اللاجئون السوريون يستقبلون العيد في ظروف قاسية

“عذرا يا صغيري، فلن تقدم أمك لك حلوى العيد، ولن تأخذ العيدية، وستنسى مع الأيام حتى تاريخ ميلادك”.. هكذا وصلت هذه المشاركة على تطبيق “أنا أرى” من بلال كاكي، أحد السوريين في ألمانيا، لتختصر كل ما يمكن أن يُقال عن فرحة العيد عند أطفال اللجوء السوريين.
فريق “أنا أرى” تواصل مع بلال كعكة الذي وقف على معاناة اللاجئين السوريين قبيل العيد، وأطلعه على ما يواجهه أبناء وطنه في الملجأ.. فالأيام متشابهة هناك، حتى إن بعضهم قد نسي موعد العيد، فما يقاسيه اللاجئون في ألمانيا بعيدا كل البعد عما يمكن أن تسميته بفرحة العيد.
في أولى خطواتهم للبحث عن حياة، لا ينعم هؤلاء بالراحة كما يبدو للغير، بل ينتظرهم دورا في مراكز تسليم اللاجئين من أجل الحصول على فرصة المكوث في مراكز الاستقبال. وقد يمض اللاجئون أسابيع في انتظار الدور، بحسب بلال. هذه المدة يقضوها على الأرصفة مفترشين الأرض في درجات حرارة جدا منخفضة، خاصة في فترات الليل.. هكذا يبدأ “كرنفال” الاستقبال.
وبعد حصولهم على الدور، ينتقل اللاجئون إلى مراكز الاستقبال، وغالبا ما تكون هذه المراكز صالات رياضية مهجورة تم وضع اللاجئين فيها وتزويدهم بمعدات التخييم ليتمكنوا من العيش هناك.
فترة المكوث في هذه المخيمات ليست بالقصيرة، قد تمتد إلى شهور وأحيانا سنة كاملة وربما أكثر، كما أوضح بلال. وتقدم مكاتب اللجوء خلال هذه الفترة مبالغ مالية للاجئين كمصاريف يومية. ومكاتب اللجوء هذه لا تتكفل بتوفير سكن للاجئين خارج المخيمات.

وأزمة السكن هي الأخرى تقف عائقا أمام استقرار اللاجئين، فالمساكن في ألمانيا مزدحمة وهناك صعوبة بالغة في إيجاد مسكن خصوصا في هذا الوقت الذي يتزايد فيه أعداد اللاجئين بشكل غير متوقع.
وأزمة أخرى يواجهها الفارون من سوريا، اعتبرها بلال محورية في مسلسل المعاناة الذي يعيشه اللاجئون في ألمانيا، وهي أزمة الترجمة، فمكاتب اللجوء والمنظمات والجهات المسؤولة عنهم لا توفر المترجمين، وفي ذات الوقت تتطالب اللاجئين بترجمة جميع المستندات التي تخصهم إلى اللغة الألمانية، فيقف اللاجئ أمام عائقين: الأول عدم قدرته على إيجاد مترجم والثاني غلاء أسعار الترجمة، في حال كان محظوظا ووجد من يترجم له.

أما في شرق ألمانيا، فهناك معاناة من نوع آخر يواجهها اللاجئون هناك، فهذه المنطقة هي منبع حركة “بيغيدا” (وترجمتها “مواطنون أوروبيون ضد أسلمة الغرب”)، إذا يواجه السوريون هناك تهديديات مستمرة من هذه الجماعة. وقد وصل إلى تطبيق “أنا أرى” فيديو يوثق الاعتداءات التي يتعرض لها اللاجئون في مدينة زنفتنبيرغ، شرق ألمانيا/ منبع هذه الحركة المتطرفة.
هذا هو حال اللاجئين السوريين في الملجأ.. لسان حالهم يقول: “عيد بأي حال عدت يا عيد.. بما مضى أم بأمر فيه تجديد”، قد لا يكون هذا التجديد بالنسبة لهم هو نفسه الذي تكلم عنه المتنبي، فعيد وطنهم يحمل كل عام تجديدا مغايرا عن العام الذي يسبقه، وتجديد هذا العام جاء عنوانه الهروب والتشريد.

العربية نت – ايلين يوسف

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا