نتنياهو : نعترف بدولة فلسطينية … ولكن ؟

استغل بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية الاوضاع الاقليمية في المنطقة لإعادة رسم خريطة تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في ظل انشغال الدول الكبرى في الاحداث الجارية في المنطقة وتحديدا في محاربة “داعش”. حيث تحولت اهتمامات المجتمع الدولي بشكل واضح بعد تفجيرات باريس الاخيرة وأصبح جدول اعمالهم يتركز على اعلان الحرب على داعش.
نتنياهو وخلال هذه الفترة عاد للحديث عن مسار عملية السلام ضمن الرؤية الاسرائيلية بالاعتراف المشروط بدولة فلسطينية مع تحديد شكل هذه الدولة. لكن الخطورة في الموضوع هو ان نتنياهو يعتبر ان المستوطنات والاحتلال لا يشكلان جذور الصراع في المنطقة وإنما عزى ذلك لوجود الاسلام المتطرف.
نتنياهو عاد للاعتراف المشروط بدولة فلسطينية ،دولة منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية ، وبذلك يكون نتنياهو قد اعاد الصراع الى مربعه الاول لان اعتراف الفلسطينيين بدولة يهودية يتعارض فعليا مع جذور الصراع . مبررات نتنياهو تتعارض كليا مع المعطيات والمتغيرات حيث ان الصراع مع اسرائيل سابق لقيام حركات الاسلام المتطرف وان قيام هذه الحركات مرتبط اساسا في تداعيات الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وما افرزه من تغيرات تسببت في نشوء ازمات كثيرة في المنطقة بسبب ما يسمى بالربيع العربي.
ان التحول الذي اصاب المجتمع الدولي وتركيز كل اهتماماته في اعلان الحرب على داعش تسبب في اهمال القضية الفلسطينية وفتح المجال امام نتنياهو لمزيد من التشدد والتعنت ومواصلة اليمين الاسرائيلي احتلاله للاراضي الفلسطينية بحجة محاربة التطرف الاسلامي وكان الاجدر في البحث عن الاسباب التي ادت الى قيام الاسلام المتطرف والتي تعزى الى الفوضى والتحولات الاخرى التي حدثت في المنطقة نتيجة الاحتلال الاسرائيلي بدءأ من حرب الخليج ومرورا بتفجيرات نيويورك وانتهاءً بتفجيرات باريس.
ان وضع حد للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ونيل الفلسطينيين حقوقهم يمثل اللبنة الاساسية في حل كافة مشاكل المنطقة حيث ستزول الاسباب الى ادت الى كافة التناقضات والصراعات الاقليمية.
تراجع الاهتمام الدولي في تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اصبح يشكل احد التحديات الاساسية للقيادة الفلسطينية التي كانت استجابت لنداء الاسرة الدولية في التوجه الى خيار السلام وتسوية الصراع سياسيا وتحولت مواقف القيادة الفلسطينية الى الاعتدال لكن هذا الاعتدال الفلسطيني واجهه عنف وتطرف اسرائيلي عجز المجتمع الدولي عن ايجاد حلول له. ولذلك كان خيار القيادة الفلسطينية التوجه الى مجلس الامن الدولي وتدويل القضية الفلسطينية الامر الذي عارضته الولايات المتحدة. لكن هذا الخيار يبدو مستحيلا لذلك لا بد من النظر والبحث في خيارات اخرى.

مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا