هل تشكل زيارة نبيل العربي الى رام الله نوعا من التطبيع

خاص- مركز الإعلام

قرر امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي تأجيل زيارته الى رام الله التي كانت مقررة يوم الاثنين الماضي وتأجلت لبضعة ايام ثم جاء التأجيل حتى اشعار اخر الى ان قرر الغاء الزيارة. وتناقلت وكالات الانباء ان اسباب التأجيل ولاحقاء الالغاء جاء بسبب انتقادات وجهت للعربي من اطراف فلسطينية وعربية مختلفة واتهامات بـــ ” التطبيع”، وكان اكثر المتشددين في هذا الموضوع هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي اعربت عن دهشتها واستغرابها من الزيارة.
ربما تكون تلك الاطراف التي وجهت انتقاداتها للزيارة سواء كانت فلسطينية ام عربية وقعت في المحظور اذا كانت حقا تعتقد ان الزيارة الى رام الله تعني التطبيع. فاذا كان كذلك لماذا لم تتخذ نفس المواقف في زيارات سابقة قام بها مسئولون عرب فلم نرى ونسمع ردود فعل كالتي شاهدناها وسمعناها الان، وهل زيارة رام الله ولقاء القيادة الفلسطينية يعني نوعا من انواع التطبيع.
الا تشكل السلطة الفلسطينية نواة للدولة الفلسطينية والمطلوب توفير كل سبل الدعم العربي لها في مشروعها لانهاء الاحتلال الاسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية.
كثيرون هم من قاموا بزيارات الى رام الله وهي زيارات ذات دوافع وبواعث سياسية وكلها تتحدث عن سبل انهاء الصراع والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي سواء كانت هذه الزيارات عربية ام اوروبية ام امريكية لكن بقيت ردود فعل تلك الاطراف تقف عائقا امام توفير دعم واسناد عربي للقضية الفلسطينية لان هذا الدعم في حساباتهم يعتبر دعما للقيادة الفلسطينية وهنا يجب التمييز في مواقف تلك الاطراف فيما اذا كانت اهدافها دعم القضية الفلسطينية ام لا وان الخلط في افكارهم بين هذا وذاك جعل مواقفهم تذهب باتجاه مصالحهم الشخصية لا باتجاه المصالح الوطنية العامة.
لقد استجابت جامعة الدول العربية وتبنت كل القرارات والمطالب التي توجهت بها القيادة الفلسطينية للامانة العامة للجامعة العربية وبدأت الجامعة الحراك في مختلف المستويات وعلى كافة الجبهات من اجل دعم القضية الفلسطينية وعلى ما يبدو ان ذلك ازعج الكثير من الاطراف التي انتقدت زيارة العربي بل في الاساس هو نقد لمواقف الجامعة العربية المساندة للحق الفلسطيني. وهكذا اعربت الجبهة الشعبية عن مخاوفها من ان تشكل زيارة نبيل العربي الى رام الله دعما جديدا للسيد الرئيس.
احداث كثيرة ومتسارعة ومتتالية تشهدها الساحة الفلسطينية فعلى الصعيد المحلي انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ودخول اطراف عربية في ذلك وكذلك الحراك السياسي الدولي القائم للعودة الى المفاوضات وعودة عملية السلام الى الواجهة الدولية مع كثرة المشاريع والمبادرات المطروحة بدءً بالمبادرة الفرنسية وانتهاءً بالتوجهات الروسية وكل ذلك بحاجة الى استمرار التشاور ما بين الاطارف العربية والقيادة الفلسطينية حيث ان جامعة الدول العربية تمثل الدول العربية الراغبة في انهاء ملف الصراع، فلذلك ان زيارة نبيل العربي الى رام الله هو من قبيل تقديم الدعم والتأييد للمشروع الوطني الفلسطيني والوقوف دائما على ايه مطالب فلسطيني يمكن ان تساهم في التقدم بالقضية وان الجامعة العربية دائما على استعداد دائم لدعم القضية.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا