مقابلة وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي مع صحيفة ريا نوفستي الروسية

أجرت صحيفة ريا نوفستي الروسية مقابلة مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، نص المقابلة:

سؤال: زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مؤخرا فلسطين وإسرائيل. ما هو سبب هذه الزيارة ؟ هل تمكنت القيادة الفلسطينية من الحصول على أي وعود منه لتهدئة الوضع؟
وزير الخارجية الفلسطيني: الشهر الماضي يناير كان دمويا بالنسبة للفلسطينيين، استشهد 35 شخصا. وأظهرت المذبحة في جنين ما يمكن توقعه من إسرائيل، وجاء الأمريكيون ليروا الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتهدئة الوضع. قلنا لهم أن يتوجهوا إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة المسؤولة عن التصعيد والتي دعت إلى المواجهة وقتل الفلسطينيين. وقال بلينكين إنه تحدث إلى الإسرائيليين وإنه يجب على الجانبين بذل قصارى الجهد لخفض التصعيد، لكنه غادر المنطقة دون أي عمل أو اتفاق ملموس. وهذا يعني أننا لن نرى فرصة لتهدئة الموقف في المستقبل القريب.

سؤال: هل تحدث بلينكن مع القيادة الفلسطينية بشأن العملية العسكرية الروسية الخاصة؟
وزير الخارجية الفلسطيني: لم يطرح هذا الموضوع في الاجتماع الأخير، لكنه حاول في اجتماعات سابقة إقناعنا بإدانة تصرفات روسيا، ويبدو أنه أدرك أنه لا يستطيع تحقيق ذلك. لقد فهم موقفنا، وأدرك أن مطالب التغيير لن تؤثر على أي شيء، فحاول تجنب الإحراج في هذا الشأن ولم يطرح هذا الموضوع مرة أخرى.

سؤال: هل يضغط الغرب على السلطة الفلسطينية لإدانة تصرفات روسيا؟
رياض المالكي: الضغط علينا مستمر. لكن في كل مرة يثير فيها بلد ما هذه المسألة، ونحن نعطي إجابتنا، لذا توقفوا عن فعل ذلك. ففي الأسبوع الماضي كنا في بروكسل، التقى رئيس الوزراء الفلسطيني مع 27 وزير خارجية من الاتحاد الأوروبي. وقد أثار بعضهم، وليس كلهم، وزراء من دولتين أو ثلاث دول، قضية الصراع بين روسيا وأوكرانيا. لقد استجبنا بطريقة “توقفوا عن فعل ذلك”. ومنذ اليوم الأول للصراع، تمكنا من تحديد موقفنا بوضوح، وأعتقد أن العديد من الدول أدركت أنها لا تستطيع أن تنتزع منا أي موقف يتعارض مع مبادئنا وعلاقاتنا مع روسيا.

سؤال: الغرب يعتزم إمداد أوكرانيا بأنواع جديدة من الأسلحة، وفي نفس الوقت كان هناك قصف للأراضي الإيرانية. هل تخافون من تزايد المواجهة الجيوسياسية رغم أن هذا يحدث في مناطق أخرى من العالم؟
وزيرة الخارجية الفلسطيني: بالتأكيد. أنا قلق للغاية بشأن تصاعد التوترات. أرى أن إمكانية المواجهة المباشرة بين روسيا والناتو باتت قريبة.
أرى أن الناتو يقترب كثيرًا من التدخل في النزاع نظرًا للطريقة التي يتصرف بها من خلال توفير الأسلحة. يتحدثون الآن عن الدبابات الثقيلة ومقاتلات F16 وما إلى ذلك. يمكن أن يؤدي هذا حقًا إلى مستوى آخر من المواجهة، وأعتقد أن منطقة المواجهة في هذه الحالة لن تقتصر على شرق أوكرانيا، بل قد تمتد وتتوسع إلى أماكن أخرى. هذه سياسة ونهج خطير للغاية.
لقد قرأت العديد من التصريحات الصادرة عن الكرملين في محاولة لتحذير العالم بأسره وحلف الناتو من هذا التطور. آمل أن يعيد الناتو النظر في سياسته، فهناك أعضاء في الناتو لا يرغبون في رؤية الحلف يشارك في هذه العملية، لكن حقيقة أن الناتو يوفر الأسلحة يجعله أقرب كثيرًا إلى المشاركة في هذا الصراع. آمل ألا يحدث هذا، لأنني حينها لا أعرف ماذا سيحدث لنا جميعًا، مع هذا الكوكب، لأن العواقب ستكون وخيمة علينا جميعًا.

سؤال: هل تلاحظون استخدام الدول الغربية للمعايير المزدوجة فيما يتعلق بأفعال الفلسطينيين وإسرائيل؟
وزيرة الخارجية الفلسطيني: “نحن نتابع عن كثب تصريحات الدول الغربية إزاء ما يحدث في فلسطين، ويمكننا أن نرى اللغة المزدوجة عندما يتعلق الأمر بالهجمات التي يرتكبها الإسرائيليون ضدنا، مقابل الحوادث التي يهاجم فيها أفراد فلسطينيون بعض الإسرائيليين. إنهم يستخدمون نفس الأوصاف التي يستخدمها الإسرائيليون عند وصفنا، نحن الفلسطينيين، بينما عندما يتعلق الأمر بالهجمات التي تشنها إسرائيل، فإنهم يتحدثون فقط عن الحاجة إلى وقف التصعيد، لكنهم لا يدينون إسرائيل بشكل مباشر ويتعاملون معها كدولة فوق القانون، ولا يمكن التشكيك في سياساتها. بينما هم على استعداد فيما يتعلق بالدول الأخرى ليس فقط لإدانة مثل هذه الأعمال، ولكن أيضًا لفرض العقوبات. لقد لاحظنا عدة مرات أن الدول الأوروبية فرضت عقوبات على روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم، لكن امتنعت عن اتخاذ أي إجراءات ضد تصرفات إسرائيل التي تحتل الأراضي الفلسطينية منذ 55 عامًا. من الواضح أن المعايير المزدوجة تتجلى بهذه الطريقة التي لا نقبلها. وسنستمر في الحديث عن ذلك ونحاول لفت الانتباه، لأننا لا نحترم ونرفض أي موقف يقوم على مثل هذه المعايير المزدوجة.

سؤال: هل تعتقد أن الوحدة العربية في دعم القضية الفلسطينية قد اهتزت مع إبرام اتفاقات أبراهام بشأن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية؟ هل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية على غرار الإمارات والبحرين والمغرب مستمر؟
وزيرة الخارجية الفلسطيني: لا، أنا لا اعتقد ذلك. دعونا نلقي نظرة على الموقف من وجهات نظر مختلفة. هل حقيقة أن ثلاث دول عربية فقط وقعت على هذه الاتفاقيات، رغم كل الضغوط الأمريكية والإسرائيلية ودول أخرى، هو دليل على النجاح أو الفشل؟ من وجهة نظري، فإن حقيقة عدم انضمام أي دولة عربية أخرى إلى إسرائيل وتطبيع العلاقات معها هي علامة على الفشل. ليس ذلك فحسب، فقد أعلنت إسرائيل والولايات المتحدة أيضًا عن رغبتهما في جذب الدول الإسلامية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. أتساءل أين هذه الدول الإسلامية؟ حتى تلك الدول الثلاث، إذا نظرت إلى الوضع الحالي، فإن مفهوم تطبيع العلاقات بينها وبين إسرائيل يختفي بالكامل. ربما كان الأمر مثيرًا للاهتمام في البداية، فقد أراد الجميع رؤية ما سيحدث، ولكن الآن يبدو تعاونهم متواضعًا للغاية، والعلاقات في إطار هذه اتفاقيات أبراهام لا تتحرك في أي مكان.
لذلك فشلت كل جهود الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي القمة العربية الأخيرة في عاصمة الجزائر ، والتي كانت مكرسة بالكامل تقريبًا للقضية الفلسطينية، أعلنت جميع الدول العربية، بما في ذلك الدول الثلاث التي أقامت علاقات مع إسرائيل، دعمها للفلسطينيين. هذه القضية ستبقى محورية لدى العرب. في هذا الصدد، يمكننا القول أن هذا الموضوع لا يزعجنا.

سؤال: تعاونت السلطة الفلسطينية وإسرائيل في مجال التنسيق الأمني، لكن الآن توقف هذا التعاون. تحت أي شروط يمكن تجديده؟
وزيرة الخارجية الفلسطيني: يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في أفعالها بحق الفلسطينيين من أجل استعادة التنسيق الأمني، وهذه المرة نحن جادون للغاية. إذا أنهينا التعاون الأمني مع إسرائيل، فهذا دائمًا يحدث لسبب معين. ويتوقف الأمر على ما إذا كانت إسرائيل ستوقف إجراءاتها العقابية ضد الشعب الفلسطيني، وما إذا كانت ستتوقف عن ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
نحن نعلم أن التعاون معنا في المجال الأمني هو موضوع مهم لإسرائيل. هذا مهم بالنسبة لنا أيضًا، لأننا، بعد كل شيء، نريد ضمان الأمن لشعبنا، وسنواصل القيام بذلك في الأراضي الفلسطينية المحتلة. عندما توقف إسرائيل أنشطتها الإجرامية، فلن يكون هناك سبب لرفض مواصلة التعاون في المجال الأمني ، ولكن حتى ذلك الحين سنوقف كل التعاون الأمني مع إسرائيل.

سؤال: يدعم الرئيس الأمريكي جو بايدن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 ، لكن الولايات المتحدة لا تفعل إزاء ذلك. كيف تقيم دور الولايات المتحدة في التسوية الفلسطينية – الإسرائيلية في الوقت الحاضر؟
وزيرة الخارجية الفلسطيني: بايدن هو بالفعل الرئيس الأمريكي الوحيد من بين الخمسة أو الستة الآخرين الذين لم يقدموا خطة خاصة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. إنه الوحيد الذي لم يعين مبعوثًا خاصًا لعملية السلام في الشرق الأوسط، لذا فهذا أمر خطير ومقلق للغاية.
الأمريكيون، من ناحية، يظهرون على أنهم لا يريدون لعب دور في تسوية الشرق الأوسط، ومن ناحية أخرى، لا يسمحون للآخرين بلعب أي دور. ويبدو الأمر كما لو أنهم أخذوا هذه المشكلة كرهينة ولا يريدون فعل أي شيء حيالها. ولا يظهرون إلا عندما يرون أن هناك ضغطًا على إسرائيل وأنها بحاجة إلى مساعدتهم عندما يكون هناك تصعيد يهدد إسرائيل. إنهم مثل رجال الإطفاء الذين يحتاجون إلى إخماد النيران، وليس كمبادرين للأفكار من أجل دفع عملية السلام إلى الأمام،ووقف احتلال الأراضي الفلسطينية.

سؤال: بالحديث عن مبادرات السلام الأخرى المتعلقة بالقضية الفلسطينية، متى يمكن عقد اجتماع الرباعية الدولية بشأن التسوية في الشرق الأوسط والتي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة؟
وزيرة الخارجية الفلسطيني: هذا سؤال مهم جدا. بعد بدء الصراع في أوكرانيا، يخبرنا الأمريكيون والأوروبيون أن الرباعية قد ماتت، لأنهم لا يرون دورًا لروسيا في الرباعية.
قبل أيام، اتصل بي وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، وأعرب عن تعازيه في عدد الضحايا الفلسطينيين، وأعرب عن استعداده لبذل كل ما هو ضروري للمساعدة في التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قائلاً إنه يفكر في ذلك، حول سبل إحياء أنشطة الرباعية الدولية.
اعتقدنا دائماً أن الرباعية الدولية لديها تفويض وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 1515، لذلك لا يمكن لأحد أن يعلن أنها ماتت، لكن من الواضح أنه إذا لم يكن المشاركون مستعدين للتفاعل، كما هو الحال مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، هذا يعني أننا بحاجة إلى البحث عن خيارات أخرى، وربما إنشاء هياكل مختلفة. أتذكر أنه في السنوات الأخيرة حاولت الولايات المتحدة منع الرباعية من أن تصبح أكثر نشاطًا، لأنها أرادت دورًا حصريًا لنفسها في عملية السلام، دون إشراك أي شخص آخر.
من جانبنا، نرحب بالنشاط النشط للرباعية الدولية. في الوقت نفسه، إذا كانت روسيا تريد أن تلعب دورًا بمفردها، فإننا نرحب بذلك أيضًا، وكذلك نرحب برغبة أي دولة أخرى في المساهمة في عملية السلام وتهيئة مناخ إيجابي لاستئناف المفاوضات.
لكن مع التركيبة الحالية للحكومة الإسرائيلية الجديدة، فإن أي مبادرة لعقد مفاوضات بين إسرائيل وفلسطين ستكون بلا جدوى.

سؤال: طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام الماضي تزويد الأراضي الفلسطينية بالقمح. هل هناك شحنات حبوب من روسيا في الوقت الحاضر؟ هل فلسطين بحاجة للمواد الغذائية؟
وزيرة الخارجية الفلسطيني: أذكر أن الرئيس محمود عباس طلب من روسيا تزويد فلسطين بالقمح. وفي المرة الأخيرة التي التقى فيها الزعيمان في أستانة خلال قمة في كازاخستان، تطرقا لهذه المسألة. ما زلنا بحاجة إلى القمح. أنت تعلم أن أسعارها تضاعفت في البداية، والآن انخفضت قليلاً، لكننا ما زلنا بحاجة إلى الإمدادات. اشتريناه من روسيا وما زلنا نطلب من أصدقائنا في روسيا تزويدنا بكميات تلبي الاحتياجات لشعبنا الفلسطيني. ويتم العمل من خلال القنوات الدبلوماسية بشأن ذلك. وقبل عدة أشهر، جرى لقاء افتراضي بين الجانبين الروسي والفلسطيني في إطار اللجنة الاقتصادية المشتركة، وبحثا هذا الموضوع بالتفصيل. وأنا متأكد من أن طلبنا قد تم التعامل معه على محمل الجد ويتم الآن مناقشته بعناية من قبل السلطات الروسية المختصة بذلك.

سؤال: كيف يمكن وصف العلاقات الفلسطينية الروسية بشكل عام في المرحلة الحالية؟
وزيرة الخارجية الفلسطيني: “لدينا علاقة جيدة، وهي كذلك دائمًا، ونريد الحفاظ على علاقة العمل الرائعة هذه. نحن فخورون بعلاقتنا مع روسيا، وفخورون بالعلاقة القائمة على أعلى مستوى بين الرئيسين بوتين ومحمود عباس، وبين لافروف وبيني وبين آخرين. نحن سعداء بمستوى العلاقات داخل اللجنة الاقتصادية المشتركة ونريد دعم علاقات العمل الممتازة. وما يحدث في أوكرانيا لن يمنعنا من اللجوء إلى روسيا لطلب الحصول المساعدة وتوسيع وتعزيز علاقاتنا الثنائية.
نحن نعتبر روسيا صديقة قديمة وموثوقة. تواصل روسيا دعمها لفلسطين سياسيًا واقتصاديًا، ونعول دائمًا على دعم روسيا، ليس فقط داخل مجلس الأمن الدولي، بل وعلى الساحة الدولية أيضاً، لأن روسيا تقف دائمًا إلى جانب القضية العادلة للفلسطينيين. علاقتنا لا تترك مجالا للشك ونحن فخورون بهم، وهذا نموذج للعلاقات التي يجب أن تقوم بين بلدين صديقين.

سؤال: هل ستزور روسيا قريباً؟ متى يمكن أن يلتقيا الرئيسين الروسي والفلسطيني مرة أخرى؟
وزيرة الخارجية الفلسطيني: الوزير سيرغي لافروف دعاني إلى موسكو خلال مكالمة الهاتفية، وسأعرف متى آتي في زيارة. إنه لمن دواعي سروري دائمًا أن ألتقي به وأتبادل وجهات النظر وأبحث في العلاقات الثنائية وكذلك العلاقات الإقليمية والدولية. نعم، أنا أفكر في زيارة موسكو ، ربما في الشهرين القادمين.
أنت تعلم أن الرئيس الفلسطيني مهتم بأنه عندما يلتقي كل عام مع الرئيس بوتين أن يحقق هذا اللقاء نتائج مهمة. الاجتماع الأخير، كما قلت، كان في أستانة. وعندما يأتي الوقت حقًا ويشعر كلا الزعيمين بالحاجة إلى عقد اجتماع لتبادل وجهات النظر، أعتقد أنهما سيظهران استعدادًا للقيام بذلك.

سؤال: كيف تقيمون اقتراح وزير الأمن القومي الإسرائيلي بفرض حظر تجول في المناطق الفلسطينية التي قد يشكل سكانها خطراً على المستوطنات الإسرائيلية المجاورة، واعتقال الفلسطينيين بسبب حملهم السلاح؟
وزير الخارجية الفلسطيني: إن أي محاولات لفرض حظر التجول في مناطق القدس الشرقية، بناء على طلب هذا الوزير الإسرائيلي، ستكون لها عواقب سلبية. يجب أن يكونوا حذرين للغاية وأن يستمعوا إلى الأشخاص في قوات الأمن الذين يعرفون جيدًا الوضع في القدس الشرقية وكذلك في بقية الضفة الغربية. أشخاص كالوزير الإسرائيلي بن غفير غير ناضجين سياسياً وغير كفؤين في الشؤون الأمنية. يعتقدون أن هذه فرصة لهم للظهور، وهذا غبي جدًا. إنهم لا يعرفون أننا هنا لنبقى. وإذا قتلوا واحدًا، فسيجدون في المقابل مائة مستعدون للقتال. يجب أن يغيروا تفكيرهم. يجب أن يفهموا أن الفلسطينيين هنا ليبقوا وأن السبيل الوحيد لحل هذا هو الاعتراف بحق الفلسطينيين في التطلع إلى الاستقلال وإقامة دولة. وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي من خلال المفاوضات.
من الغريب قول هذا، لكن في الوقت الحالي في إسرائيل، أكثر المفكرين منطقية هم المسؤولون عن الأمن. آمل أن تتاح لهم الفرصة للتأثير على العديد من السياسيين الأغبياء.

سؤال: كيف هو الوضع بالنسبة للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة من قبل تلك الدول التي لم تفعل ذلك بعد؟
وزيرة الخارجية الفلسطيني: نعم، نحن نعمل مع العديد من الدول في هذا الشأن. في أوروبا الغربية، هناك على الأرجح سبع أو ثماني دول في الاتحاد الأوروبي نعمل معها. يجتمعون فيما بينهم ليقرروا متى سيعترفون بالدولة الفلسطينية. هم بشكل جماعي قبلوا حقيقة أنهم سيعترفون بفلسطين، لكن السؤال هو متى يجب الاعتراف. وهم يفكرون الآن متى ستأتي اللحظة المناسبة. نحن نقول لهم إن أفضل وقت للاعتراف هو الآن في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية ردًا على سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين. آمل أن نتمكن في القريب العاجل من إقناعهم باتخاذ هذه الخطوة.
بالإضافة إلى ذلك، سأزور دولة أفريقية خلال أسبوعين وأتوقع في نهاية زيارتي الحصول على الاعتراف باستقلال دولة فلسطين. أيضًا، نعمل الآن مع إحدى دول أمريكا اللاتينية، حيث يجري العمل على الاعتراف بدولة فلسطين. الاعتراف باستقلال دولة فلسطين مسألة مستمرة، ونحن نأخذ الأمر على محمل الجد، ونريد أن يزداد عدد الدول التي تعترف باستقلال فلسطين من 146 إلى 155 دولة في عام 2023. ونتوقع أن تعترف تسع دول أخرى بدولة فلسطين في عام 2023.

سؤال: كيف حال المصالحة الفلسطينية؟ متى ستتمكن “فتح” و “حماس” أخيرًا من إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيدهما؟
وزيرة الخارجية الفلسطيني: “الآن لحظة مهمة للغاية بالنسبة لفتح وحماس للجلوس معًا والتكاتف للحصول على فرصة مشتركة لمواجهة جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. الطريقة الوحيدة لتوحيد الفلسطينيين هي الآن. هذه هي الأولوية القصوى. قرر الرئيس محمود عباس والقيادة البدء في الاستعدادات لاجتماع المصالحة الوطنية من خلال دعوة جميع الفصائل الفلسطينية إلى مثل هذا الاجتماع هنا في رام الله. سيحدث في اللحظة التي تنتهي فيها الاستعدادات، على ما أعتقد، في المستقبل القريب، لأن هذه مسألة ملحة.
مسؤوليتنا الآن هي كيفية حماية شعبنا والحفاظ على وجودنا والقدرة على مواجهة التهديدات الإسرائيلية. ويمكن أن يحدث هذا إذا توحدنا. أعتقد أن قادة حماس سيتصرفون ويتصرفون بمسؤولية كبيرة. لقد حان وقت الوحدة حقًا. وأعتقد أنهم سيستجيبون للدعوة لعقد مثل هذا الاجتماع، الذي سيعقد قريبًا جدًا.
تظهر موسكو دائما رغبتها في قبول المفاوضات بين الفلسطينيين، والجزائر منخرطة حاليا في ذلك. وسابقا، عقدت مثل هذه الاجتماعات في مصر وتركيا وقطر. بالنسبة لنا، مكان المحادثات ليس بنفس أهمية رغبة جميع الأطراف في إظهار مسؤوليتهم. إذا تمكنا من تحقيق الوحدة في القاهرة أو موسكو أو الجزائر، فسنذهب إلى أي مكان، لكننا نفضل إعادة الوحدة في الأراضي الفلسطينية.

ترجمة مركز الإعلام
المصدر: صحيفة ريا نوفستي الروسية

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا