حصة تاريخ للدكتور محمود الزهار بقلم : كريم الصغيّر

بعد إجتياح لبنان عام 1982 ، وبعد الصمود الفلسطيني في العاصمة اللبنانية ” بيروت ” خرجت القوات الفلسطينية إلى عٍدة بلدان ، خرجت بعد هزيمة بطعم الإنتصار وبدأت في وقتها الخلافات الداخلية تطفو على السطح الوطني كنتيجة طبيعية للإخفاق في حرب لبنان ، إنشق العقيد سعيد مراغة ” أبو موسى ” ومعه العديد من القيادات الفتحاوية ذات الثقل التنظيمي في الحركة ، وكان مبرر الإنشقاق هو الحاجة إلى الاصلاح ، ومحاسبة المقصرين في الحرب ، لكن سرعان ما تحول المنشقون إلى أداة للنظام السوري الذي كان ينتظر على أحر من الجمر إي ضعف يدب في جسم منظمة التحرير وخاصة فتح لكي يحتويها ويجعلها تنظيم الصاعقة الثاني ، ويجعل من ” أبوعمار ” نسخة جديدة من الشهيد زهير محسن.

إشتعلت معارك طرابلس عام 1983 وكان من يقود المعركة في وقتها الشهيد خليل الوزير ” أبوجهاد ” والذي كان بإمس الحاجة لوجود ” أبوعمار ” كقائد للمعركة خاصة أن اللواء سعد صايل ” أبو الوليد ” قد إستشهد ، والقوات الفلسطينية منهكة ومترهلة بعد الحرب ، بدأ ” أبوعمار ” الترتيب لكي يعود إلى طرابلس ويقود المعركة وكان المشرف على هذه الترتيبات السفير الراحل ” فؤاد البيطار ” وهو ممثل منظمة التحرير في اليونان ، ركب ” أبوعمار ” السفينة ومعه عدد من مرافقيه ويرتدي ” البدلة ” الرسمية و ” ربطة العنق ” حمراء اللون ، ومن ثم يأتي إتصال لإبوجهاد من السفير البيطار لكي يقول له أبوعمار قادم إليك .. عاد أبوعمار ووصل إلى مرفئ طرابلس ليحتشد حوله الالاف من الفلسطينيين واللبنانيين.
وأرتفعت معنويات المقاتلين اللذين كانوا يشعرون بـ ” العزلة ” إلى عنان السماء ، خاصة وأن قائدهم يقدم على المواجهة ويدافع عن القرار الفلسطيني المستقل بنفسه.

هذا موقف من عٍدة مواقف للرئيس الراحل ياسر عرفات ، الذي نختلف معه وليس عليه ، ولعلى الدكتور محمود الزهار يعي هذا الامر ، وأن يرى التاريخ من زاويا وليس من زاويته العتمة ، وبصيرته التي أصيبت بالعمى نتيجة ( شراسة الحقد ) على ( الوطنية الفلسطينية ) بشكلاً عام وعلى ( منظمة التحرير ) بشكلاً ولهذا الحقد أسبابه لإن اللغة التي يتحدث بها الدكتور الزهار لم تأتي من فراغ السبب الاول لهذا الكره والمقت هو أن د . الزهار أعتقل في منتصف التسعينيات وتم زجه في سجون الوقائي ولكن هذه الإعتقالات إيضاً كانت بسبب مخططات حماس لضرب السلطة الفلسطينية.

أما السبب الاخر وهو الاهم برائيي هو أن ” الخلفية الإسلامية السياسية ” التي ينتمي لها الزهار ترفض إي بديل أو لون مختلف ولا تقبل سوى اللون الاخضر ، وهذا ما يفسر لغة الزهار العنيفة واللاوطنية في الخطاب السياسي.

كنت أتمنى على الدكتور الزهار خاصة بعد تجربة حكم حماس لغزة أن يستوعب الامور بشكل أفضل ، وان يعلم أن الاقصاء أمر لا يفعله من يريد الخير لوطنه ، وأن اللون الاخضر يجب أن يقبل اللون الاصفر والاحمر ولا نعلم ما الالوان القادمة على الساحة الفلسطينية.

المادة السابقة
المقالة القادمة

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا