حماس ومآزقها المتفاقمة كتب يحيى رباح

مع إعلان وزير الداخلية المصري أن جماعة الإخوان المسلمين هم الذين قتلوا النائب العام المصري السابق المستشار هشام بركات، وأن حماس متورطة في الاشتراك بعملية الاغتيال، فإن حماس تكون بذلك متورطة في مأزق عميق، بل يكون قطاع غزة كله بسكانه البالغ عددهم قرابة مليوني انسان وجدوا انفسهم في وضع جديد لا يحسدون عليه، علما بان علاقة تاريخية عظيمة يرتبط فيها القطاع مع الشقيقة العربية الكبرى مصر، علاقة محكومة بالجغرافيا والتاريخ ومحكومة بمنظومة الامن القومي المصري أيضا، ناهيكم عن التزام مصر دائما بهذه القضية الفلسطينية وامتداداتها الواسعة.

وقدم وزير الداخلية المصري تطمينات كبرى لمواطن القطاع على قاعدة ان مصر تفرق بينهم وبين حركة حماس التي سيطرت على القطاع بانقلاب دموي مسلح في العام 2007، وان اسرائيل تساوقت مع هذا الانقلاب ومهدت له منذ العام 2005 بانسحابها احادي الجانب الذي نفذه الجنرال شارون حين كان في موقع رئيس الوزراء، وقبل ان يصاب بغيبوبة طويلة الأمد انتهت بالإعلان عن موته رسميا، ومنذ وقع الإنقلاب أو الإنقسام رفضت حماس كل محاولات المصالحة الوطنية وافشلتها بتعمد، فقد انقلبت على حكومة الوحدة الوطنية التي كانت برئاستها، وافشلت حكومة الوفاق الوطني، ثم جاء هذا الفصل الأخير وهو الأسوأ، حيث حماس متورطة دون شرعية في مشروع طريق مائي ومنصة مائية تصل القطاع ابتداء من جزيرة قبرص بقسمها التركي تحاول تركيا من خلالها ان تكون لاعبا رئيسيا في قطاع غزة، وتطبع علاقتها مع إسرائيل التي اضطربت بعد أحداث سفينة مرمرة، بل ان مصادر اسرائيلية قالت ان حماس ترسل اشارات لاسرائيل حول بناء ميناء في غزة يستغرق عشر سنوات بينما تدميره على يد اسرائيل يستغرق عشر ساعات فقط.

الى اين يصل المأزق الجديد؟

النفي السطحي من قبل حماس بانها غير متورطة في اغتيال النائب هشام بركات لا يفيد، فكما اوضح وزير الداخلية المصري وعدد من المحللين السياسيين والامنيين ان هناك ادلة ملموسة ومعتقلين ادلوا باعترافات ووقائع مستقرة، ولا نعرف بعد ماذا يوجد في جعبة اجهزة الأمن المصرية.

لقد هبطت حماس من طموحها بان تكون ذات موقع مؤثر في التنظيم الدولي الى موقع المنفذ فقط وهذا سيجر عليها المزيد من المآزق.

Yhya_rabahpress@yahoo.com

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا