بينهم معاقون …! شهادات مروعة.. يعانون بصمت.. أطفال غزة ضحايا اعتداءات جنسية

أصبح الطفل الفلسطيني عبد الله (اسم مستعار) ذو الأعوام الـ 11 منطويا على نفسه ويخاف من نظرات الآخرين مثل خوفه لحظة نزعا شابان من قطاع غزة ملابسه ومارسا عليه الجنس في أحد المنازل المهجورة.

اضطرت عائلته إلى ترك حيها هربا من همز ولمز الجيران الذين كانوا ينظرون إلى عبد الله كأنه مسؤول عن الاعتداء عليه، حسب شهادة أدلت بها والدته لوكالة الصحافة الفرنسية.

معاناة عبد الله يعيشها يوميا منذ بضعة أشهر، لكنه ليس الوحيد الذي بات يتخبط في مشاكل نفسية حولت حياته إلى جحيم لا يطاق، بل إن إخوته يقاسون أوضاعا مماثلة بسبب نظرة المجتمع إليهم ورؤيتهم يوميا لأخيهم يتألم بشكل أسوأ مما كان عليه.

وبدأت معاناة الطفل الفلسطيني عندما خرج لبقالة في الحي لشراء بعض الأغراض، وحين عاد متأخرا ” كان يبدو عليه الاضطراب. وأبلغني أن أحد أقاربي وأحد الجيران أخذاه إلى منزل مهجور ونزعا ملابسه. ثم بدآ يشاهدان على الحاسوب المحمول مقاطع إباحية”. وأضاف أنه “حاول الهرب، لكنهما قاما بتقييده والاعتداء عليه”. تقول والدته فاطمة (اسم مستعار).

وتتابع بحرقة “تأثرت نفسيا كأم بشكل كبير ومرضت، فتوجهت إلى مراكز العلاج النفسي أنا وابني وإخوته لأنهم كلهم تابعوا تطورات المشكلة”.

قصص مشابهة

في قطاع غزة ما زالت ثقافة الصمت خوفا من “العار” سائدة بقوة، ما وفر غطاء على الكثير من الاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها أطفال القطاع المحاصر، وقليلة هي الحالات التي أبلغ عنها من طرف أسر الضحايا.

وحسب الأخصائية النفسية في مركز حل النزاعات أسماء سعود فإن “هناك عائلات تأتي إلى المركز وتروي قصصها”.

لكن سعود تؤكد بأن “هذا العدد يبقى قليلا”.

وتضيف الأخصائية النفسية أن الاغتصاب “موجود لكنه مخبأ بسبب العادات والتقاليد”.

وتروي المواطنة الغزية نادية (42 عاما) قصة الاعتداء جنسيا على ابنها المعاق، وكيف عمق الاعتداء من معاناته وجعل مستواه الدراسي يتراجع.

وفي تفاصيل القصة تقول نادية “ابني يعاني من إعاقة حركية. خرج يوما كما المعتاد ينتظر الباص لنقله إلى المدرسة، فنادى عليه أحد المارة من سكان المنطقة وأغواه بالنقود وأخذه إلى منطقة غير مأهولة واعتدى عليه جنسيا”.

وقد تسبب الاعتداء لابن نادية في “اضطراب نفسي، وأصبح منطويا على نفسه ويخاف الخروج من المنزل”.

وفضلت والدة الضحية حلا “عشائريا” بدل اللجوء إلى القضاء، ويمكن لنادية أن ترى المعتدي يجوب شوارع المدينة دون أن يشعر بمدى الألم النفسي الذي لحق بها وبابنها بسبب فعلته.

تتقاطع قصة هذا الطفل المعاق في بعض جوانبها مع قصة أخرى كانت ضحيتها طفلة في السادسة من العمر، تعرضت لاعتداء من طرف أحد الموظفين في المدرسة، لكن العائلة ترفض الكشف عن المعتدي.

وحين أبلغت عائلتها الشرطة، لجأت عناصر الأمن إلى استجواب الطفلة، وطالب بعض الجيران أم الطفلة بالتنازل عن القضية.

تقول الأم محاسن “لم تنس ابنتي الحادثة التي تؤثر على نفسيتها، وأنا خائفة على مستقبلها. كيف ستمضي حياتها خائفة ومضطربة نفسيا؟”.

فلسطين برس

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا