إسم جديد …! كتب د. عبد الرحيم جاموس

في مثل هذا اليوم السبت 29/آب، وقبل ست وخمسون عاما من الآن، استيقظت مبكراً وكان فجره جميلا، تناولت إفطارا سريعا، ولبست ملابس جديدةً، وانتعلتُ أيضاً حذاءاً جديداً مصنوعاً محلياً …. ورافقتُ إخواني الثلاثةْ آنذاك الذهابَ إلى المدرسةِ الغربيةِ في محاولةٍ لِقبولي في المدرسةِ قبلَ أَن أُتمَ السابعةَ …..
وانتظرتُ في صف الطلاب المستجدين، أنتظر سماع إسمي كما افهمتُ من إخواني … ولكني لم أسمعْ إسميَ المعتادُ الذي أنادى به …. حينها أُعلمتُ أن لي اسماً آخراً جديداً أُنادى به في المدرسةِ …. وتَمَ قَبوليِ بالاسمِ الجديدْ …. تساءلتُ ماذا أفعلُ بالإسم القديمْ …؟ أجابني المعلمُ عليكَ أن تستخدمة في البيتِ والحارةِ …. أما هنا في المدرسةِ عليكَ أن تَحفظَ اسمكَ الجديدْ وسَيُسجلُ على كتبِكَ ودفاترِكَ وسَتُنادى بهِ ….!!!!!
فتصارعَ داخلي شعورُ الفرحِ بالقبولِ في المدرسةِ، وشعورُ الحزنِ على إسميَ القديمْ، الذي عليهِ أن يختفيَ داخلَ المدرسةِ …. وان أكتفي بهِ خارجها ….
في نهايةِ الدوامْ عُدتُ إلى البيتِ والفرحُ والحزنُ يتنازعانِ في صدريِ فَبَثَثتُ شكوايَ لِوالدي رَحمه الله، الذي خفف عليَّ ألمي وحُزني وأفهمنيِ مَعنىَ اسميَ الجديدْ … وأنه يفتخرُ ويعتزُ بهِ لأَنه يُذكرُهُ بإسمِ الشهيدينْ أبو كمال وأبو الطيب رحمهما الله، وكان الدمعُ يتساقطُ من عينيهِ …..
أبو كمالٍ هُو القائدُ الشهيدُ / عبد الرحيم الحاج محمد / قائد الثورة الفلسطينية عام 1936م …
وأما أبو الطيب هو القائد الشاعر الشهيد / عبد الرحيم محمود / الذي أستشهد في معركة “الشجرة” عام 1948م …. عندها أخذت أعتز بالإسم الجديدْ وأفخرُ بهِ وأتمنى أن أنالَ الشهادةَ وأن أكونَ وفياً لهذا الإسم الجميلْ وما يحملُ من دلالاتٍ إيمانيةٍ ونضاليةٍ ….
إسم جديدٌ …. يُوجِهُ مساراً جديداً …

د. عبد الرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا