تعتبر استراتيجية الرئيس بايدن للأمن القومي الأمريكي، التي اعلنها في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، بمثابة امتداد لاستراتيجيات الهيمنة الامريكية وسياسات القطب الواحد، التي انفردت بها واشنطن منذ انهيار المنظومة الاشتراكية السوفييتية عام 1991، وهي بمثابة خارطة طريق تقليدية، تُقسم واشنطن من خلالها العالم الى فسطاطين: الدول الحليفة والدول الاستبدادية. فالاولى، تحصل هذا التصنيف الرفيع المستوى، في حال دافعت عن المصالح الامريكية، حتى لو كان ذلك على حساب استقرارها الداخلي ورفاهية شعوبها واستقلالية وسيادة ورفاهية الشعوب الأخرى، بالتزامن مع استمرار تقديمها لكل ما هو مطلوب منها من اجل استمرار رفاهية الشعب الامريكي. وبغير ذلك، سيتم إدراج الدول من الصنف الآخر الرافض للهيمنة الامريكية، على لائحة الدول الاستبدادية المعادية للديموقراطية، وحقوق الانسان والمخالفة للقوانين والقرارات الدولية… وستخضع هذه الدول للابتزاز الدائم من قبل واشنطن، بإستخدام مواردها الهائلة، بما فيها القوة العسكرية، بهدف إخضاعها. ضمن هذه المفاهيم، فإن كل من موسكو وبكين بإعتبارهما، حسب الرؤية الأمريكية، نظامين “استبداديين كبيرين”، وطهران وبيونج يانج نظامين متمردين “اصغر”، تنطبق عليهم مواصفات الدول المستبدة والدكتاتورية. بينما تعتبر اسرائيل الدولة الاستعمارية الاستيطانية، المُحتلة لإقليم دولة أخرى، والمتنكرة للشرعية الدولية، اصلا استراتيجياً، وان تطبيع العلاقات معها سوف يفضي الى مزيد من الامن والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الاوسط
لتحميل الملف المرفق إضغط هنا
