الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتثائر.. شهيدا عند مدخل مدرسته

ثائر.. شهيدا عند مدخل مدرسته

أصرت أن يسجى على سريره، نظرة إليه وقالت: هذه آخر مرة يمّا في غرفتك.

طلبت والدة الشهيد الفتى ثائر خليل مصلط اليازوري من جموع المشيعين أن تبقى مع نجلها في غرفته لوحدهما، قبل الرحيل الأخير عن البيت.

جلست على السرير المحاذي لسريره، وقالت كلاما لا يفهم ولكنه يرى، لم تذرف دموعها قط، كانت مصدومة منهارة، ومن خلفها أطفالها الثلاثة الذي يقفون في ظهرها، يبكون شقيقهم، فيما تطلب منهم عدم البكاء، وتصرخ: “ثائر شهيد يمّا”.

يدرس ثائر (16 عاما) في المدرسة الهاشمية الثانوية بمدينة البيرة، بالصف العاشر الأساسي، وتقع مدرسته على بعد أمتار قليلة من مستوطنة “بسجوت” المقامة على أراضي البيرة.

أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي تجاه الطلبة المغادرين للمدرسة التي تقع في منطقة جبل الطويل عند الساعة التاسعة والنصف صباحا، وأصيب في بداية الأمر أحد الطلبة بالرصاص الحي بالقدم، احتمى الطلبة في بناية قريبة.

وخلال هروب الطلبة من قناصة الاحتلال سقطت حقيبة ثائر، عاد ليأخذها غير أن جندي أصابه بشكل مباشر بالرصاص الحي في الصدر، لتخرج من الظهر.

حمله رفاقه بسيارة مدنية إلى المستشفى، ووصل بعد دقائق ليعلن عن ارتقائه متأثرا بجروحه الحرجة.

يقول صديقه أحمد ناصر: “كنا عند مدخل المدرسة، وفجأة هاجمنا جنود الاحتلال بالرصاص الحي وقنابل الصوت، كل منا هرب باتجاه، وآخر لحظة رأيت فيه ثائر بينما كان يسقط على الأرض، ثم أصدر صوت أنين خفيف”.

يتابع: طيلة الطريق إلى المستشفى كان يئن، وأنا أطلب منه النطق بالشهادتين، كان يحرك شفتيه من دون صوت، بينما كان ينزف دما من فمه دون توقف”.

جاء أحمد، بعد أن وُضع ثائر في غرفة ثلاجات الموتى إلى والدته الثكلى الجاثمة عند المدخل المفضي إلى تلك الغرفة، حاملاً لها هاتفه.

شدته، وسألته عن آخر لحظات ثائر، ماذا سألته؟ وهل تألم عند إصابته؟، أم رحل سريعا؟ ثم راحت تتفحص هاتف نجلها وتضمه إلى صدرها.

يشير صديقه أحمد، إلى أن ثائر الذي احتفل بعيد ميلاده الـ16 الشهر الماضي، كان يرتدي عند استشهاده قميصا مطبوعا عليها صورة للشهيد عبد الله الحصري الذي ارتقي برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الأول من شهر آذار/ مارس الماضي بمخيم جنين.

ثائر هو الابن البكر للعائلة التي تقطن حي البالوع بمدينة البيرة، وله شقيق أصغر منه، وثلاث أخوات، وجميعهم بالصفوف الابتدائية.

تتعرض مدرسة الهاشمية الذي يفصلها شارع عن مدخل مستوطنة “بسجوت”، لاعتداءات متكررة من قبل جيش الاحتلال، حيث أنه يتعمد إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الصفوف المدرسية، ما يعرض عشرات الطلبة للاختناق.

عقب ارتقاء الشهيد ثائر اليازوري، طالبت وزارة التربية والتعليم، المنظمات والمؤسسات الحقوقية بوقف جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا، والطلبة والأطفال، مشددة على ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم أمام المحاكم الدولية.

ودعت “التربية”، كافة الجهات الدولية والحقوقية والإنسانية والمدافعة عن التعليم إلى التدخل العاجل والفوري، وتحمل المسؤوليات إزاء هذه الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية، والتي باتت تشكل تهديداً صارخاً للتعليم، ولحق الطلبة في نيل تعليم حر، وآمن، ومستقرة أسوة بطلبة العالم.

يذكر أنه في الثامن من الشهر الجاري، ارتقى الطالب معتصم محمد عطا الله في الثانوية العامة من مدرسة الزير الثانوية بمديرية تربية بيت لحم، وفي التاسع عشر من الشهر الماضي، ارتقت الشهيدة حنان عباس طالبة الثانوية العامة في مدرسة بنات الخنساء الثانوية بقرية فقوعة بمحافظة جنين.

ووفق وزارة التربية والتعليم، فإنه خلال العام الماضي ارتقى 15 شهيداً من صفوف الطلبة، وأصيب نحو ثلاثة آلاف طالب، فيما اعتقل المئات منهم.

وفا- إيهاب الريماوي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا