سياسيون ومحللون لــ’وفا’: الرئيس وضع أسسا جديدة للعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي

(بلال غيث كسواني) قال سياسيون ومحللون سياسيون مساء اليوم الأربعاء، إن الرئيس محمود عباس وضع أساسا لعلاقة جديدة مع الاحتلال، ورفع الغطاء عن إسرائيل ودعاها لتحمل مسؤولياتها كسلطة احتلال، ونجح في تعريتها أمام العالم في الخطاب الذي ألقاه مساء اليوم في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وشدد المحللون في تصريحات لـ’وفا’ على أن خطاب الرئيس حمل مجموعة من الرسائل موجهة للاحتلال الإسرائيلي ورسائل أخرى موجهة للمجتمع الدولي وللعالم، ورسائل موجهة لشعبنا داعية للوحدة والوفاق.
وفي هذا السياق، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، إن خطاب الرئيس عباس كان شاملا ووضع النقاط على الحروف، كما حدد أجندة واضحة للعلاقة المستقبلية مع إسرائيل، وأعاد صياغة العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية( سياسيا، واقتصاديا، وأمنيا)، ووضع أجندة وطنية لحكومة وفاق وطني فلسطين لمواجهة المرحلة المقبلة.
وبين اشتية أن الرئيس عباس دق ناقوس الخطر أيضا بأننا لا نقبل بأي شكل من الاشكال باستمرار الأمر الواقع الذي يسعى الاحتلال لتكريسه، وفوق هذا وذاك نحن دولة كامل على حدود العام 1967 وهذا الأمر يعني إلغاء تصنيفات المناطق التي يسعى الاحتلال لتكريسها(أ وب وج)، وأن وكل إجراءات الأمر الواقع الذي تفرضه إسرائيل باطلة.
ولفت اشتية إلى أن الرئيس وبدعوته الأمم المتحدة للحماية الدولية، وضع المجتمع الدولي أمام تحديات أخلاقية وإنسانية ودولية، خصوصا يتعلق بالحماية الدولية، وحماية المقدسات، وإنهاء الاحتلال، وأن الرئيس شدد على أن الامن والسلام والاستقرار الذي يسعى إليه العالم يجب أن يبدأ من فلسطين، وخاطب العالم وخاطب الشعب الفلسطيني، ونجح نقل هموم الشعب الفلسطيني للعالم.
وشدد إشتية على أن الرئيس شدد للعالم أنه لا يمكن الاستمرار بالوضع القائم، وقد أبلغ العالم قرار المجلس المركزي الذي يدعو لصياغة العلاقة مع إسرائيل بكل تفاصيلها وإذا لم تنفذ إسرائيل الاتفاقيات، وقال إن شعبنا سيقاوم الاحتلال وسيقاوم الأمر الواقع، خصوصا أن إسرائيل تنفذ نظام فصل عنصري وسياسية عنصرية بالأمر الواقع وبالتشريعات التي تفرضها على شعبنا.
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، إن خطاب الرئيس هام جدا، وارتكز بشكل رئيس على الإجماع الفلسطيني في المجلس المركزي لمنظمة التحرير، وهو بهذا المضمون يعكس اجماع الشعب الفلسطيني، فالمطلوب الآن تعزيز الاستراتيجية الجديدة بإنهاء الانقسام وبتجاوب حماس مع رسائل إنهاء الانقسام واستمرار الجهود لتشكيل حكومة وحدة وطنية ولع المجلس الوطني.
وتابع الصالحي إن قرار الرئيس بعدم مواصلة الالتزام بالاتفاقيات يدعمه أبناء الشعب الفلسطيني، فهو يمثل الاجتماع الفلسطيني وينطلق من قرارات المجلس المركزي، وفي مقدمة ذلك وقف العمل بالاتفاقات مع إسرائيل، يجب أن يكون في مقدمة ذلك التنسيق الأمني وغيره بالإضافة لتوحيد الجهد لإنهاء الاحتلال عن أرض دولة فلسطين المحتلة، وأن العلاقة بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل هي علاقة احتلال ومحتل، ويجب بناء جبهة شعبية موجدة لإنهاء الاحتلال.
ودعا الصالحي إلى المسارعة ببناء جبهة موحدة للمقاومة الشعبية لإنهاء احتلال دولة فلسطين، وندعم كل الخطوات التي أعلن عنها الرئيس بالانسجام مع قرارات المجلس المركزي الفلسطيني.
من جانبه، قال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم: ‘نحن ضقنا ذرعا بهذا السلام الذي لم يأت بأي سلام بل أتى باستيطان ومصادرة الأراضي وبحروب على شعبنا وبتحويل حياتنا لجحيم والشعب الفلسطيني ضاق ذرعا بحالة المراوحة التي امتدت 15 عاما بعد المرحلة الانتقالية، والرئيس قال كلمة فاصلة ونهائية حول أننا لم نعد مستعدي للاستمرار بهذا الواقع بوضوح وصراحة.
وأضاف سويلم لــ’وفا’ أن الرئيس رفع الغطاء عن إسرائيل بعد اليوم، وعليها تحمل مسؤولياتها كسلطة احتلال، فالرئيس يعمل على تعرية الاحتلال أمام العالم والاحتلال منبوذ ويمثل عبئا على المجتمع الدولي ويشكل عبئا على السياسة الدولية، إن الرئيس عمل على تذكير العالم بتخلف الأمم المتحدة عن القيام بواجبها تجاه أكثر القضايا وأعقد القضايا في التاريخ.
وأوضح سويلم أن الرئيس شرح للعالم الظلم الذي وقع على شعبنا، وتحدث عن مساعي شعبنا للوصول إلى سلام حقيقي، كما أنه قدم مرافعة عن حق شعبنا في الحرية والاستقلال بشكل واضح ومفهوم للعالم، وهو خطاب متعدد الأغراض ومتعدد الوجوه ومتعدد الرسائل، والرئيس نجح بإيصال الرسائل التي وجهها لشعبه وللإسرائيليين ولمجتمع الدولي.
وقال إن الخطاب شامل ومركب ومتعدد الاغراض وقد وفق في إيصال الرسائل التي يحملها شعبنا في مختلف أرجاء العالم.
وتابع إن هذا الخطاب هو الأكثر إقلاقا لإسرائيل في تاريخ علاقتنا معها، فالرئيس وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الإجرائية المتعلقة بعدم قدرة فلسطين الاستمرار في الاتفاقيات، والعلاقة لم تعد تعاقدية بل نحن شعب تحت الاحتلال يحق له استخدام كل وسائل النضال المشرعة دوليا ضد الاحتلال.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا