكن ديمقراطيات شمال أوروبا لا تبدو خائفة من التهديدات الروسية، وحسب ما قاله بوسكو، علينا الآن رؤية ما إذا كانت إدارة بايدن وقيادة حلف الناتو ثابتة.
وتأتي هذه التطورات في وقت حرج من إعادة التفكير الاستراتيجي، حيث أعلنت واشنطن في بروكسل عن استراتيجية جديدة للدفاع الوطني كما سيعلن الناتو عن مفهومه الاستراتيجي الجديد في يونيو.
وبالنسبة للدول التي تعتبر حاسمة للأمن القومي الأمريكي، فإن لدى واشنطن التزامات تعاهدية طويلة الأمد، وهذا يشمل جميع دول الناتو- “كل شبر” كما قال بايدن- وحلفاء أمريكا الخمسة في آسيا وأوقيانوسيا: اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والفلبين وتايلاند.

وتعتبر الديمقراطيات الأخرى مهمة لمصالح الولايات المتحدة ولكنها تفتقر إلى الالتزام العسكري الرسمي، وقد يتم الدفاع عنها أو لا يتم بشكل غير مباشر، وفي الواقع، تعاني تايوان تحديداً من سياسة الغموض الاستراتيجي الأمريكية، وكانت أوكرانيا قريبة من هذا الحال.
وقد أشار الأمين العام لحلف الناتو إلى قبول إدراج فنلندا والسويد ووعد بعملية انضمام سريعة، ولكن الاجتماع المقبل للناتو لن يكون قبل 29 يونيو، وقد أظهر بوتين أنه يستطيع التحرك بسرعة عندما يعتبر أن طموحاته مهددة ويرى فرصة لاتخاذ خطوة استباقية.
وربما يفكر بوتين في توجيه ضربة خاطفة إلى فنلندا والسويد، والحديث للباحث جوزيف بوسكو، وليس من الضروري للاستيلاء على هلسنكي أو ستوكهولم أو الإطاحة بالحكومات، ولكن لمجرد الاحتفاظ بقطعة كافية من الأرض لإشعال النزاع والإقصاء فعليا عن عضوية الناتو، حيث تقول قاعدة الناتو غير المكتوبة إنه لا يمكن لأي دولة في حالة صراع أن تتوقع قبولها طالما ظل النزاع قائماً لأنه سيؤدي تلقائياً إلى جلب القتال إلى الناتو بموجب تفويض الدفاع الجماعي للمادة 5.
والان تختبر فنلندا والسويد قناعات الناتو، حيث يعرف بوتين من التجربة أن تعجيل الصراع مع الطامحين الجدد سيكون الطريقة الأضمن لثني الحلف عن السماح لهم بالدخول.
ولم يعلق البيت الأبيض، وبدون شك، تفكر إدارة بايدن في نفس الخيار الذي تجنبه أسلافها الثلاثة بشأن أوكرانيا وجورجيا: مواجهة بوتين.

“القدس العربي”

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا