أسباب كارثة “منتجع النور” بغزة و “حماس” تغير التقارير الطبية الخاصة بالمصابين

كشفت مصادر من داخل لجنة التحقيق الخاصة بما عُرف بـ “كارثة منتجع النور السياحي” في قطاع غزة، عن خلل في مقومات لعبة “الديسكفري” التي سببت الكارثة وعدم مطابقتها للشروط المطلوبة.

وسقطت رافعة ألعاب تسمى “الديسكفري” الجمعة الماضية (ثاني ايام عيد الاضحى المبارك)، ما أدى لإصابة ما يقرب من 20 مواطنا، وقد تم تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة، وسط انتقادات شديدة من نشطاء للقائمين على المنتجع وصلت حد مطالبة بعضهم بإغلاقه.

وأوضحت مصادر، أن “الديسكفري” تم نصبها وتجهيزها منذ نحو 5 أشهر تقريبا، من قبل شركة خاصة يقودها المهندس (أ.ع) وقد عملت بشكل جيد خلال عيد الفطر الماضي، مبينة، أن الرافعة تتسع لـ 24 شخصا أعمارهم تزيد عن (15 عاما)، على أن يكون الوزن المحمول دون 110 كجم للشخص الواحد.

وتظهر التحقيقات الجارية في النيابة العامة التابعة لحماس، أن الحديد الذي تم استخدامه في صناعة اللعبة “رقيق” وليس “سميك”، وأن قوته المستخدمة تصل نصف القوة التي يفترض أن يكون تم إعدادها بناء عليه، مبينة، أن العامود الأساسي الذي تم تجهيزه لبناء القوة عليه لم يكن وفقا للمطلوب.

وحسب المصادر، فإنه خلال تحقيق النيابة مع الجهات المختصة من إدارة المنتجع والمهندس والفنيين، ألقت جميع الأطراف اللوم على بعضها البعض وأخلى كل طرف منها مسؤوليته عما جرى، فادعى المهندس أن الخلل من الفنيين الذين أعدوها، في حين أن الفنيين نفوا وادعوا أنهم وضعوا مزيدا من الحديد لتمكينها.

وحولت النيابة التقارير إلى الفحص الجنائي لتحديد أسباب ما جرى تماما، بهدف تحديد الجهة المسؤولة عن الكارثة والعمل على تعويض الجرحى.

وكانت عائلة إحدى الفتيات المصابات بجروح خطيرة في الحادثة اتهمت داخلية حماس بالضغط على جهات طبية لتقول في التقرير الطبي بأن الفتاة أصيبت في حادث سير، وقد علقت مصادر, بأن خللا إداريا وقانونيا كبيرا وقع حين تم تحويل ملف الحادثة إلى النيابة دون أن يشمل التقارير الطبية.

وأوضحت المصادر، أن الملف وصل دون أي تقارير طبية حول المصابين، باستثناء ورقة التحقيق الأولي من شرطة حماس حول أسماء المصابين وحالاتهم فقط دون تقارير المشفى.

اتهمت عائلة فتاة فلسطينية تعرضت لإصابة خطيرة في حادثة سقوط لعبة “ديسكفري” داخل منتج تابع لحماس، وزارة الداخلية التابعة للحركة، بتزوير التقرير الطبي الخاص بها، عقب نقلها إلى إحدى المستشفيات داخل إسرائيل.

وقال شقيق الفتاة فداء الحسنات، سالم، إن الأخيرة تعرضت لإصابة خطيرة جراء الحادثة، وبعد فشل أطباء مستشفى الشفاء في التعامل مع حالتها، تم تحويلها إلى إحدى المستشفيات داخل الأراضي المحتلة لاستكمال العلاج.

وكشف سالم أن وزارة الداخلية في غزة، زورت التقرير الطبي الخاص بإصابة شقيقته، إذ كتبت أنها تعرضت لإصابة طفيفة إثر حادث طرق، وأنها حضرت إلى المستشفى بنفسها، ولم يتم نقلها عبر سيارة الإسعاف، بهدف لإخلاء المسؤولية عن إدارة المنتجع.

واستنكرت عائلة الفتاة كذب وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس، مؤكدة أنها تسعى للتغطية على الجريمة التي وقعت، والتي ثبت فيها تقصير الوزارة والجهات المعنية الأخرى في متابعة المنتجع والتأكد من تطبيق إجراءات السلامة.

وأثار تجاهل حركة حماس إغلاق المنتجع وعدم فتح تحقيق جدي في الواقعة، حالة من الاستياء في غزة، إذ استمر المنتجع في العمل، رغم الإصابات الكثيرة والخطيرة لعدد من زواره، بفعل إهمال القائمين عليه.

وعلى الرغم من ادعاء بعض المصادر الرسمية في غزة بعدم وقوع إصابات خطيرة، إلا أن مصادر أكدت وجود ثلاث حالات خطيرة إحداها تم تحويلها إلى إسرائيل للعلاج، وهي “فداء الحسنات” (26 عاما)، فيما الطفلة هاجر المسارعي (8 أعوام) ما زالت بحال الخطر وتعاني من نزيف وكسر في الحوض، بالإضافة للطفلة نغم الكرنز (13 عاما) التي مازالت في حالة الخطر.

وبحسب مصادرنا، فإن النيابة لم توقف أي شخص على ذمة الحادثة، وأنها تواصل التحقيقات في انتظار الفحص الجنائي الذي يعتقد أنه سيصدر في وقت لاحق من اليوم.

ويعود منتجع النور السياحي لمؤسسة النور الخاصة بالشهداء والجرحى والأسرى من عناصر حركة حماس، والتي يقودها عضو المكتب السياسي للحركة روحي مشتهى الذي أفرج عنه في صفقة “وفاء الأحرار”، وأدرجته الولايات المتحدة منذ أسابيع على قائمة “الإرهاب” لديها.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا