الرئيسيةمتفرقاتثقافةيوميات معرض فلسطين للكتاب (2)

يوميات معرض فلسطين للكتاب (2)

اليوم الثاني/ الخميس 15/9/2022
الكاتب والباحث/ ناهض زقوت

صباح الخير هدى، صباح النور لأهل غزة الأعزاء، كيف أصبحتم؟. تمام لم نشعر بفرق بين غزة ورام الله فنحن وطن واحد لن تفرقنا السياسة أو الجغرافيا. هدى حجو ابنة غزة تعمل في وزارة الثقافة، بعد أن كانت تعمل في مسرح الطفل الفلسطيني، ولها نشاطات نسوية وثقافية عديدة، قال عنها ناصر الرفاعي جنرال المعرض، وهي بحق جنرال وتعرف جيداً كيف تقوم بواجبها، كانت آخر المغادرين من الفندق إلى بيتها بعد أن تطمئن أننا دخلنا إلى غرفنا للنوم، وفي الصباح نجدها جالسة في مكان عملها ترتب أوراقها وتنظم فعاليات المعرض للزوار، وسؤالها الدائم هل ينقصكم شيء؟.
صباح الخير يا هدى.
قال هدى: بعد الافطار، الوزير د. عاطف أبو سيف ينتظركم عند العاشرة في مكتبه بالوزارة.
تجمع كتاب غزة على مائدة الافطار، وعند التاسعة والنصف كانوا جاهزين لركوب الباص الذي سيقلهم إلى مبنى وزارة الثقافة الفلسطينية، للقاء الوزير برفقة الأخ العزيز بسام حسونة ممثل وزارة الثقافة في غزة والذي رافقنا في الزيارة من غزة إلى رام الله.
عند وصولهم لمبنى الوزارة كان هناك من يستقبلهم في قاعة صالح علماني بالوزارة، دقائق وحضر الدكتور عاطف أبو سيف مرحباً بوفد كتاب غزة وأدبائها، وتحدث عن نشاطات الوزارة، وعن الدعوات التي وجهت للضيوف سواء من غزة أو من خارج فلسطين، وعن المعرض ودور النشر المشاركة، وبعد القهوة والضيافة، دعا د. عاطف الوفد للصعود إلى الدور الخامس حيث مكتبه لاستضافة الوفد بما يليق به في مكتب وزير الثقافة، وهناك تمت ضيافة الوفد بالقهوة العربية مرة أخرى، وتم نقاش مع الوزير حول الهموم الثقافية ورؤيتهم للمعرض، وبعدها تم التقاط الصور التذكارية مع الوزير.
بعد ساعتين غادر الوفد مبنى الوزارة، واستقلوا الباص متوجهين إلى أرض المعرض، ولكن قبل زيارة المعرض طلب الوفد زيارة ضريح الشهيد الرمز ياسر عرفات لقراءة الفاتحة، وكذلك زيارة متحف ياسر عرفات الذي يضم مقتنياته.
ذهبت معهم لزيارة الضريح والمتحف، ولكنني لم أذهب معهم للمعرض فقد عدت للفندق، حيث كنت متواعدا مع الكاتبة الروائية المبدعة خالدة غوشة للقاء في الفندق. الكاتبة خالدة غوشة هي الكاتبة الأجمل في الأبداع .. عشر روايات .. وتمثيل أفلام .. وكتابة قصص، وما زال العطاء الأدبي والفني صاعدا نحو المجد.
الصديقة الأروع في الحياة .. تحتضن القدس في عروقها.
تبني عالماً من الخيال بلغة مفعمة بالجمال والإنسانية.
كان لقاء جميلاً .. جلسنا في ردهة الفندق وتبادلنا الحديث في الابداع والثقافة والأدب، وعن أعمالها الفنية وآخر ابداعتها الأدبية، وشربنا القهوة، وتناولنا طعام الغداء معا في الفندق، وأهدتني مجموعة من رواياتها. وبعدها ركبت معها في سيارتها إلى المعرض، حيث تجولنا في أقسام المعرض، والتقينا الصديق العزيز الدكتور ايهاب بسيسو، والكاتبة سهاد السايح، وبعدد آخر من الكتاب والكاتبات، وتجولنا بين أقسام المعرض ودور النشر، وشهدنا حفلات توقيع كتب وروايات، بقيت في المعرض فترة طويلة، ولكن الفراق لا بد منه .. وافترقنا .. ركبت سيارتها وغادرت إلى القدس، وبقي إهداء رواياتها شاهداً على لقاء مفعم بالجمال.
كان باص الوزارة الذي يأتي يومياً إلى الفندق لينقل وفد غزة إلى المعرض، يقطع مسافة طويلة بين الفندق ومكان المعرض فلم يكن هناك امكانية لدي كتاب غزة ترك المعرض والانطلاق إلى مكان آخر، لذا كانوا ملتزمين بالمعرض حتى وصول الباص، وبعد عودتهم إلى الفندق، هناك من انطلق نحو شأن خاص به أو زيارة صديق، أو الذهاب إلى ميدان المنارة للتجول في السوق.
في الرابعة والنصف يوميا تطلبت الأخت هدي الباص لنقل وفد كتاب غزة إلى المعرض، فينطلق الباص يجوب طرقات رام الله ومنحدراتها نزولاً، ومن ثم صعوداً، وذلك للطبيعة الجبلية المقامة عليها مدينة رام الله، حتى الوصول إلى قرية سردا المقام على أرضها مبني المكتبة الوطنية وهي قصر وتحفة معمارية في غاية الفخامة والروعة، وتحتض إلى جوارها في خيمة أعدت خصيصاً لتضم معرض فلسطين الدولي للكتاب، تحت شعار “فلسطين تقرأ”، وقسمت الخيمة إلى اقسام منظمة ومرتبة، كل قسم يضم داراً للنشر تعرض كتبها ودراستها للجمهور الكبير الذي يؤم المعرض.
أثناء تجوالنا التقينا الأخ الكاتب أحمد غنيم، والأخ عيسى قراقع رئيس المكتبة الوطنية، والعديد من الكتاب والادباء. وشهدنا حفل توقيع ديوان “عربية وفاكهة الغربة” للشاعرة الدكتورة ميساء الصح والتي أهدتنا نسخة من ديوانها.
عند الساعة الخامسة بدأت فعاليات صالون غسان كنفاني في خيمة كبيرة إلى جوار المعرض، بالندوة الثقافية حول “المكتبة الوطنية ودورها في حفظ حقوق الملكية الفكرية”، وتحدث فيها عيسى قراقع رئيس المكتبة الوطنية، والباحثة رندة كمال، وأدار اللقاء الكاتب فواز سلامة. استمرت الندوة ساعة ونصف الساعة. وبعدها كانت ندوة “الرواية العربية في ميزان الجوائز العربية والدولية” والتي تحدث فيها الروائي أحمد أبو سليم، والكاتب مفلح العدوان (الأردن)، والكاتب حجي جابر (أريتيريا)، والكاتب والباحث ناهض زقوت، وأدار اللقاء الدكتور عدوان عدوان.
وبمناسبة مشاركتي في الندوة، اتصلت بي وأنا في غزة الأخت عواطف من وزارة الثقافة لتهنئني بحصولي على تصريح للمشاركة في معرض الكتاب، ودعتني للمشاركة في إحدى ندوات المعرض، وطرحت علي عدة خيارات، وجميعها كنت قادراً على التحدث فيها، ولكنها أرست أفكارها على المشاركة في ندوة الرواية والجوائز، فوافقت.
وبعد ندوتنا وفي حدود الساعة الثامنة كانت الأمسية الشعرية التي شارك فيها الشعراء: عبد الله صديق (المغرب)، وسميح محسن، ومحمد النجار (تونس)، ومنعم الفقير (العراق)، ومن وفد غزة الشاعرين سليم النفار، وناصر عطا الله، وقدم الأمسية الشاعر حسن قطوسة. كانت أمسية جميلة ورائعة، وأبدع شعراء غزة وتألقوا.
لقد كان كتاب غزة وأدبائها وشعرائها محل اهتمام وتقدير من كل الكتاب العرب والفلسطينيين، حتى أصبح لدينا شعور أن وفد غزة هم الملائكة الذين هبطوا في المعرض والكل يحتفي بهم،
غزة حاضرة بكل عنفوانها الأدبي والثقافي في كل ميادين المعرض من دور نشر ومؤلفات لكتاب من غزة، ونخبة من الكتاب والأدباء تضم جيلين من الكبار والشباب الذين امتزجوا فلم تشعر إلا أنك أمام مبدعين فلسطينيين يساهون في رسم ملامح المشهد الثقافي الفلسطيني.
يتبع،،،
غزة: 23/9/2022

للاطلاع على يوميات معرض فلسطين للكتاب (1) اضغط هنا

أخبار ذات علاقة

1 تعليق

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا