أسرار المؤامرة.. بين حماس وإسرائيل!

لماذا أنتم غاضبون بينما المفروض أن تسعدوا لأننا سنضع نهاية للمشكلة الفلسطينية التى كانت على مدى سبعين عاما.. كما تقولين ـ القضية المحورية للعرب والشرق الأوسط؟.. هذا الصداع سوف ينتهى وبإقامة دولة فلسطينية، كما تطالبون.. إذن فنحن نستحق منكم الشكر والمساندة.. تلك كلمات من بيان مشترك سوف يصدر عن إسرائيل وحركة حماس بعد أسابيع، عندما تنتهى فصول المؤامرة التى تعدان لها بهمة ونشاط ـ بالتعاون مع دول أوروبية وتحديدا تونى بلير الذى كان رئيسا بريطانيا وممثلا للجنة الرباعية، للاتحاد الأوروبى، وطبعا بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها حتى الآن الراعى الرسمى للفريق الإسرائيلى!!

أما تفاصيل المؤامرة، فإنها ترد تباعا من مصادر متعددة وعلنية، وإن كانت فقط تحتاج إلى بعض من الفهم والوعى.. وهى تسير فى محورين متوازيين.

الأول: بهدف التخلص نهائيا من المسجد الأقصى ـ أولى القبلتين وثالث الحرمين ـ وذلك بتنشيط عمليات البحث بداخله وتحت أساساته عن الهيكل المفقود، وبرغم أن هذه فرية لا أساس لها من الصحة وبلا أى سند تاريخى، إلا أنهم يستخدمونها عند اللزوم، وهذه المرة يتولى الجيش الإسرائيلى الترويج لمسألة الهيكل وتحت حراسته ومساعدته يجئ بمغامرين يدعون العلم للبحث والتنقيب ويستخدمون نوعا من الديناميت للتفجير والبحث فى الأعماق. وسوف تنهمر الاحتجاجات وتصريحات الإدانة والشجب من كل صوب وحدب.. ثم لا يكون أمام الجميع سوى تناول فنجان قهوة فى سرادق العزاء!

الثانى: وهو محور اتفاق إسرائيل وحركة حماس وهو ليس الثانى من حيث الأهمية أو الترتيب الزمنى.. وإنما هو متزامن مع الأول وربما سبقه.. إذ إن الاتصالات تجرى حاليا ـ ومنذ فترات طويلة بين الطرفين ومن نتائجها مثلا التدفقات من العتاد ـ أسلحة ومعدات وسيارات وأعداد من الإرهابيين إلى سيناء عبر الأنفاق القادمة من غزة أو عبر الحدود البرية والبحرية.. وهى تحت سمع وبصر إسرائيل.. أى باتفاق الطرفين إن هذا أمرا مؤكدا حتى ولو كانت هناك تفاهمات مصرية إسرائيلية على دخول قوات معنية قرب الحدود لمطاردة الإرهاب فإن إسرائيل لها ألف وجه وليس وجها واحدا، وعلى حد قول دبلوماسى عربى إن حماس إذا كانت بارعة فى دفع كل هؤلاء »الأشاوس« !! إلى سيناء المصرية.. فلماذا لم تدفعهم إلى إسرائيل التى تحتل الأراضى الفلسطينية؟..

ومن نتائج الاتصالات السرية بين إسرائيل وحماس.. ان الهدوء يسود الحدود بينهما.. وفى ذات الوقت فإن الضغط شديد على الضفة لإحراج محمود عباس »أبومازن« الذى تراوغه حماس فى إتمام المصالحة.. ويقال انه يفكر فى اعتزال العمل السياسى نهائيا!! وهذا إن تم يدفع الاتفاق الإسرائيلى الحمساوى الذى يستهدف أن تغمض حماس عينيها عما يجرى فى الضفة الغربية وفى المسجد الأقصى..

وفى المقابل يتم ابرام اتفاق بين البلدين عبارة عن هدنة وسلام بين الطرفين لمدة عشر سنوات وخلالها تسمح إسرائيل بفتح وتشغيل ميناء غزة على البحر المتوسط ـ تحت رقابة أمنية إسرائيلية ـ أوروبية ـ منعا لدخول أنواع معينة من الأسلحة! وكذلك فإن تل أبيب ستساعد على اقامة الدولة الفلسطينية وتولى حماس رئاسة المنظمة والسلطة ووجود اتصال ما بين الضفة وغزة ليكون الوضع ملائما لدولة فلسطينية ترأسها حماس بعد أن يكون الأقصى قد ضاع وانتهى وصارت القدس إلا جزءا صغيرا فيها ـ إسرائيلية!!

ولا مانع بالطبع من أن تحمل الدولة الفلسطينية الوليدة إسم وصفة »الإسلامية« فهى بهذا تعطى شرعية إضافية ليهودية دولة إسرائيل.. كما تتعاون مع إيران.. ومع الجماعات المنتشرة فى المنطقة الأمر الذى يؤدى إلى مزيد من الاقتتال العربى ـ العربى وتتمزق فكرة العروبة، ونظرية القومية العربية التى تجمع أكثر من ثلاثمائة مليون عربى من المحيط إلى الخليج.

كتب محمود مراد
عن الاهرام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا