ملاحظات على الماشي (108): في أحداث معسكر الجنيد

لا شك أبدا بأن ما حدث في معسكر جنيد مرفوض تماما. ويجب إخضاع الكل للقانون، رجال الأمن قبل غيرهم. هذا موقف طبيعي في ظل سعي شعبنا الحثيث لبناء دولته على طريق الإستقلال الكامل إن شاء الله.

لكن الجدير بالإنتباه هو سلوك السلطة الوطنية، حيث أنها لم تكذب ولم “تفبرك” القصة، بل قالت للشعب ما حدث تماما، بكل صدق، والأكيد أنها قالت الحقيقة بكل حرص ووعي، فالصدق مع الشعب أسلم من الكذب والتذاكي عليه.

وبنفس الوقت شكلت السلطة لجنة تحقيق للوقوف على حقيقة ما جرى، ومعاقبة من فقدوا أعصابهم، وإستسلموا لغضبهم، وإن كان مفهوما. فرجل الأمن عليه أن يلتزم بالرسالة والقانون قبل أي أحد آخر.

هذا ليس دفاعا عن السلطة ولا تبريرا لما حدث أبدا، لكنه تعبيرا عن رؤيتي وفهمي للحدث من جهة. وللرد على الإنتهازيين والتجار الذين حاولوا ويحاولون بكل قوتهم إستغلال القصة، سيما أثناء التحضير لإنتخابات البلديات، وحراك أهلنا في الداخل المحتل (48) لإنهاء الإنقلاب الإخونجي على غزة الفلسطينية.

لن نذهب لإستدعاء تاريخ هؤلاء المعروف للجميع، وكيف خاضوا بالدم الفلسطيني عن سبق اصرار وترصد. وكيف خاضوا بدم بعضهم البعض تحت عناوين متعددة كالمهمات الجهادية مثلا !!. ولن ننشغل بالرد على طفولة اليسار المعهودة. ولا على تفاهة أمثال “قاسم”،

لكننا سنقول لهؤلاء جميعا :

ليتكم تصدقون مع أنفسكم ومع شعبكم، كما صدقت وتصدق السلطة مع نفسها وشعبها بالرغم من الثمن الممكن أن تدفعه.

أما لأبناء الفتح الأبية ولكل الوطنيين أقول،

الخطأ وارد دائما، خصوصا في ظل تعامل بعض الإخوة مع المجرم القاتل المعتقل من باب الثأر. ما يهمنا فعلا أن ما حدث لا يشكل نهجا ولا سياسة متبعة عندنا في فلسطين. وكلنا ننتظر نتائج التحقيق وكلمة القضاء. فلا تجلدوا الذات والأخ أكثر من اللازم، ولا تشكلوا حاضنة لإنتهازية الأقزام، والكذبه.

وأخيرا، أتمنى الإبتعاد عن لهجة الدعوة لفرض القانون بالقوة، والدفاع عن الخطأ من باب الثأر أو تحت عنوان حماية مشروع الدولة، فالحق لا يأتي إلا بالحق. والأهم أننا لا زلنا تحت الإحتلال، وعلى طريق التحرر الوطني.

ولا تنسوا أبدا أن القصة لربما تتجاوز الفلتان الأمني، فنحن تحت إحتلال، والعدو الصهيوني لا يريد اليوم أكثر من إنهيار السلطة على يد أبناء شعبها، خصوصا أن البديل جاهز، والأكيد أن الكثيرين يشاركونه هذه الأمنية وغيرها طبعا. فالحذر كل الحذر. من تسهيل هذه المهمة بالإنجرار وراء العاطفة، ومعالجة الخطأ بخطأ آخر.
بقلم: علاء أبو النادي فلسطيني في الشتات

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا