بين الحبل والدلو (2 من 2) كتب سعدات بهجت عمر

بعد اعتماد الزعماء العرب على خط أساسه تأجيل حل التناقض مع العدو الإسرائيلي المُحتل لم تنجح أية قوة عربية!!! بما فيها جامعة الدول العربية وقممها في إخراج القضية الفلسطينية من وضعها الداخلي ولكن جيرتها إلى الأوجه الخارجية للموقف الإمبريالي الأمريكي الصهيوني من التطورات الداخلية للمجتمعات العربية التي زحفت على أربع للتطبيع مع العدو الإسرائيلي. بالرغم من إن القضية الفلسطينية كفرع من المسألة القومية الأعم وكجزء مركزي من التناقض مع الإمبريالية. بهذا المعنى لن تجد القوى العربية ممثلة بأحزابها القومية التقدمية والوطنية والإسلامية وليس الإسلاموية مهرباً من القضية الفلسطينية فهي إن تصدت للمشكلة القومية، وجدت أمامها القضية الفلسطينية، وإن تصدت للمشكلة الدينية، وجدت أمامها فلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين أرض الإسراء والمعراج والمحشر والمنشر وإن تصدت أولاهما :
اذا كانت الامبريالية الأمريكية تحول كما من قبلها الإمبراطورية البريطانية حولت القضية الفلسطينية إلى عامل مساعد في يدها لمواصلة التآمر عليها فماذا تفعل السلطة الفلسطينية التي تُباطح لوحدها أعتى الأعداء المتآمر ين ومن هم بين ظهرانينا لكي تنزع هذا السلاح وتُحوله إلى عامل لصالح شعبنا وضدها أي إسرائيل وأمريكا خوفاً من صدور عشرات الوعود والقرارات على شاكلة قرارات ترامب.
ثانيهما : إذا كانت قضيتنا الفلسطينية قادرة على كبح وحدتنا. فماذا نفعل لكي نحولها إلى عنصر من عناصر التحفيز للوحدة العربية التي تفشل دائماً بسبب برنامج اسرائيلي هادف لعدم نجاح الوحدة الفلسطينية وبالتالي عدم نبذ الإنقسام هاتان مسألتان ليستا من طبيعة نظرية. بل هما عمليتان حتى العظم وهما ليستا عمليتين بمعنى أن حلهما ممكن مرة واحدة. بل هما عمليتان بالمعنى الآخر الذي لم تمارسه السياسة العربية حتى الآن ولو في الأحلام. وآخر فشل دعوة الجزائر للمُصالحة. فقد كانت هذه السياسة تعتقد أن تحرير فلسطين سيأتي بعد سلسلة من الاستعدادات تمهد له وتكون شرطه اللازم والضروري. فمن المعروف أن قضية فلسطين هي جزء من ثورة عربية معادية للإمبريالية وإسرائيل، وأن هذه القضية هي روافع النضال العربي من أجل الوحدة. إن السياسة الراهنة من بعض الأنظمة العربية تقوم على فصل القضية الفلسطينية عن الأوضاع الداخلية للأنظمة والمجتمعات العربية. أما السياسة المستقبلية الطموح فيها أن تقوم على دمج القضية الفلسطينية بالأوضاع الداخلية العربية لوقف هرولة التطبيع مع العدو الإسرائيلي وربطها بالقضية الفلسطينية إلى أبعد حد وأكبر درجة بحيث تنشأ بينهما تلك الوحدة العضوية الوثيقة التي تقوم في العادة بين مهمات الأمة العربية من أجل الوحدة والسلطة الفلسطينية من أجل التحرير والعودة كيما تُصبح كل واحدة منهما شرطاً للأخرى تفترضها وتتحقق بها، وهذا ليس ضرباً من الخيال.

للاطلاع على بين الحبل والدلو(1 من 2) اضغط هنا

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا