الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةكلمة وفاء في ذكرى استشهاد أخي سعد صايل .. مجدداً

كلمة وفاء في ذكرى استشهاد أخي سعد صايل .. مجدداً

رحم الله الشهيد اللواء سعد صايل الذي اغتاله الغدر في مثل هذا اليوم .للشهيد – إلى جانب الكثير مما أنجزه على طريق تحرير الوطن وتعزيز ثورته المغدورة – دين في رقبتي شخصياً ، فعندما أبلغني الأخ أبو ماهر (محمد غنيم ) ذات يوم من العام 1972 أن المرحوم أبو عمار كان مريضاً في دمشق ، وقد اتصل مراراً طالباً عودتي بسرعة من بيروت لكي أحاول تهدئة تمرد في حمورية، قرب دمشق.

اقترح أبو ماهر بدوره أن أمر بخربة روحا في طريقي إلى دمشق لتهدئة المرحوم أبو يوسف الكايد الذي تصادف أنه قاد تمرداً آخر هناك ، وأظنه كان آخر لقاء لي مع المرحوم أبو يوسف!

اجتمعت بقادة التمرد لدى وصولي إلى حمورية ليلاً وأكدوا لي التزامهم وانضباطهم ، وأبدوا أسفهم لانطباع سائد لخص دوافعهم بعصبية مناطقية ضيقة لم تكن أخلاق حركة فتح تعرفها ولا تقبلها آنذاك .

أنهيت لقائي معهم بمودة عندما أبلغني أحدهم عن وصول مسؤول الضابطة الفدائية في الأمن العسكري السوري ونائبه ، إذ فضلت أن التقيهما عند المدخل وأبلغهما بأن الإشكال قد تمت تسويته ، لكي لا يدخلا إلى حيث كان قادة التمرد .

في السابعة من صباح اليوم التالي التقيت المرحوم أبو عمار وكان راقداً في سريره الذي لم نكن نتورع عن استعماله بدورنا !!، وعلى وجهه علامات إعياء شديد ، وكان معه الشهيد أبو جهاد (خليل الوزير) فقط . بعد حديث حرصت على إيجازه لكي لا أرهقه ، اقترح أبو عمار أن أسبقه إلى حيث المتمردين لكي أمهّد لاجتماعه بهم بعد نحو ساعة ، نصحته التريث إلى أن يخف مرضه ، لكنه أجابني قائلاً : الوضع لا يحتمل أن يتفاقم التمرد ..

هناك جهات عدة تحاول النفخ في النار ودفع الأمور إلى الانفجار .. وأكد أنه سوف يذهب مهما اشتد عليه المرض . غادرت ، و فوجئت لدى وصولي ساحة مقر قيادة قوات اليرموك ببضعة مقاتلين يركضون نحوي شاهرين أسلحتهم لحظة مغادرتي السيارة ، بينما أقسم الضابط الذي يقودهم بأعلى صوته أنه سوف يقتلني ما دمت تجرأت على الحضور إليهم على الرغم من أنني نابلسي !!

تأكدت لاحقاً أنه اغتيال مدبّر حرّض عليه شخص محدود التفكير ـ جرى تلميعه لاحقاً للأسف فبلغ موقعاً متقدماً ـ وقد انطلق تحريضه من توهمه بأنني نابلسي !! ولئن يشرفني الانتماء إلى نابلس أو إلى أي مدينة أو قرية فلسطينية أخرى ، فواقع الأمر أنني من لوبية في الجليل ولم أزر الضفة الغربية حتى الآن لسوء حظي ..

وكلما تذكرت هذه الواقعة تؤلمني تفاهة من لا يتورع حتى عن التحريض على القتل انطلاقاً من معلومة متوهمة لا أساس لها وعصبية مناطقية مقيتة .

ألهمني الله في تلك اللحظة أن أزجر الضابط المتمرد بقوة وأطلب منه الانضباط أمامي ، بعدما منعت سائقي (عقل) من إشهار مسدسه ، فارتبك المقاتلون الذين كانوا على وشك إطلاق النار عندما رأوا كيف ارتبك ضابطهم..

في تلك اللحظة أطلّ الشهيد سعد صايل من نافذة مكتبه ، ثم قفز عبرها إلى الساحة ، وركض نحونا وهو يصرخ مرة بعد الأخرى : (إياكم أن تمسوا أبو الخير ) ، فازداد ارتباك

المقاتلين وتفرقوا مع وصول الشهيد أبي الوليد .

وصل الأخ أبو عمار بعدئذ وعلق على الحادث قائلاً : ” كان يمكن أن يستهدفني الشروع بالاغتيال، مالم يمتص أبو الخير الصدمة ” ، أما أنا فظللت أكرر اعترافي بفضل الله أولاً ، ومن ثم بدور الشهيد سعد صايل في إنقاذي من إحدى محاولات الاغتيال التي استهدفتني !

رحم الله أبا الوليد وأثابه خيراً في جنة الخلد .

كتب خير الدين عبدالرحمان

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا