جبهة التحرير الفلسطينية تنظم ندوة فكرية وسياسية حول دور المرأة والشباب في المجتمع والعلاقات اللبنانية الفلسطينية

في اطار نشاطها الصيفي نظمت جبهة التحرير الفلسطينية ” ندوة فكرية وسياسية” تحت عنوان حول دور المرأة والشباب في المجتمع والعلاقات اللبنانية الفلسطينية وذلك في قاعة مركز الشباب الفلسطيني في مخيم البرج الشمالي صور بحضور عضو المكتب السياسي عباس الجمعة وعضو قيادة حركة امل عباس عيسى ومسؤولة العلاقات الخارجية في اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني كاتي مروة ، وشخصيات سياسية واجتماعية، وحشد من أعضاء وأصدقاء الجبهة.
افتتحت الندوة بالنشيدين اللبناني والفلسطيني والوقوف دقيقة صمت اجلالا واكبار لارواح الشهداء ، ثم رحبت بالحضور دينا عباس موجهة التحية للشهداء والأسرى، مؤكدة ان هذه الندوة الفكرية تشكل حالة استنهاض لطاقات شاباتنا وشبابنا .
والقى الاستاذ عباس عيسى عضو قيادة حركة امل كلمة فوجه التحية لجبهة التحرير الفلسطينية وقيادتها باسم قيادة حركة امل ورئيسها ، وحيا الشعب الفلسطيني ، واضاف نلتقي في هذه المحاضرة لؤكد بأن قضية فلسطين متجذرة في وجدان الامة وشعوبها لان فلسطين ما زالت تشكل كل اهتماماتها وتطلعاتها، ولفت ان الحديث اليوم يستولد الكثير من المعاني والمحطات ، لان هناك علاقة وثيقة جدا وغير طبيعية بين الفلسطيني وارضه ، ارض الاباء والاجداد، وهي محطة لهذا الشعب المكافح ، وكما قال سماحة السيد الامام موسى الصدر ان شرف الانتماء لقضية فلسطين باعتبارها ارض الرسالات ، فالشعب الفلسطيني قدم التضحيات منذ ان واجه العدو في بداية مشروعه الظالم وبعد ان ارتكب هذا العدو المجازر في فلسطين ، ولكن الشعب الفلسطيني رغم تشرده لم يستسلم ، وجميع الفصائل قدمت قادتها شهداء في سبيل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني وحتى تبقى قضية فلسطين حية ،وحتى تبقى هذه الارض عربية ، وفي مقدمتهم رمز فلسطين الرئيس ياسر عرفات وابو العباس واخوانهم ، واضاف العدو يسعى دائما من اجل الوصول بمخططاته الى تصفية الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني وخاصة حق العودة ، وشدد على ان الرئيس نبيه بري يحمل القضية الفلسطيني في قلبه وفكره ويطرحها على اعلى المستويات في البرلمانات العربية والدولية ، كما ان حركة امل تولي الاهتمام الكامل لقضية الحقوق المدنية والانسانية للشعب الفلسطيني ، لاننا نحن نحمل امانة الامام السيد موسى الصدر الذي قال الحرمان ارضيته الانفجار حيث سيكون بابا من الاخطاء، واعتبر أن الشعب الفلسطيني اليوم باطفاله وشيوخة ومناضليه يدافع عن القدس والاقصى والقيامة وهو بذلك يدافع عن عمق العالم العربي والاسلامي، فلسطين حاضرة بقوة كفاحها وهي الحلم لكل احرار العالم، وهذا الإرث في العلاقة من مرحلة النكبة والثورة شكّل قاعدةً في العلاقة اللبنانية الفلسطينية. أمّا في اللحظة السياسية الراهنة فيمكنُ الحديث عن العلاقة الفلسطينية اللبنانية على مستويات ثلاثة، هي: المستوى الرسمي والمستوى الحزبي، والمستوى الشعبي، مشددا على العلاقة التي تربط حركة امل والفصائل الفلسطينية وخاصة في صور ونحن نسعى جاهدين على مستوى لبنان من اجل حماية وصيانة المخيمات ومن اجل الاستقرار الذي هو مصلحة فلسطينية لبنانية مشتركة، وقال نحن اليوم ننحني امام انتصارات المقاومة وما قدمته من شهداء وعلينا ان نستفيد من هذه الانجازات على المستوى اللبناني والفلسطيني ، لافتا ان عقلية التخاذل التي إعتمدتها بعض الأنظمة وغياب الإحساس بالقضية المركزية كانت سببا في ذلك ، وخاصة في ظل المشهد العربي ، شاكرا جبهة التحرير الفلسطينية على هذا اللقاء .
من جهة اخرى تحدثت المناضلة كاتي مروة مسؤولة العلاقات الخارجية لاتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني عن دور المرأة والشباب فقالت أن المرأة تحملت المصائب والمحن بشجاعة نادرة، وعانت الكثير، والكثير جداً، خلال العقود الماضية، وثمة قناعة أكيدة ان المجتمعات ابرزت دور نسوة مبدعات في كل المجالات ، مبدعات يلاحقن مبدأ التغيير لتفعيله في الحياة خصوصا إذا ما تمتعن بكل الحريات السياسية والثقافية والشخصية.. مبدعات يعرفن كيف ينتجن اللحظات الثمينة والفرص المتاحة من دون أي غطاء أو تعقيدات أو مكبوتات ،ومنهن المناضلات الذين ضحوا وقدموا امثولة في النضال والكفاح في النضال الفلسطيني والعربي واللبناني شادية ابو غزالة ويسار مروة والمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد وغيرهن ، من هنا نسأل من يخفف من معاناة المرأة، ويمنحها، قانونياً، كامل حقوقها، ويرفع من شأنها في المجتمع، تقديراً لما تنهض به من أعباء اجتماعية كبيرة ومضاعفة، وسياسية، ومواطنة فاعلة وعلى ذلك الأساس، لا يمكن الحديث عن الديمقراطية، وعن إجراء تحوّلات اجتماعية وسياسية اقتصادية جديّة، دون حل المشاكل التي تعيق دور المرأة في جميع الاصعدة وفي مقدمتها دورها السياسي ، وتحرير طاقاتها ، ومن هنا اركز على دور الاسيرات المناضلات اللواتي كن دوماً رائدات في التصدي والصمود سواء وفي المساهمة في عمليات استطلاع أو نقل سلاح أو في المشاركة في عمليات نوعية من الرفيقات يسار مروة، لولا عبود، وفاء نور الدين ، وسناء محيدلي ، إلى الرفيقة سهى بشارة، كما الرفيقات في مختلف الفصائل الفلسطينية فهؤلاء الشهيدات قاموا مع رفاقهم الشهداء وحرروا الأرض ، ووفاءً منا لدمائهم وصوناً لتضحياتهم لا يمكن إلا أن نستكمل مسيرة التصدي لكافة مشاريع التقسيم المرسومة للمنطقة ضمن ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد أو سايكس بيكو جديد،هذه المشاريع التقسيمية بدأت تظهر ملامحها واضحة في العراق وسوريا والسودان وليبيا،وفي المحاولات المستمرة لحرف مسار الثورتين المصرية والتونسية، وفي اليمن الذي يتعرض لهجمة تتلاقى في أهدافها بين أنظمة عميلة ومشروع أميركي من أجل السيطرة على ثروات العالم العربي المادية والبشرية،ومن أجل إضعاف القضية الفلسطينية التي تبقى البوصلة بالنسبة للقوى الوطنية ومعياراً لوطنية أية قضية أخرى ويبقى حق العودة في طليعة أولوياتنا، واضافت نحن نعتبر أن تحرير الأرض لا يمكن أن يستكمل إلا بتحرير الإنسان ، وهذا يستدعي القضاء على التمييز ضد المرأة لجهة تعديل القوانين المجمعة بحق النساء التي تعدل جزء منها ومازلنا نتابع مع قوى وهيئات وفعاليات العمل من اجل الغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة ،ونحن نوجه انظارنا الى الام الفلسطينية والمراة الفلسطينية بشكل عام حيث تقدم شابات وشباب فلسطين ارواحهم فداء لتحرير الارض ، لهذا ارى ان على جميع احزاب اليسار العربي وكافة القوى والاحزاب العربية والفلسطينية ان تعطي الاهتمام في المشاركة السياسية للمرأة في المستويات المختلفة لصنع القرار، وتوجيهها بشكل يخدم فكرة المساواة ليس بين الجنسين فقط بل بين جميع المواطنين عموماً،وتحسين آليات الممارسة الديموقراطية، مؤكدة ان مشاركة المرأة في الحياة السياسية ، يشكّل عملية اجتماعية كبرى تدعو إلى تحرير أكثر من نصف المجتمع، من الضروري إجراء نشاط كبير دائم، تلعب فيه الصحافة وأجهزة الأعلام ومنظمات حقوق الإنسان دوراً كبيراً.
وتحدث عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة عن اهمية المحاضرة التي حملت افكارا مهمة على مساوى الجانب الفكري ، مشيرا ان هذه المحاضرات تحشد كل الطاقات وخاصة الشباب هم القوة الدافعة ، والشعلة اللاهبة ، والعطاء المتدفق ، والشباب هم معول الهدم للفساد ، حيث أثبت الشباب الفلسطيني على مدار التاريخ أنه قادر على العطاء الغير محدود، كما أن له دور كبير وفعال في بناء المجتمع بصفة عامة، لأنه المعبر عن حضارة الأمة وثقافتها وعلى مستوى التقدم في الشعوب على حدٍ سواء، وأن مقياس المجتمع الفاعل هو مقياس مدى الاهتمام بالشباب،بشتى المجالات الداعمة ، كما دور المرأة التي لعبت دوراً مهماً في المجتمع الفلسطيني عبر التاريخ الفلسطيني المعاصر. ومما لا شك فيه أن المرأة تركت بصماتها في الساحات السياسية والنضالية عبر هذا التاريخ الطويل. وعند النظر إلى مفاعيل المجتمع الفلسطيني، نجد أن واقع المرأة الفلسطينية اختلف عن واقع المرأة العربية بشكل جوهري، وهذا يتضح عند مراجعة السياق التاريخي الذي أنتج واقع كل منهما، وبالنظر إلى ذلك، نجد أن المرأة الفلسطينية تعيش في ظروف صعبة، تتمثل في التحدي المتمثل بوقوع المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال الصهيوني، كما ان المرأة الفلسطينية في اماكن اللجوء والشتات تعيش ظروف قاسية ،والتحدي الطبقي المبني على الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، وتحدي التمييز في النوع الاجتماعي الممارس ضدها ضمن مجتمع تتنازعه الثقافةالتقليدية والفهم الرجعي في كثير من الأحيان ، ولقد أدى هذا الواقع إلى اختلاف في الأدوار لدى كلٌ منهن، فقامت المرأة بالخروج عن النمطية المتمثلة في دور الرعاية والإنجاب والأعمال المنزلية، إلى الانخراط في شؤون الحياة الأخرى كالسياسة، والاقتصاد، والثقافة، وباقي الشؤون الاجتماعية، ولم يكن هذا التغير بمثابة تمرد على المجتمع، بل كان إسهاما نضالياً لمواجهة الاحتلال الصهيوني وسياسته القمعيةعلى ارض فلسطين ، وفي الشتات كان النضال من اجل حق العودة ، الأمر الذي عزز من دور المرأة في المجتمع، وساهم في رفع الوعي حول الدور الذي تقوم به المرأة في تعزيز وحماية الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، من هنا نرى ان الشباب والشابات هم جيل منفتح ومستعد لتقبل الأفكار الحضارية المتجددة، والمواكب لتغيراتها دائماً، دون الارتباط برواسب الموروثات الثقافية الدينية والسياسية، هذا الجيل الذي يسخر دائماً من الواقع المتخلف ويتطلع من خلال ثقافته المكتسبة من تجارب الشعوب المتحضرة، نحو المجتمع الأفضل، الذي يجب أن تكون مزاياه ومواصفاته تشابه المجتمعات الأخرى الناجحة في كلّ المجالات، لهذا السبب نقول إن توازن الأفكار السياسية ، وتفاعلها مع الأفكار العالمية المتقدمة، وإغنائها بالتبادل الثقافي الديمقراطي المتحضّر فعلا، والانفتاح على المشاركة الفعلية بين أفكار المجتمع والمجتمعات المتطورة في المنظومات السياسية، هي حلم الشابات والشباب وهي المطالب التي يرغبون بتحقيقها ويعملون لأجلها، ويطالبون بحرية تبادل الأفكار والتعبير، وتنمية المبادرات السياسية والاجتماعية الصحيحة لكل مكونات المجتمع، من هنا نحن نتطلع في جبهة التحرير الفلسطينية الى دور الشابات والشباب بما يملكون بشكل عام من مواهب سيواصلون الطريق بعناد ومثابرة، وتحدي الكثير من القضايا والمشاكل التي تحاول عرقلتهم بمفاهيم غير صحيحة تفرض عليه من المتخلفين فكرياً لهذا يجب ان نسعى الى بناء وبلورة مجتمعاً ديمقراطياً واعٍ ، بناء حضاري إنساني يقف في وجه الاتجاه اللاإنساني الذي يطبع مؤامرة الصمت الدولي والانحياز الإمبريالي الأمريكي، فلنعولم النضال ضد الإمبريالية وضد الظلم، لنعمل من أجل عولمة نضالنا وتضامنا لصالح الإنسانية، والاستمرار في الطريق حتى الحرية والاستقلال والعودة لشعبنا والشعوب المقهورة.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا