أزمة معبر رفح.. حماس تكيل بمكيالين وتبدي تناقض في مواقفها تجاه مصر

سيطرت حالة من التخبط والتناقض على تصريحات قادة حركة حماس، ضد السلطات المصرية، فيما يتعلق بأزمة معبر رفح الحدودي الرابط بين قطاع غزة المحاصر منذ تسع سنوات، وجمهورية مصر العربية.

وفتحت السلطات المصرية معبر رفح، أول أمس الخميس، استثنائيًا من الجانبين، ولمدة يومين لعبور العالقين الفلسطينيين، وإدخال المساعدات للقطاع، إلا أن أمن المعبر التابع لحركة حماس تسبب في أزمة كبيرة للمسافرين، حيث شهدت ساحات تكدس الآلاف وسفر أصحاب «المعارف» مما دفع النشطاء الفلسطينيين إلى تدشين هاشتاج «سلموا_المعبر» لحث الحركة على تسليم المعابر للسلطة الوطنية الفلسطينية لضمان فتحه لمدة طوال العام، ورفع المعاناة عن الغزيين.

وعقب أطلاقه بدقائق قليله تصدر الهاشتاج الترتيب الأول فى فلسطين نتيجة كثرة تداوله من قبل المواطنين الفلسطينيين الذين نشروا عشرات الصور التى تجسد معاناة المواطن الفلسطينى البسيط والعديد من المرضى، محملين حركة حماس المسؤولية نتيجة ترشيحها لعناصر تابعة لها للمرور وطلب رشاوى تصل إلى 4 آلاف دولار عن الشخص الواحد كى تسهل دخوله إلى مصر. وعلى الرغم من ذلك حاولت حماس، التنصل من المسؤولية، وتحميل السلطات المصرية الأمر برمته، وأطلقت العنان لوزارة داخليتها، للهجوم على مصر، وزعمت أن السلطات المصرية رحلت 400 فلسطيني باتوا ليلتهم أمس الجمعة داخل الصالة المصرية إلى مطار القاهرة الدولي.

قادة حماس يبثون سمومهم

وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم، أن مصر رحلت 400 فلسطيني إلى مطار القاهرة، بعدما أغلقت المعبر. فيما حاول نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، تحسين وجه حركته وتبرئتها من التسبب في أزمة المعبر، وذلك في أول رد له على هاشتاج «سلموا_المعبر» الذي دشنه نشطاء فلسطينيون أمس الجمعة.

وقال أبو مرزوق الذي يعد الرجل الثاني في حركة حماس، في تدوينه له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «أي معبر تريدون استلامه، معبر بيت حانون أم معبر الكرامة أم أي معبر تقصدون». ووجه أبو مرزوق رسالة للنشطاء قائلًا: «لقد نسيتم أن من يدير معبر رفح فلسطينيون، وليسوا قوة احتلال وأن معركتكم مع المحتلين الذين يسلبون سيادتكم على أرضنا.. نحن نعلم أنكم جزء من الحصار، رغم أنكم لا سيادة لكم، وشعبنا يعلم من المسؤول عن إغلاق المعبر كل هذه السنين. قد تجيدوا لغة الكلام والتبرير والتنصل من المسؤوليات».

وتابع: «لقد عرضنا أن يعود ما تسمونه حرس الرئاسة؛ ورفضتم، وعرضنا أن يعود من كان يعمل في المعبر سابقا مع إخوانهم القائمين على العمل الآن، وتحت إشرافكم، ولكنكم رفضتم ذلك أيضا». وزعم قائلًا: «الجميع يعلم أن حماس سلمت الحكومة بعد اتفاق الشاطئ مباشرة، والجميع يعلم من الذي أفشل الحكومة أن تقوم بمهامها التي أوكلت لها، إذ كيف لأي وزير أن يدير موظفي وزارته وهو لا يعترف بهم كموظفين، ويرفض أن يدفع رواتبهم، والمسألة سياسية لا علاقة بالقانون، أو الإدارة، أو نصوص الاتفاقات».

وأختتم أبو مرزوق تدوينته قائلًا: «اليوم نريد أن لا نشتت الجهود، ولا أن نصرف الأنظار عن انتفاضة الأبطال، انتفاضة القدس، فهي طريق الخلاص من كل معاناتنا التي فرضها الاحتلال». وكانت السلطات المصرية، فتحت معبر رفح البري، أول أمس الخميس، استثنائيًا من الجانبين، ولمدة يومين لعبور العالقين الفلسطينيين، وإدخال المساعدات لقطاع غزة.

أبو زهري يكيل بمكيالين

وبعد الرسائل المبطنه التي بعثتها حماس ومحاولتها تحميل الطرف المصري المسؤولية عن معاناة الغزيين، جاء دور الناطق بلسان الحركة سامي أبو زهري، ليكيل بمكيالين، ويطلق تصريحات مزعومة لتلطيف الأجواء مرة أخرى، مؤكدًا أنهم يقدرون دور مصر في استمرار عمل معبر رفح طوال ساعات الليل، وتمكين الفلسطينيين من السفر.

وبعد كلامه المعسول دعا أبو زهري، السلطات المصرية إلى اتخاذ قرار بتمديد عمل المعبر لتمكين بقية الفلسطينيين المحتاجين للسفر الضروري من العبور، قائلًا: «الأشقاء المصريون أبلغوا الحركة والفصائل أكثر من مرة، بأن انتظام فتح معبر رفح مرتبط بالوضع الأمني في سيناء، إلا أن الحركة تأمل عمل ما يلزم لتسهيل سفر الفلسطينيين».

كتب / محمد فوزي

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا