الرئيسيةتقاريرصحافةكيف يمكن تفادي انزلاق أوكرانيا إلى حرب عالمية؟

كيف يمكن تفادي انزلاق أوكرانيا إلى حرب عالمية؟

تزايد بشكل خطير في الشهرين الأخيرين استخدام عبارة “حرب عالمية”، إذ إن إدارة الرئيس جو بايدن تتحدث عنها باستمرار، وزعماء الجمهوريين في الكونغرس يحذرون منها أيضاً. والولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون -من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المستشار الالماني أولاف شولتس الذي تولى مهامه منذ فترة قصيرة، أبدوا قلقاً على المستوى نفسه.
وفي الجانب الروسي، هناك ترداد للعبارة بغزارة لوصف كل شيء من العقوبات إلى إرسال الأسلحة إلى غرق الطراد موسكفا. ومن أجل تعزيز تهديداتهم فإنهم يرفقون عبارة “الحرب العالمية” بقرقعة الاختبارات الصاروخية وإجراء المناورات النووية.

تحفيز الحذر

و كتب رالف إس. كوهين في موقع “ذا هيل” الأمريكي أن الغرض من وراء الحديث عن نزاع عالمي هو تحفيز الحذر واتخاذ خطوات متعقلة في السياسة، وخصوصاً أن الخوف من إبادة نووية عالمية، يجب أن يثير جهوداً منسقة من كل الأطراف لإبقاء النزاع الأوكراني محدوداً. ومن الناحية العملية، فإن التركيز على التصعيد -عوض ضمان هزيمة روسيا- أحدث تأثيراً عكسياً، وأدى إلى تعبئة من أجل إرسال المساعدات إلى أوكرانيا، مما جعل صورة الأمن العالمي أكثر عرضة للخطر.
وسعت الولايات المتحدة مع حلفائها إلى منع حرب عالمية من طريق فرض حدود ذاتية على دعمهم لأوكرانيا عام 2014، ورسمت إدارة الرئيس الأمريكي سابقاً باراك أوباما خطاً بين المساعدة العسكرية الفتاكة وتلك غير الفتاكة. وخلال النزاع الأخير، فإن إدارة بايدن قالت أول الأمر إنها ستزود أوكرانيا أسلحة “دفاعية” عوض الأسلحة “الهجومية”.

خيار التدخل العسكري

وفي وقت لاحق، ميزت الإدارة بين الأسلحة “الخفيفة” و”الثقيلة”. وطبعاً، استبعدت خيار التدخل العسكري عن الطاولة. وحتى الآن، لم يصمد إلا هذا الخيار. أما الخطوط الأخرى فقد انطمست إن لم يكن قد امحت تماماً.
ومعظم هذا الانطماس للخطوط حدث نتيجة الممارسات الروسية، وتحديداً أتى كرد على هذه الممارسات. أن ضبط النفس الغربي لم يجد مقابلاً. ذلك، أن روسيا أحجمت فقط عن محاولة السيطرة على كييف وإسقاط النظام بعدما هزمت في المعركة بمساعدة الاسلحة الغربية. وفي الوقت نفسه، زادت الاتهامات لروسيا بارتكاب مجازر، من ضغط الرأي العام على الحكومات الغربية كي تتحرك بشكل أكثر نشاطاً لوضع حد للنزاع.
وفي هذه الاثناء، فإن الكثير من حدود التصعيد التي يتم تجاهلها الآن، تفتقر إلى أرضية تحليلية. وعلى وجه التحديد، فإن التركيز على الأسلحة الدفاعية، وليس الهجومية، لم يكن منطقياً. وعلاوة على ذلك، فإن روسيا هي التي هاجمت أوكرانيا وليس العكس، ولذلك، فإن كل سلاح يزود به الغرب أوكرانيا يمكن أن يعتبر دفاعياً. كما أن عدد سكان أوكرانيا هو أقل من نصف عدد سكان روسيا، و11 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي. وتالياً، فإن أي تحولات قد تطرأ على النزاع الجاري، لن تشكل فيه أوكرانيا خطراً جدياً على روسيا في المستقبل.
وفضلاً عن كل ذلك، لا توجد أسلحة “هجومية” في مقابل أسلحة أسلحة “دفاعية”. وكان ونستون تشرشل يقول إن كل الأسلحة يمكن أن تستخدم كوسائل للدفاع أو للهجوم.

طلب النجدة

وبتهديدها المتواصل بالسلاح النووي، تتحول روسيا إلى ذاك الصبي الذي يطلب النجدة لتفادي هجوم الذئب، مما سيجعل الغرب يصاب بالخدر حيال مثل هذه التهديدات، وغير قادر على التمييز بين الخطوط الروسية الحمراء الفعلية وتلك التي تطلق لمجرد التهديد.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مؤخراً إن هدف الولايات المتحدة هو رؤية “روسيا ضعيفة إلى درجة لا تعود قادرة معها على فعل أشياء كتلك المماثلة لغزو أوكرانيا”. هذا الكلام أثار جدلاً- لكنه يعتبر سليماً من الناحية الاستراتيجية. إن استراتيجية المساعدات المحدودة على أمل أن تقابل روسيا ذلك بخطوات من قبلها قد أخفقت في الوصول إلى خفض التصعيد.
وفي نهاية المطاف، فإن الإستراتيجية الأفضل لمنع حرب عالمية في المستقبل، ربما لا تكمن في إدارة التصعيد، وإنما في إلحاق الهزيمة بروسيا في النزاع الحالي.

موقع 24 الاماراتي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا