هل تخطف موسكو اوراق عملية السلام من الولايات المتحدة

الانباء التي تناقلتها وسائل الاعلام عن لقاء محتمل للسيد الرئيس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو حسب ما اكدت بعض المصادر الروسية صحة هذه الانباء واهتمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنجاح هذا الاجتماع وإرسال مبعوثه بوغدانوف للقاء الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من اجل الاعداد لذلك، كما ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اعلن عن استعداده للشروع في مفاوضات مباشرة مع السيد الرئيس.
انتقال مركز الثقل في عملية السلام من واشنطن الى موسكو مسألة لن تتقبلها الولايات المتحدة ولذلك سارعت واشنطن لقطع الطريق امام التحركات الروسية بتقديم اقتراحات لعقد لقاء ثلاثي امريكي فلسطيني اسرائيلي من اجل تحريك العملية السلمية واستئناف مفاوضات السلام كما افادت صحيفة الغد الاردنية.
الاقتراح الامريكي الاخير لم يحظى بترحيب الجانب الفلسطيني حيث كان الجانب الفلسطيني يطالب دائما بإخراج ملف عملية السلام من دائرة التفرد والتبعية والنفوذ الامريكي المنحاز لإسرائيل والذي عجز خلال العقدين الماضيين في التأثير على اسرائيل لقبولها بتوقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين وعلى مبدأ حل الدولتين وقد دفع العجز الامريكي بالجانب الفلسطيني على فقدان ثقته في الادارة الامريكية.
وقد يكون الاقتراح الروسي بعقد لقاء يجمع السيد الرئيس مع نتنياهو في موسكو محل ترحيب من قبل القيادة الفلسطينية فيما لو توفرت فيه مقومات وعوامل النجاح بحيث تلتزم اسرائيل بالشروط التي كانت سببا في توقف عملية السلام وهي وقف شامل للاستيطان والإفراج عن الدفعة الثالثة من الاسرى وتحديد سقف زمني لانها الاحتلال وان تكون المحادثات على اساس حل الدولتين، فلو تحققت مثل هذه الشروط وتقدمت موسكو بضمانات في ذلك فان القيادة الفلسطينية لن تتخلف عن هذا الاجتماع.
لكن هل ستلزم الولايات المتحدة الصمت حيال الخطوة الروسية والتي ترى فيها الولايات المتحدة الامريكية انقلابا روسيا على دورها في عملية السلام وهل ستخرج اسرائيل عن طوع الولايات المتحدة وتغضبها في سبيل الحفاظ على علاقاتها التي توطدت مؤخرا مع الدب الروسي.
لو نجحت روسيا فعليا في جر الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الى موسكو لفتح مفاوضات جديدة فإنها ستكون وجهت ضربة لجهود الولايات المتحدة في عملية السلام التي اقتصرت في المدة الاخيرة على ادارة الصراع دون المساهمة في حله بعدما بدأت الولايات المتحدة بالانسحاب التدريجي من مسئوليتها في انهاء الصراع مما تسبب في ترك فراغ حاول الاتحاد الاوروبي ملئه من خلال طرح فرنسا لمبادرتها لكنه اصطدم بالموقف الامريكي.
ونرى في الموقف الروسي اكثر تحررا من الموقف الاوروبي بحكم العلاقات والصراعات التاريخية التي كانت سائدة بين الاتحاد السوفييتي “والذي ورثته روسيا” والولايات المتحدة ايام الحرب ألباردة ثم ان روسيا بدأت العدة في البحث عن مكانتها في الساحة السياسية الدولية لتعيد امجاد الامبراطورية الروسية وإمبراطورية الاتحاد السوفييتي الذي كان يقيم توازنا مع الغرب.
ربما تشهد الساحة السياسية الدولية عودة الصراع بين القطبين فيما لو تمكنت فعليا روسيا من الاعداد لقمة فلسطينية اسرائيلية وقد نشهد عودة حرب باردة جديدة.

خاص بمركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا