الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمموفق مطر يكتب: دخان مناورات "حماس الإخوانية" السام

موفق مطر يكتب: دخان مناورات “حماس الإخوانية” السام

نعلم تماما أن يحيى السنوار الذي طالب القائمة الموحدة– أربعة أعضاء في الكنيست- وهم أعضاء مثله أيضاً في جماعة الإخوان المسلمين بالانسحاب من حكومة نفتالي بينيت، والكف عن تشكيل شبكة أمان لها، هو الأحرص على رجوع بنيامين نتنياهو إلى رئاسة حكومة منظومة الاحتلال، وأنه يقدم خدمة لولي نعمته الذي حرص بكل ما يتمتع به من صلاحيات على إيصال حقائب الأموال مصونة ومؤمنة إليه ولجماعته الانقلابيين الانفصاليين في غزة، وأن قضية المسجد الأقصى، قد اتخذها سنوار حماس ذريعة لإشهار تحالفه مع نتنياهو الليكود ومساعيهما لإسقاط حكومة نفتالي بينيت، التي ما كان ممكنا الإعلان عن تشكيلها في أول حزيران الماضي إلا بانضمام قائمة الإخوان المسلمين برئاسة (منصور عباس) ودعمها بأربعة أصوات في الكنيست!! أما حديثه عن كسر الحصار البحري وإنشاء خط بحري مع قطاع غزة –مشروع مطروح سابقا– فهو رسالة لبينيت، ولم لا، فقد يكون بينيت قد وافق على هذا المشروع لضمان استمرار حكومته، فيعزز بذلك نزعة الرغبة الانفصالية لدى رؤوس حماس المسيطرين على غزة بالحديد والنار، ولكن بعد مشاهد (عنتريات سنوارية) لإقناع البسطاء أن محور السنوار (المقاول) قد نجح في كسر الحصار البحري!
ما كنا نحتاج لكلام رئيس جماعة حماس في غزة يحيى السنوار لإدراك مخططهم الشيطاني لسرقة الرموز الوطنية بعد غطسهم وسباحتهم في وهم الاطمئنان على إخضاع الرموز الدينية لسلطانهم وتصرفهم بها كما تشتهي رغباتهم الدنيوية، فهم بعد نجاح نصيحة الإعلامي الإخونجي أحمد منصور بالسطو على علم جمهورية مصر العربية في ميدان رابعة، وبعد السطو على علم فلسطين الذي كان بالنسبة لهم مجرد قطعة قماش، ورفعوه بنسبة لا تزيد على واحد من الألف كرفع عتب، يحاولون اليوم السطو على رمز الفدائي والمناضل الوطني، رمز الثورة الفلسطينية المعاصرة، على شخصية القائد الشهيد الرئيس ياسر عرفات، واستغلال اسمه ومكانته في ذاكرة وعواطف الشعب الفلسطيني، رغم إدراكهم أنهم قد رسخوا صورة سوداوية عن أبو عمار –رحمه الله- في ذاكرة أفراد جماعتهم عن سابق تصميم وترصد! وما رشقة (1111) صاروخ باسم أبو عمار إلا (فيلم كرتون) يسوقه السنوار، لأنه يعلم أو يجب أن يعلم أن ياسر عرفات أبو عمار كان زعيما على قدر عالٍ من المسؤولية الوطنية، وحدويا، وطنيا، يهتم بحياة وأمن استقرار كل مواطن، ويتألم لألمه ويفرح لفرحه، على عكسه تماما وعكس رؤوس جماعته الذين لا يرون في المواطن الفلسطيني إلا مادتهم الرئيسة للاستثمار لدى دول إقليمية، يتكسبون من نزيف دمائه ودمار أرزاقه، فأبو عمار لم يكن فئويا عصبويا متطرفا، ولم يستخدم الدين لتحقيق مكاسب دنيوية سلطوية، ولم يختصر الوطن في غزة، حتى عندما أبرم اتفاقا مع الاحتلال، كان مشهودا وعلانية، وليس سرا، فالسنوار الذي اعترف بتعزيز صلات وخطوط مواصلات الجماعة سرا مع رأس حكومة منظومة الاحتلال العنصري نتنياهو، لا يحق له ذكر اسم ياسر عرفات على لسانه، فرؤوس حماس، فرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين، يمتلكون مهارات في الخطاب، ورشق “صواريخ الكذب” و”القذائف الخبيثة” في فضاء المنصات الدعائية، واستغلالها في عمليات تجارة سياسية يبيعون الرموز الدينية والوطنية بأثمان بخسة، وفوق كل ذلك، يستصغرون عقل المواطن الفلسطيني، ويستخفون بروحه ودمه وحياته وماضيه وحاضره ومستقبله، ولا يتورعون عن تكرار إسطواناتهم المشروخة بقصد إنهاك الوعي الوطني، وإيصاله إلى حافة الهاوية، ليسهل على منظومة الاحتلال استكمال المهمة! لكن ذخيرتهم طائشة (للفرقعة) فقط، لأن مصمم ومخطط رشقاتها أعمى القلب والبصيرة، لا يرى ولا يريد أن يرى إلا استمرار الخط الساخن مع توأم جماعته الاخوانية (منظومة الاحتلال الاستيطاني العنصري- إسرائيل) وشهادات الاستحسان المرفقة بالشيكات المليونية ممن اخترعوا يوما سنويا للقدس، لا يقدمون فيه إلا اللطم والحسرة على الشعب الفلسطيني المهدور دم أطفاله شبابه ورجاله ونسائه!
تحدث السنوار بفهلوية عن جبهة وطنية فلسطينية مقاومة لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس، ويقصد إنشاء بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، فهذا استغل الأحداث والقضايا الوطنية ليظهر رغبة جماعته الجامحة في سرقة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويهدد بالسيف إذا –لاحظوا إذا!- تعرضت القدس أو الضفة للخطر، وكأن مكانا ما على أرض الوطن ليس بخطر! وقال: “إن سيفه لن يرجع إلى غمده أبدا حتى التحرير والعودة”، فيذكرنا بمسيرات العودة، حيث ارتقت أرواح مئات الشباب، وجرح الآلاف وبترت أطراف المئات أيضا، التي أنهتها جماعته (حماس) بسترات برتقالية وتنسيق واتصالات مباشرة ورسائل مع نتنياهو، أما البالونات الحارقة، فكانت عمليات ابتزاز لمصدر الأموال عندما تتأخر عليهم حقائب العمادي!

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا