الرئيسيةمختاراتمقالاتإسرائيل وواقع الهروب إلى أعلى

إسرائيل وواقع الهروب إلى أعلى

بقلم: د. حازم قشوع

قرر بيت القرار الاسرائيلي الهروب الى الاعلى بافتعال أزمة حكومية تخلصه من تبعات الزيارة التي سيقوم بها جو بايدن للمنطقة تاركا بذلك خياراته مفتوحة ازاء تعاطيه مع ازمته التي وضع نفسه بها بعدم مصالحته مع ذاته، فهو يريد الاستمرار بقانون الطوارئ ليهودا والسامرة والذي بموجبه يسيطر على كل مرافق الحياة بالضفة الغربية ويذعن الاستمرار بالتمدد الاستيطاني ويقوم بتهويد القدس ويعمل على ضمن جغرافية الضفة الغربية “لدولة اسرائيل” على الرغم من تعهداته للادارة الامريكية ودخوله في محيطه العربي .
فعندما اقدم بيت القرار الاسرائيلي من الدخول بسياسات تطبيعية غير محسوبة النتائج مع محيطه العربي، جعله يكشف حجم اسرائيل الحقيقي أمام المحيط العربي، فبانت انها دولة عادية غير قادرة حتى على مجارات القوة العربية الصاعدة في السعودية ومصر التي اصبحت على مشارف الدخول للنادي النووي، ودخول الاردن كمركز عسكري يشكل العنوان والبديل للتواجد الامريكي في المنطقة، وهذا من المفترض ان يجعل بيت القرار باسرائيل يعيد حسابته من واقع اعادة قراءته للمشهد العام والمعطيات بداخله.
نفس المعطيات باتت تشكل معادلة جيوسياسية جديدة قد تعيد تشكيل نظام الضوابط والموازين لا سيما بعد الزيارة الناجحة التي قام بها ولي العهد السعودي للقاهرة وعمان، والتي اوجدت ارضية عمل صلبة لعودة نظام المشرق العربي بحلة قوية قادرة على بناء حماية ذاتية ورافعة اقليمية عبر نادي جدة الذي سيجمعها مع الرئيس بايدن في منتصف الشهر المقبل.
قرار بيت القرار الاسرائيلي بالتضحية بائتلاف حكومة “بينت _لبيد” عبر الدعوة لانتخابات، هو قرار يحمل رسالة احتجاج للادارة الامريكية كونه جاء على وقع عدم تمديد قانون الطوارئ “بيهودا والسامرة”، لكنه سياق يؤكد على جدية الرئيس بايدن وعزم ادارته بتخطي عقبات المصالح الضيقة التي يقف عليها بيت القرار الاسرائيلي لصالح المشروع العام الذي سيتم الاعلان عنه في مؤتمر جدة القادم .
هذا كله، من المفترض أن يجبر بيت القرار الاسرائيلي من لفظ نتوءات نتياهو والتخلص من اسقاطات كوشنير، والنظر بواقعية لاحلام عودة ترامب الذي يحاكم مع دخول ورقة بامبيو ورقة بديلة في الحزب الجمهوري بعدما استمال “حزب الشاي” لصفه واخذ كعبه يعلو في داخل اروقة الحزب الجمهوري وهو شخصية امنية تعد مناوئة لهذا التيار .
من هنا، كان على بيت القرار الاسرائيلي التخلص من نتياهو ونهجهه حتى يتسنى له الدخول بطريقة طبيعية في المشهد الاقليمي ورضوخه للجمل السياسية والامنية التي تفرضها القيادة المركزية الوسطى دون تنمر وإلا فالرئيس بايدن قد يتخذ قرارات تجعل من زيارته لاسرائيل غير واردة او تأخذ مسارات اخرى جراء هذه الرسائل الاحتجاجية الممجوجة التي أرسلها بيت القرار الاسرائيلي للادارة الامريكية والتي تعتبر عن أزمه ذاتية من المهم إعادة تأهليها حتى يتمكن من التعاطي معها دون ادخال المنطقة بحالة من الشد يصعب التنبئ بنتائجها .
اسرائيل التي اصبحت تقاد أمنيا من المجلس القومي الاسرائيلي برئاسة “إيال حولاتا” المرتبط “بسنتكوم الامريكية” وكأنها مربوطة من أعلى نتيجة وقوعها تحت الوصاية الامريكية في الظرف الحالي على حد تعبير بعض المحللين والى وقت غير معلوم، وذلك مع اختيار يائير لبيد لرئاسة الحكومة والذي من المنتظر ان يشكل الحكومة الانتقالية بعد قرار الكنيست بحل نفسه والدعوة لانتخابات مبكرة، حيث ينتظر ان تطول فترة حكومته الى ما بعد اجراء انتخابات الكنيست في اكتوبر تشرين القادم بسبب عدم تمكن الائتلافات الحزبية من تشكيل حكومة اقرارية، وهذا ما يجعل من اسرائيل ترتبط برباط أمني يحملها من أعلى ويضبط ميزان حركتها من خلال منظومة “سنتكوم الامريكية” وتعمل من على وقع حكومة تصريف أعمال لا تمتلك فيه أرض القرار نتيجة هروب بيت القرار للأعلى وهي الجملة الخبرية التي جاءت بالرد على ممارسات نتياهو المرفوضة من بيت القرار الامريكي.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا