الرئيسيةمختاراتمقالاتاتفاق اوسلو ضحية الحقائق والاوهام كتب يحيى رباح

اتفاق اوسلو ضحية الحقائق والاوهام كتب يحيى رباح

في الذكرى الثانية والعشرين لاتفاقية اعلان المبادئ التي تم التوقيع عليها في حديقة البيت الابيض, في احتفال عالمي بامتياز في الثالث عشر من ايلول 1993, ماذا بقي من الحقائق وماذا بقي من الاوهام؟

الذين عرفوا حقائق اوسلو وهم الجانب الاسرائيلي, عرفوا خطورته اذا نجح ولو بالحد الادنى, انه تأسيس لحق الشعب الفلسطيني في دولة على ارضه, وبالتالي فانهم فعلوا كل ما يستطيعون في السر والعلن لتدمير ذلك الاتفاق, وافراعه من مضمونه, وتحويله الى مجرد عنوان بلا تفاصيل, والى مجرد وعد بلا معادل موضوعي, وتمت المواجهة مع الاتفاق في ذروتها بقتل إسحاق رابين، رئيس وزراء اسرائيل في ذلك الوقت وازالته من المشهد وذلك في تشرين الثاني عام 1995، وبعد ست سنوات, وفي الشهر نفسه، أزيل الشريك الثاني من المشهد وهو الرئيس ياسر عرفات, وتواصل العمل الاسرائيلي بعد ذلك في حلقات مفرغة لجعل هذا الاتفاق غير قابل للحياة, من خلال المواجهات والاجتياحات والحروب ومناورات احراق الوقت بلا طائل.

ولكن اتفاق أوسلو لم يكن ضحية للاسرائيلين فقط الذين عرفوا خطورة الاتفاق في مآله الأخير اي قيام دولة فلسطينية، وما يعنيه ذلك في المسار الإستراتيجي، ولكن الإتفاق كان ضحية لحلف غير مقدس ايضا بين اطراف فلسطينية وعربية واقليمية لم تكن مصالحها الصغيرة او الكبيرة على حد سواء تريد لهذا الاتفاق ان ينجح، وان تقوم للشعب الفلسطيني دولة وعاصمتها القدس الشريف، فاستلوا سيوف الشعارات المخادعة، بل ان بعضهم استل من غمده شعارات كبرى بأن فلسطين ارض وقف عربي واسلامي, وان الشعب الفلسطيني غير مخول وحده بأن يحقق مصلحته العليا بقيام دولته فوق ارضه وعاصمتها القدس!

وهكذا ارتفعت شعارات المقاومة، وتحالف المقاومة، ومحور المقاومة الى ان وصل بنا الحال ان قادة تحالف المقاومة افلت الامر من ايديهم، دمروا المنطقة واصبحت شعوبهم معروضة للبيع في المجان فوق موج البحار في الطريق الى المهاجر القلقة والمنافي التي لا عودة منها.

الآن تناضل الشرعية الفلسطينية في أصعب المعارك التي تخوضها من اجل العودة الى الحقائق الرئيسية، الى عودة روح اتفاق اوسلو، الى عناوينه الفعلية، الى تأكيد قرار وهوية الدولة الفلسطينية ووجودها الفعلي الى التأكيد على أهمية وعبقرية التفاصيل في مواجهة عبثية الشعارات الكبيرة الزائفة، الى وضع المصلحة الفلسطينية اولا في اجندة هذه القضية، والى بناء تحالف فلسطيني وعربي واقليمي ودولي حول تحقيق هذه المصالح.

المعركة صعبة وطاحنة ولكن لا خيار آخر سوى المحاولة الجادة المستميتة عبر احياء المشروع الوطني الفلسطيني من جديد.

Yhya_rabahpress@yahoo.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا