آمـنتُ بالـنـارِ لا إثـماً ومـعـصـيـةً (*)

نص الشاعر يحيى السماوي

( الى أحمد موسى سلامة : أول استشهادي فلسطيني ، والى آخر استشهادي لم يستشهد بعد )

_________

مُـسـافـرٌ عَــبَــرَ الــدنــيــا ولــم يَـجُــبِ

إلآ مــســافــةَ أجــفـــانٍ مــن الــهُــدُبِ

//

جازَ الخـلـودَ بـسـيـفِ الـعـزمِ يـشـحَـذُهُ

جَمـرٌ من الحِـلـمِ في ريحٍ مـن الغَـضَـبِ

//

تَــمـاثــلا عــنــدهُ فـي فِــقــهِ نـخـوتِــهِ

تـاجٌ من الـجِـلـدِ أو نـعـلٌ مـن الـذهَــبِ

//

رأى الـحـيــاةَ مَـواتـاً فـاســتـخــارَ ردىً

حَـيّـًا حـيـاةَ رفـيـفِ الـضـوءِ في الـشُّـهُـبِ

//

فَـصـاحَ بالأرضِ شُـقِّـي الـقبـرَ وانـتـظري

مـا سـوفَ تـحـصـدُ أضلاعي من الحَطَـبِ

//

وصـاحَ بـالـدهــرِ قِـفْ حـتـى يُـطِـلَّ غـدٌ

أمـي بــهِ تــتــبــاهــى بــابــنِـهــا وأبــي

//

مـشـى وفي دمِـهِ يـمـشي الـهـدى طَـلِـقـاً

مـشيَ الـيـراعِ يـخطُّ الحرفَ في الكـتُـبِ

//

سَــلَّ الـضـلــوعَ رمـاحًـا ثـمَّ فَـجَّــرَهــا

ما بـيـنَ مُـنـتَـهِـكٍ عِـرضـًا ومُـغـتَـصِـبِ

يـامُـنـقِـذي مـن وُحُـولِ الـعـارِ يـا بــطـلاً

جـازَ الـرجـولـةَ فـيـنـا وهو بـعـدُ صَـبـي :

//

أفــدي لِــنــعــلِــكَ قــاداتٍ وأنــظــمـــةً
مـا جَـيَّـشـتْ غيرَ أفـواجٍ من الـخُـطَـبِ

//

آمـنـتُ بـالــنـارِ لا إثـمًـا ومـعـصِــيــةً

فــقــد وُلِـدتُ حـنـيـفـاً طـاهِـرَ الـحَـسَـبِ

//

مـادامَ أنَّ حـديـدَ الــظـلــمِ تــصـهَــرُهُ

نـارُ الـجـهــادِ فـقـد آمـنــتُ بـالـلـهَــبِ

//

فاحرِقْ بها شـوكَ صهـيونٍ وعِـصـبَـتَها

حـتى يُـزالَ الـدجى عـن بيـتـنـا الـعـربي
*

تَـبَّ الـقـنـوطُ وتـبَّ الـعـفـوُ مـن سَـبَـبِ

لِـقــائِـلٍ دعْ لـهــيــبَ الــثـأرِ واجـتــنِـبِ

//

ما قـالُ ربُّـكَ إجـنـحْ لـلـســلامِ عـلــى

ذُلٍّ ولا كان أوصـى بالـخـنـوعِ نـبـي

//

جازَ الأسـى خـوفُـنـا حتى لقـد خَجِلـتْ

ســيـوفُـنـا مـن أيـاديـنـا بِـمُـضـطَـربِ

//

تـشـكو الـعـروبـةُ مـن غـيٍّ وقد ثُكِـلـتْ

شـهـامـةٌ واسـتـغـاثَ الـصدقُ بـالـكـذِبِ

//

أودى بـأمـتِــنـا الـحَـيــرى ربـابــنــةٌ

زاغـوا بـهـا بـيـنَ دَيـجـورٍ ومُـنـقَـلَـبِ

//

الـسـاهـرون ولـكـنْ فـي مـخـادِعِـهِـمْ

الـذائـدون ولـكـنْ عـن سَــنـا الـرُّتَـبِ

//

تـخَـشَّـبـوا كـكراسـيـهـم مـتى نـبـَضَـتْ

كرامةٌ في عروقِ الصخـرِ والخـشَـبِ ؟

//

كـبـيـرُهُـم فـي الـخـنـا والزيـغِ ” أبـرهـةٌ ”

أمّا الـصـغـيـرُ فـظِـلٌّ مـن ” أبي لَـهَـبِ ”

//

طبعُ الغصونِ على طبعِ الجـذورِ فهـلْ

تُـرجى الأصالةُ مـن مُـستَهجَـنِ الـنـسَـبِ ؟

//

آمـنتُ بالنارِ فـاحْـرقْـهم بِـمُـجـمِـرِهـا

لا تُـبـقِ من رأسِ صـهيـونٍ ولا ذَنَـبِ

//

إنْ لم نـكـنْ حاطِبي أشـلاءِ مُـغـتَـصِبٍ

دامي اليدينِ خبيثِ الـطـبـعِ نُـحـتَـطَـبِ

*

(*) القصيدة التي ألقيتها في مهرجان القدس الدولي الأول للشعر العربي الذي أقيم في بغداد يوم 26/4/2022

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا